بتقديم تقني، ومسجل عبر الشاشة التلفزيونية، وبطريقة مغايرة، افتتح مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة، مساء أمس الأول، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بسلاسة تخطت حاجز الرسميات، وعبر حوار شيق، بدأ الحفل بتحية للوطن والملك المفدى وراعي الحفل "ارامكو" متمثلة في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي وكذلك رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون د. محمد الرصيص الذي افتتح الحفل ولجميع العاملين والحضور، كما قدم نبذة عن المشاركات السابقة وعن المكرمين وعن الجهود التي بذلت في نجاح هذا المهرجان منذ انطلاقته الأولى عام 2003م. كما قدم لكلمات الافتتاح التي بدأها مدير الجمعية عيد عبدالله الناصر متحدثا : أن التغيير هذا العام في مسمى الفعالية من "مسابقة" إلى "مهرجان" بناء على توصية لجنة التحكيم للمسابقة السابعة (عام 2009م). وأردنا أن يكون تغيير الاسم حقيقا وليس شكليا، ولهذا سيلاحظ كل من تابع فعاليات هذا المهرجان منذ انطلاقته عام 2002م بنقلة نعمل على أن تكون نوعية، فعلى المستوى الإداري ولضخ دماء جديدة في شرايين المسابقة، تمت الموافقة على قيام أحد الفنانين المسرحيين المعروفين، ومن خارج إدارة الجمعية، على إدارة المهرجان وأعطي مساحة معقولة من الحرية لكي يعمل هو وفريق عمله لتطبيق آرائه وتصوراته بخصوص تطوير هذا المهرجان. وكذلك زيادة عدد الفرق المسرحية المشاركة من داخل المملكة ومن الخليج وبعض الدول العربية. ويضيف الناصر أن هذا النشاط استمر سنوات بجهود تطوعية ذاتية مصدرها الأساس هو حب الفن والمسرح، وان أجواء العمل الجماعي في هذا المهرجان وغيره من الأنشطة في الجمعية تعمل على تأليف القلوب وتصفية النفوس لتتجاوز الكثير من أمراضها الاجتماعية، بالإضافة إلى العمل على تطوير فعاليات هذا المهرجان بشكل مستمر ودائم من خلال الاستماع لآراء المشاركين والحضور بروح ايجابية وتبني وتطبيق الكثير من الآراء النقدية البناءة التي تصلنا أو نسمعها للرقي بهذا المهرجان وتطويره. وكانت الكلمة الثانية للفنان زكي الدبيس مقررا لجنة المسرح بالجمعية تناول من خلالها الجهود التي بذلت وتطوير الأنشطة المسرحية بالجمعية وإصدار كتاب عن النصوص الفائزة، خلال السنوات السبع السابقة، مشيرا إلى تطوير البنية التحتية للمسرح في الجمعية وتجهيزه تقنيا. بعدها تحدث الفنان ماهر الغانم مقرر المهرجان الثامن مشيرا إلى دعم شركة ارامكو والى علاقته مع المهرجان منذ بدايته، والى أوبريت الافتتاح الغنائي والذي يشارك فيه مجموعة من الفنانين منهم السويكت ووائل الخميس ووسام الشعبان وعباس الشيوخ، مضيفا ان هناك جهود الى النهوض بالمسرح السعودي رغم حداثة بعض الفرق، لكن الاهم هو وضع الاقدام حيث انتهى الاخرون، حريصين على ظهور هذا المهرجان عند حسن ظن الجميع، ويكون هذا العام نقله مميزة ببداية المشاركات ليس بالخليجية فقط بل بالعربية. بعد الغانم قدم مدير فرع الدمام للدكتور محمد الرصيص رئيس الجمعية الذي أرتجل كلمه أثنى فيها على الجهود وبين من خلالها دور المسرح في النهوض بالمجتمع وإثراء الفنون والحوار. وبدا اوبريت الافتتاح الذي جاء بسيطا في ديكوره وتقديمه معتمدا على الكلمة والمشاهد القصيرة أكثر من التجسيد ل "أبو الفنون" الذي أشير إليه في مقاطعه الشعرية المشهد الأول الذي جسد لفن الإيقاع والموسيقى وهى من عناصر المسرح أداه مجموعة من الشباب بمرونة وإيقاع جسدي ملفت، وتلي هذا المشهد مشاهد قصيرة جسدت عدة لوحات عن الوطن، وعن شفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقدم مقرر لجنة الفنون الشعبية والتراث في الفرع الشاعر فالح الدهمان قصبدة"حلم المؤسس" تفاعل الجميع معها بتصفيق حار قال منها: كمل حلم المؤسس والظروف اللي تحداها عليها شيّد البنيان والإيمان بانيها وتمت به رسالة نصرة الإسلام فحواها ثبت عبدالعزيز وثبّت الدعوة وداعيها ونفس أخلصت لله والأمة بتقواها فلا خابت مساعيها ولا خابت أمانيها وقدمت فرقة ظلال الفنية من المملكة الأردنية الهاشمية عرض مونودراميا"لغز الرواية" من تأليف مجدي أبو نجم وإخراج بسام المصري، الذي تحدث أن المشاركة مهمة وهي بداية احتكاك للمسرح الأردني في المهرجانات السعودية عامة والذي يجمعهم العمل المسرحي والهم الواحد المشترك، والمسرح متنفس للجميع في هذه الوجود وفي النفس البشري، وهو من الفنون الأقدم والأكثر روعة وأهمية، وهو يعبر عن أحلام وآمال الإنسان والمسرح يعكس الواقع للمجتمع، معبراً عن سعادته ووجوده في المملكة وخاصة في المنطقة الشرقية التي يحمل لها الاحترام والتقدير وهي من أهم مناطق المملكة في الحراك الثقافي سواء مسرحيا أو دراميا. مؤكدا أن المهرجان في الدورة الثامنة يعطي مدى الاهتمام الحقيقي بالمسرح في السعودية، وكذلك هو ثمرة احتكاك المسرحي السعودي بالمسرحيين العرب.