"لا تسألوني من أكون.. المسرح أنا أبو الفنون، أطرح مشاكلنا بحب وأوجد لها أيضا حلول.. هذه مساحاتي أنا، يمكن أكون أنا صغير لكن أفعالي كثير"، كانت هذه هي المقاطع الشعرية للوحة "أبو الفنون" ضمن أوبريت افتتاح مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة أول من أمس. وجاء المهرجان هذا العام جامعا الفن التشكيلي والتصوير الفوتوجرافي والشعر والموسيقى، ومكونا مهرجانا بجهود شباب متطوع فاق 150 شابا من مختلف الفنون، مهيئين جوا مسرحيا وثقافيا يعتبره المسرحيون في المنطقة الشرقية العرس المسرحي الثامن، والذي يستمر 10 أيام. ويتنافس المشاركون على عدة جوائز تختص بالمسرح من إضاءة وإخراج وتمثيل وتأليف، وليتم اكتشاف العديد من المواهب من خلالها، مكرمين هذا العام أربع شخصيات مسرحية خدمت المجال المسرحي في المملكة، ومستضيفين عرضين مسرحيين من الأردن وعمان، وليكون الانتشار المسرحي مدروسا بخبرات فنية تدعم الجهود الشبابية السعودية في مجال "أبو الفنون". ومن جانبه تمنى رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الدكتور محمد الرصيص أن يكون هذا المهرجان أداة لنقل العدوى الصحية لبقية فروع جمعيات الثقافة والفنون، شاكرا الجهات الداعمة للفرع، ومقدرا حضور فناني المسرح والدراما المتخصصين، في نقل الخبرة والتواجد من خلال المناسبات الثقافية، ومرحبا بالدول العربية الشقيقة، آملا استمرار مشاركتهم في تبادل ثقافي معرفي في المسرح. وأوضح مدير فرع الجمعية عبدالله الناصر أن التغيير هذا العام في مسمى الفعالية من "مسابقة" إلى "مهرجان" بناء على توصية لجنة التحكيم للمسابقة السابعة (عام 2009). وأردنا أن يكون تغيير الاسم حقيقيا وليس شكليا، ولهذا سيلاحظ كل من تابع فعاليات هذا المهرجان منذ انطلاقته عام 2002 بنقلة نعمل على أن تكون نوعية على المستوى الإداري ولضخ دماء جديدة في شرايين المسابقة، تمت الموافقة على قيام أحد الفنانين المسرحيين المعروفين، ومن خارج إدارة الجمعية، على إدارة المهرجان وأعطي مساحة معقولة من الحرية لكي يعمل هو وفريق عمله. أوبريت الافتتاح جاء بسيطا في ديكوره وتقديمه معتمدا على الكلمة والمشاهد القصيرة أكثر من التجسيد للوحة "أبو الفنون" التي أشير إليها في مقاطعه الشعرية، وفي مشهده الأول جسد فن الإيقاع والموسيقى وهي من عناصر المسرح وأداه مجموعة من الشباب بمرونة وإيقاع جسدي ملفت، وتلت هذا المشهد مشاهد قصيرة جسدت عدة لوحات عن الوطن، وعن شفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقدم مقرر لجنة الفنون الشعبية والتراث في الفرع الشاعر فالح الدهمان قصيدة "حلم المؤسس" تفاعل الجميع معها بتصفيق حار قال منها: كمل حلم المؤسس والظروف اللي تحداها عليها شيّد البنيان والإيمان بانيها وتمت به رسالة نصرة الإسلام فحواها ثبت عبدالعزيز وثبّت الدعوة وداعيها ونفس أخلصت لله والأمة بتقواها فلا خابت مساعيها ولا خابت أمانيها وقدمت فرقة ظلال الفنية من المملكة الأردنية الهاشمية عرض مونودراميا "لغز الرواية" من تأليف مجدي أبو نجم وإخراج بسام المصري، الذي تحدث عن المشاركة بأنها مهمة وهي بداية احتكاك للمسرح الأردني في المهرجانات السعودية عامة والذي يجمعهم العمل المسرحي والهم الواحد المشترك.