** هناك أُناس لا تستطيع ذاكرتك أن تنساهم.. ولا مشاعرك ان تستوعب غيابهم عنك لبعض الوقت.. فكيف اذا كان هذا الغياب أبدياً.. وذلك الفراق نهائياً. فقد فجعت يوم أمس – كما فجع المئات غيري بوفاة انسان عظيم.. ** عظيم في أخلاقه.. وعظيم في تصرفاته.. وعظيم في إدارته.. وعظيم في قدراته.. وعظيم في قيمه.. ومبادئه.. وخلاله.. ** هذا الرجل العظيم الذي فقدناه يوم أمس فحزنت عليه القلوب.. ودمعت العيون.. ورُفعت الأيدي الى السماء بالدعاء له بالرحمة والمغفرة والمثوبة والأجر على أعماله الطيبة.. ** هذا الرجل هو "الكابتن أحمد مطر" مدير عام الخطوط السعودية خلال فترة ذهبية يشهد له الجميع بالتميز خلالها.. حيث شهدت الخطوط السعودية في عهده تطوراً عظيماً.. وكسبت سمعة عالية أهلتها لكي تكون في مقدمة الخطوط الجوية العالمية في مستويات أدائها المختلفة. ** فقد جاء الكابتن أحمد .. الى هذا الموقع من مكان الخبير بشؤون الطيران.. فكان خير من يقود دفة هذه المؤسسة العملاقة بعد مؤسسها الكبير.. والمبرز الشيخ كامل سندي. ** جاء الكابتن أحمد مطر الى الخطوط السعودية ليدفع بها الى القمة.. ويرتفع بمكانتها الى الأعلى أكثر فأكثر.. لان خبر الطيران.. وتعامل مع إخوة وزملاء له.. وعاش تفاصيل مهمته وأعطاها من عقله.. ومن خبرته.. ومن عمره الشيء الكثير.. ** ليس هذا فحسب.. بل كان الكابتن مطر يرحمه الله.. صاحب لمسات انسانية حانية جعلت بيئة العمل بالخطوط السعودية بيئة حميمية.. لانه اعتمد اسلوب التعايش بين أفراد الأسرة الواحدة.. فصنع من هذه الأسرة طاقة هائلة من الحب.. والاخلاص.. والتفاني انعكس على أداء العاملين بالمؤسسة وترك أسرة البالغ على سمعتها الرفيعة في عالم الطيران. ** ومهما قلت.. ومهما تحدثت.. ومهما استعرضت معكم من خصائص.. وصفات.. وسلوكيات نادرة في زمننا هذا فأنني سوف أظل مقصراً في التعريف باخلاقيات الرجل.. وبالاضافة عن نبله وروعة انسانيته. ** ولا اظن ان لهذا الرجل العظيم أعداء في دنيانا لان أمثاله من الخيرين.. لا يملك الانسان الا أن يحبهم.. ويذكرهم بالخير حتى وان اختلف معهم كما هي طبيعة الحياة.. وناموس الكون.. ** وماذا عليّ ان اقول.. سوى التعزية لوطننا.. وطن الخير والمحبة.. في أحد رجالاته النبلاء.. وكذلك لاهله.. واسرته ولكل احبائه وما أكثرهم.. ** رحم الله الرجل واسكنه فسيح جناته.. والهم الجميع الصبر لفقده.. فتلك هي سنة الحياة.. وذلك هو مصيرنا جميعاً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.