قبل حوالي عامين دارت حرب طاحنة في قطاع غزة استمرت لاكثر من ثلاثة اسابيع. بعد الحرب ساد الهدوء الحذر ولكن خلال الاسبوع الماضي عادت المناوشات والقصف الجوي الاسرائيلي الذي قتل عددا من الفلسطينين. بعض المراقبين يقولون ان اسرائيل تحاول استدراج الفلسطينيين وتحميلهم المسؤولية عن طريق تهويل القدرات العسكرية للفصائل المسلحة في غزة.قال مصدر عسكري إسرائيلي لبي بي سي ان في غزة خمسمائة مدرب اجنبي يدربون المقاتلين الفلسطينيين وان عمليات تهريب الاسلحة مستمرة وطريقها يبدأ من السودان فمصر فصحراء شبه جزيرة سيناء وصولا إلى الانفاق المؤدية إلى القطاع. الجيش الاسرائيلي لا يخفي تخوفه من حصول حماس على صاروخ كورنت وهو صاروخ روسي مضاد للدبابات الاكثر تقدما في العالم وقادر على اختراق الدروع بما فيها دبابات المركفاه المتطورة حيث سبق لأحد تلك الصواريخ التي أطلقت من غزة أن نجح في اصابة دبابة اسرائيلية.قال مصدر عسكري اسرائيلي ان الفصائل لديها ما يكفيها من الاسلحة للمواجهة القادمة .وقال يعقوب كاتس، المحلل العسكري الاسرائيلي، لبي بي سي عن تطور الفصائل المسلحة في غزة "حماس حصلت على عدد من صواريخ الكورنت قبل عدة سنوات حتى قبل عملية الرصاص المسكوب ولكن لم تعرف تشغيلها بشكل جيد وخلال العامين الماضيين تعلمت حماس استخدام هذه الصواريخ بشكل ممتاز وتعلمت كيفية تشغيلها لتحول تلك الصواريخ إلى سلاح خطير موجه إلى الجيش الاسرائيلي في غزة". وأضاف المصدر العسكري الاسرائيلي ان الفصائل لديها ما يكفيها من الاسلحة للمواجهة القادمة واصبحت اكثر تطورا ومع هذا فان الجيش لا نية له لشن حرب برية على قطاع غزة. واكد المصدر العسكري ان نوعية الاسلحة في غزة تطورت إلى اسلحة مصنعة بدل الاسلحة محلية الصنع.في المقابل، فان الفصائل الفلسطينية تنفي وجود اجانب في القطاع وتؤكد ان اسرائيل هي التي تسعى للتصعيد والتهويل. ونفى أبو أحمد، الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، تلك الاتهامات الاسرائيلية ورد عليها بالقول "إن هذا الادعاء يأتي في إطار التحريض على المقاومة ونحن لدينا في قطاع غزة من أبناء الشعب الفلسطيني قدرات وكفاءات كبيرة ولا يوجد أي خبير لا إيراني ولا سوري في قطاع غزة". الخلافات بين الفصائل في غزة و تحديدا بين الجماعات ذات النهج السلفي من جهة وحماس من جهة اخرى، تعتبرها اسرائيل احد اهم الاسباب وراء توتر الحدود مع غزة خاصة مع سقوط ثلاثين قذيفة وصاروخ على جنوبي اسرائيل خلال الاسبوع الماضي. الحكومة الاسرائيلية ناقشت التطورات الامنية على الحدود واستمرار سقوط الصواريخ على جنوبي وقال وزير البنية التحتية بنيامين بن إليعيزر"حتما سنرد بناءا ع على ما يجري و ارجو ان حماس تفهم ذلك واننا لسنا معنيين بأي عمل قد يؤدي إلى التصعيد بل على العكس". الجيش الاسرائيلي مازال يرفع حالة التاهب ولكنه مع ذلك لم يستدعي اي قوات اضافية ويكتفي بضرب الفلسطينيين من الجو او من البحر واحيانا من مدفعية الدبابات عن بعد.