آن أن اسأل آن أن اسأل يا هذا.. فقل لي: - كيف هذا الليل يمضي ليله فينا بلا ليل؟ وكيف الشجر يسهر الآن هنا قرب دجى القلب، بلا طير جميل.. وبلا وعد نبيل.. من ترى ينتظر؟ .... ولماذا حين فتحت بهذا القيظ للنسمة بابي غابت النسمة والنجمة.. وابتلت بأحزاني ثيابي ومضى عني صحابي وتفشى الضجر؟ .... ولماذا الغيم لا يهبط من أبراجه العليا ليقضي نزهة في حينا الحافي قليلاً.. أهو الغيم إذن قاس كقلبي؟ هكذا ناح بقلبي الحجر. .... ومضى يبكي فتى ادركت اني كنته يوماً: - لماذا جف في أحلامنا الأولى الندى والورد والنور وشاخ المطر؟ ولماذا كف عن عزف الأماني الخضر هذا الوتر؟ .... وتلفت طويلاً باحثاً عن ذاتي الأولى تلفت طويلاً. فر طير العمر، يا هذا، وقد كان جميلا.. وتشظى هادئاً في حزنه الصافي الجليل القمر .... وتكسرت كبلور المرايا.. قانعاً بالحكمة المثلى التي تروى لنا جيلاً فجيلا - كل من كان شفيفاً حالماً ينكسر! النفائس إذن.. تلك كانت كنوز الذهب وتلك النفائس تلك النفائس تلك التي خلفتها يداك - الربيع يداك - الغمامة .... .... "حوالة" صنبين عثمان ومقطوعة فدة أثمرتها أصابع نصرت علي خان "مروج الذهب".. وعزف شفيف لذاك المبشر بالسلم "زانفير".. وفحوى كتاب "الأساطير" وحزن العصافير و"طوق الحمامة". .... .... وها انذا أتذكر "عوليس" وترجمة عذبة عن "كفافيس" وما كابد "البنيويون" في رصدهم للعلامة .... .... إذن تلك كانت كنوز يديك - الربيع - يديك - الغمامة. ما الذي خلف الستارة؟ ما الذي خلف الستارة؟ وجهها؟ أحزانها؟ صمت يديها؟ أم ظلال الوهم في القلب الذي اشعل ناره؟ ما الذي خلف الستارة؟ ما الذي يدنو، وينأى؟ ما الذي ينأى، ويدنو؟ طيف من هذا الذي يغتاله فرح وحزن؟ ما الذي خلف الستارة؟ أيها الغامض كالسر أجبني.. قل.. ودعني.. كلمة منك ستغني عن عبارة ما الذي خلف الستارة؟ يا نزيل الهدب.. من ترى يعبث بي؟ انت؟ أم نسمة ريح؟ قل - إذن - كي استريح.. ما الذي خلف الستارة؟ في مخدع الكلمات في مخدع الكلمات، رحت ألم غيماً فاتناً لأصون وردي. وعلى سطوح الأغنيات، جلست مكتئباً أفكر في الحياة وفي المصير وأصوع من ضجري المرايا والوسادة والسرير ليستريح، هناك، سهدي وجلست مكتئباً.. أفكر في الحياة وفي المصير وأصب في كأس الهواجس تارة ماء الفؤاد ومرة قمر الحرير متسائلاً عن غيم صحبي الجارحين وبرق جدي. وألود بالكلمات، - ما الجدوى من الكلمات؟ ما الجدوى؟ وهل ستصير عطراً للرسالة؟ أم ملاعب للغزالة؟ أم ترى ستكون لحدي؟ .... هكذا في مخدع الكلمات رحت ألم غيماً فاتناً، لأصون وردي