كنت أعيش مع أصدقائي الخواتم على رفٍّ زجاجي في واجهة محل تجاري، أنتظر مثل أصدقائي مشترياً يضعني في إصبعه. لم أكن كبيراً، ولم أكن متوسطاً. كنت صغيراً، ولذلك طال انتظاري. وذات يوم دخل رجل وبرفقته طفل صغير. سأله البائع. – هل من خدمة؟! أجاب الرجل. – أريد خاتماً لابني. ردّ البائع. – لدي ما تريد. التقطني البائع، ومدّني إلى الرجل. أدخلني الرجل في إصبع ابنه، الذي شهق بفرح. – إنه على مقاسي تماماً يا بابا. بعد ساعات، عرفت أن الطفل اسمه هتّان، وأنه يحبني كثيراً. هتّان يحب أصدقاءه، وأصدقاؤه يحبونه أيضاً. صار يتفاخر بي أمامهم قائلاً. – كم هو جميل هذا الخاتم. إنني أقضي كل الوقت مع هتان. في المدرسة، أثناء اللعب، وحتى أثناء النوم، فهو لا يخلعني من إصبعه أبداً. ذات صباح، وقبل أن ينهض هتّان، قال لي إصبعه. – إنني أتألم. سألته. – وما الذي يؤلمك؟! – أنت. – أنا؟! – أجل. أنت تؤلمني. لقد كبر هتّان وازداد حجمه ولم يعد مقاسك يناسبه. يجب أن يتخلص منك. صرخت في وجهه. – مستحيل. هتّان لن يتخلى عني. نهض هتّان على صوت صراخنا، فقلت له. – إصبعك يريد أن يتخلص مني. سأله هتّان. – لماذا يا إصبعي العزيز؟! أجاب الإصبع. – ألا تشعر بالألم الذي أشعر به بسبب ضيق الخاتم. حاول هتّان أن يحركني، لكنه لم يستطع، وشعرت بالألم في عينيه. – تحمّل يا إصبعي. سيزول الألم قريباً. في المساء، لاحظتْ أم هتّان الألم على وجه ابنها، فسألته. – ما بك؟! أجاب هتّان. – لا شيء. ثم خبّأ إصبعه تحت إبطه. مدّت أمه يدها وسحبت يد هتّان. طالعت إصبعه فوجدته متورماً ومحمّراً. حاولت الأم إخراجي من إصبع هتّان، فلم تستطع. استعمَلَتْ كل الوسائل، لكنها لم تفلح. وحين جاء أبو هتّان، ورأى ما حدث، قال. – سنأخذه إلى قسم الطوارئ بمستشفى الحي، لكي يقطعوا الخاتم. كان إصبع هتّان يصرخ من الألم، لكن هتّان كان متماسكاً مثل الرجال. قبل أن يدخل الممرض الكمّاشة بيني وبين إصبع هتّان ليقطعني، قلت لهتّان. – بعد أن أموت، أرجو أن تحتفظ بجسدي كتذكار لصداقتنا. وفي اللحظة التي سبقت قطْعي، رأيت الدموع تنهمر بشدة من عينيْ هتّان.