الرياض - متابعة وتصوير : عبد المنعم عبد الله : نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله افتتح معالي نائب رئيس مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي الأستاذ إياد أمين مدني مساء اول أمس ندوة (أفضل الممارسات التنموية لتحسين أحوال الفقراء) التي تنظمها مؤسسة الملك عبدالله لوالديه في الرياض وتستمر يومين بمشاركة حشد من الخبراء والمختصين من داخل المملكة وخارجها. وأكد معاليه في كلمته خلال حفل الافتتاح الذي أقيم بمقر المؤسسة أن صلاح الفرد هو في تمكينه من الحياة الكريمة التي تحترم إنسانيته وتساوي بين الفرص المتاحة له مع غيره، مشيراً إلى أن الخير كل الخير حينما يجتمع العاملون في هذا المجال للتدارس وبلورة المفاهيم ومراجعة الأساليب والوسائل. وقال نائب رئيس المؤسسة إن خادم الحرمين حفظه الله نذر المؤسسة لوالديه رحمهما الله وجعل له ولهما الأجر والثواب مشيراً إلى أنه كما كان الحرص من البداية أن تتعدى المؤسسة الطرح التقليدي للمؤسسات العاملة في مجال الإسكان الخيري حملت المؤسسة على أكتافها منذ نشأتها مفهوم الإسكان التنموي أي بناء الإنسان من خلال الإسكان مجسدة بذلك حقيقة أن الإسكان يمثل حافزاً وبيئة حاضنة للنمو. وأوضح معاليه أن هذه الندوة التي تأتي برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين حفظه الله جاءت لقدح الأذهان وتبادل الخبرات والاستفادة من أهم التجارب بما يخدم مفهوم الإسكان التنموي ويمكن مثل هذه المشروعات من أن تكون مراكز نمو وازدهار وتطور وتكامل مع المجتمع الأكبر بدلاً من أن تتحول إلى مناطق تكرس البؤس والعزلة. وأضاف مخاطباً حضور الحفل :كما هي القدوة التي يضعها لنا دائماً خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فإن أعمال هذه المؤسسة تستحضر دوماً ما جاء به الإسلام ودعا إليه من قيم ومبادئ ومقاصد تؤكد على الأخوة والتكافل الاجتماعي والحض على فعل الخير وأن صلاح المجتمع هو في صلاح أفراده الذين هم بمثابة الجسد الواحد مشيرا الى انه متى ما صدقت النوايا وخلصت الدوافع وشحذت الهمم أقدم الناس على الفعل وتعدوا مجرد القول وتوهج ما تختزنه الأنفس من خير وتجلت الروح الإنسانية الحقة التي تكدح إلى ربها كدحاً على طريق فعل الخير ومساعدة الغير وقام الإنسان الذي يُبعث فرداً بالأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها. حقيقة التكافل الاجتماعي بعد ذلك ألقى الأمين العام للمؤسسة الدكتور أحمد العرجاني كلمة أكد فيها إن سد الاحتياج ينبغي ألاَّ يقتصر على قضاء الحوائج الآنية فحسب بل يجب أن يتعداه إلى تلمس الأسباب المؤدية إلى ذلك الاحتياج ومن ثم تحديد الأساليب الدالة والمشجعة على العمل قاصدين بذلك إعانة المحتاج للاستفادة من قدراته الذاتية ودفعه إلى البحث والاستفادة من الفرص المتاحة من حوله. وشدد في كلمته على إن التكافل الاجتماعي المبني على مفهوم الدعم والمعونة المباشرة قد يكون ضروريا وملحا في بعض الحالات لكنه ليس بالحل المنشود لما يولده من اعتمادية على الآخر ومن نشر و تكريس لثقافة الفقر وعدم الأخذ بالأسباب. وأعرب عن تطلع المؤسسة من عقد هذه الندوة إلى رفع مستوى العلاقة والتنسيق وتبادل الخبرات بين المؤسسة و شقيقاتها من المؤسسات العاملة في المجال نفسه داخل المملكة وخارجها ورفع مستوى التطبيق والعمل تحت مفهوم الإسكان التنموي في مشاريعنا الإسكانية لتصبح مراكز نمو وازدهار تشجع ثقافة العمل والإنتاج وتمقت ثقافة الخمول والاعتماد على الآخر. رؤى افضل من جانبه أكد رئيس اللجنة العلمية للندوة الدكتور عبدالله الخليفة على أهمية إقامة مثل هذه الندوة وماستخرج به من رؤى حول أفضل الممارسات المهنية في مجال البرامج التنموية الموجهة لتحسين احوال الفقراء مشيداً بما سيطرح خلالها من اوراق عمل لعدد من المشاركين من داخل المملكة وخارجها شاكراً لهم استجابتهم للمؤسسة ومشاركتهم في جلسات الندوة. وقال إن خادم الحرمين رئيس المؤسسة أبى إلا أن يضع هموم المواطنين وما يحدق بهم من مشكلات ويسعون له من طموحات في طليعة اهتماماته ومتابعته الشخصية المستمرة والتي لم تقتصر على إنشاء المؤسسات الرسمية والمدنية المتعددة لمعالجة الفقر، وربط الشباب بسوق العمل، وتمكين المرأة من المشاركة الاقتصادية، بل تجاوزت كل ذلك لإنشاء مؤسسات عدة لتعزيز القدرة العلمية التنافسية للمجتمع، ومؤسسات نبذ العنف والكراهية والطائفية وبث ثقافة الحوار داخليا وخارجياً. بعد ذلك شاهد الحضور فيلما وثائقياً عن برامج وخطط المؤسسة والمشاريع التي نفذتها،ثم كرم إياد مدني الجهات الداعمة في حين قدم أمين المؤسسة درعاً تكريمياً لنائب رئيس المؤسسة بهذه المناسبة. وقد انطلقت أولى جلسات الندوة صباح امس بعدد من اوراق العمل تناول فيها المختصون افضل البرامج والتجارب التنموية في مجال تحسين احوال الفقراء.