جلست قبالة ذاكرتي أستجديها كي تمنحني ولو حلم يقظة لاستدراج ذكريات ومقارنتها لبعض ما أجادت به صلوات الأصابع، فها هي عادت إلى السجادة الزرقاء وجعلتني أقتسم مع العجوز/التاريخ فجلست على حافة المنارات المرسومة أعلى السجادة، أما هي وكأنها تستعد إلى الصلاة احتلت جلستها قبالة البيت، وبينما أحاول ألا أستفيق من حلمي هذا وحديث ألاه ولكي لا أفاجأ بسؤال عما أنفقته من الزمن كي تدس بعض ألاه بين ثنايا حفيدتها فكرا وسمرا مشحونا بالشجن (أشد الألم ذكرى السعادة وقت الحزن). عقلت راحلتي وترجلت وتباركت بالأصابع وصلواتها(*)، وبدأت رحلتي بعد أن استمتعت برسومات بريئة تطبعها أنامل يوم مولدها أحيانا أو عندما يبدأ رياضها، فجميعها تعلن الصفاء والوضوح، فليس هناك ما يمكن إخفاؤه، فتلوت المعوذات لأنني سأواجه صراحة لا قبل لها، وعند صفحة الإهداء توقفت لأبحث عن معاني المرآة، وبما أننا نقف أمام المرآة كي نخدع أنفسنا ونستعيد هندامنا، لكنني هنا وقفت أمام معنى آخر، وجدت أن الزوجين تماهيا لدرجة أنهما انصهرا وأصبح بعضهما يكمل بعضا. تدرجت ووجدت أن الآتي سيكون قد أقتبس من قرينة المسك وأصبح عطرا يزين السطور، فالعشرة تمنحك هذا الرباط المقدس، هذا بين الروحين فكيف هو بالكلمات وبما أنني وجدت الفلسفة قد عبقت بها الجمل، وأحيانا تصل إلى نصوص وكأنها الشعر لكنني استوقفتني حالات الألم/الإحباط، وهذا ما لم أره سابقا يوم جعلتني أتكور مع صوفها، أو مع عقيدة رقصها أو حتى في عبثها وأشيائها الصغيرة، نعم لضرورة الظروف أحكام، لكنني سأقلب صفحة الباغضين لتكون قوة ودافعا لرحاب واسعة. الألم/الحسرة والرؤية السوداوية ليس لها ما يبررها، وحالتك اليوم فأني رغم الحزن على السجادة والألم على والدة عقلة الإصبع، لابد أن تكون السعادة مساحتها أكبر. فعودتك لماضي الديار وذكرى سلمى تجاوزته القطارات السريعة، ومجتمع اخترقته عصابات البنغال نتاج طبيعي لترف السراق، وهنا لابد أن تكون الصحبة الشرقاوية هي الركيزة الأساسية لنبني حياة، ولكي نقتحم ما وراء الأكمة. فاليأس والقنوط لا يليقان بفراشة تبتعد عن النار وتحلق نحو النور لأنها تعرف كيف تطير وكيف تسر الناظر بألوانها/كلامها، فالبرغم من أن القراءات تخلق حالات من التساؤل/التشاؤم فلابد أن تكون متسامحة مع التفاؤل ولو على شكل حلم. تجاوزت شقاوتك/براءتك وحاولت أن أسرع الخطى معك يوم تلمست أوجاع طبقات المحرومين الذين لفظتهم/رمتهم آفة الجوع وهتكت الحاجة حرمتهم فلجأوا إلى ما هو أبعد من الاستجداء، وفي كل ومضاتك كان هنا الإسقاط الواضح والدلالة الجميلة. ويوم فتحت مرسمك الجميل وبدأت تسقطين شعاعك الذهبي على الألوان وقدسيتها وبالرغم من إخفاء ما ترمين إليه، فقد حولت الصفحات وردية رائعة ولو أنك لم تأت على ذكر الوردي الجميل. وعندما وجدت المكان وجعلت أشكاله الهندسية مضافات كل يجري الى مستقر له فيها وجدتك عدت الى أمل يبشر بحياة ترفل بكل الحب والجمال، ووضعت على طاولتها شتى أصناف الفواكه، وبما أنك يا سيدتي تحدثيني (تظل في نورك، بتداولك الشروق بكتف الغروب) فاني سأبني حياتي وتفاؤلي على هذه الحركة الدائبة ويوم يأتي اليوم المنشود وسيتناسل الطين النور قصصا وحكايات «فلها ألف حلال». عدلت من جلستي ووجدت رحلة الاستغراب على وجه محدثتي وما آلت إليه حفيدتها، لكنها بدت راضية ولاح طيف ابتسامة رغم تعب السنين وتخرصات الزمن القاسي. في اللحظات التي أخط بها هذه الجمل وقبل أن أنتهي فأقول أن للعشرة حسناتها وأجمل ثمرة هو تلاقي فكريكما والخروج بهذا السهل الممتنع من الفلسفة. فرغم ضبابية بعض المرات لكني جد فرح وآمل أن ينبثق ينبوع الكتابة عن رواية تحمل هذا النسق الجميل. الغروب) فاني سأبني حياتي وتفاؤلي على هذه الحركة الدائبة ويوم يأتي اليوم المنشود وسيتناسل الطين النور قصصا وحكايات «فلها ألف حلال». عدلت من جلستي ووجدت رحلة الاستغراب على وجه محدثتي وما آلت إليه حفيدتها، لكنها بدت راضية ولاح طيف ابتسامة رغم تعب السنين وتخرصات الزمن القاسي. في اللحظات التي أخط بها هذه الجمل وقبل أن أنتهي فأقول أن للعشرة حسناتها وأجمل ثمرة هو تلاقي فكريكما والخروج بهذا السهل الممتنع من الفلسفة.