واصل عدد من المعنيين بشئون الابتعاث مشاركاتهم في تناول أبرز المحاور التي تهم المبعتثون قبل توجههم للدراسة في الجامعات الخارجية في القريب العاجل، إذ حث عدد من المشائخ الطلبة المرشحين والمرشحات للابتعاث بالتحلي بالخلق الرفيع والتعامل الحسن، وإعطاء الصورة الإيجابية عن الفرد المسلم ومجتمعه، وقدمت مجموعة من التربويين والدبلوماسيين معلومات قيمة للمشاركين في حضور ملتقى المبتعثين الذي يعقد حالياً في مدينة الرياض. فقد أكد معالي رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ صالح ابن حميد، في ملتقى مرشحي المرحلة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، على ضرورة أن يجعل المبتعث مبدأ الحوار وقبول الآخر وإحسان الصمت والاستماع منهجاً لهم ليس فقط أثناء الابتعاث، وإنما في كافة أمور الحياة، معتبراً أن أقناع الطرف الأخر لا يكون بالضغط أو العنف. وأضاف ابن حميد، بأن التغيير حتمي فالله لم يخلق الحياة ثابتة، داعياً إلى ممارسة التغيير وألا يتم الاستسلام له، موصياً أن من أراد التغيير فليبدأ بتغيير نفسه أولا بالمبادرة في إصدار الفعل لا أن يكون ردة فعل، وعليه يجب على المبتعثين تطوير أنفسهم إلى الأفضل بما يتوافق مع تعليمات الإسلام . ومن جانبه، وجه معالي عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور عبدالله المطلق دعوته لأبنائه المبتعثين بأن يكونوا خير نماذج يعرف منها الناس الشعب السعودي المسلم. وذكر الدكتور المطلق أثناء المحاضرة التي ألقاها ضمن ملتقى المبتعثين الذي تنظمه وزارة التعليم العالي، أن من خلال لقاءاتكم مع الناس يتحقق ما يقوله الصادقون و ما يقوله الأعداء المغرضون، معتبراً أن الشاب الذي يبعد عن أخلاق البلد والمسلمون يصدق عليه ما يقوله الأعداء المغرضون، فأنتم رسل علم ونهضة، و عدة المستقبل. وشدد الشيخ المطلق على أهمية التفوق وعدم الركون في مؤخرة الركب، مبينا أن طلب العلم عباده يتقرب بها الشخص إلى الله وأن التقوى وسيله أساسيه من أساسيات النجاح، وطالب فضيلته الطلاب المبتعثين باختيار الرفقة الصالحة التي تعينهم على تحقيق الغرض الذي ابتعثوا من اجله، فهم أغلى ثروة يمتلكها الوطن، داعياً المرشحين إلى تجنب الانزلاق فيما يخالف الشرع الحنيف، وناصحاً المرشحات بتجنب التبرج والخروج بمظاهر الزينة مؤكدا أن الحجاب واللبس الشرعي لن يكون عائقا أمام تحقيق الهدف. إلى ذلك، ألقى الدكتور إبراهيم القعيد عضو المجلس البلدي في مدينة الرياض، محاضرة في تطوير الذات تركزت حول الإدارة الذاتية الناجحة وذلك من خلال النظرة للحياة برؤية مستقبلية والتخطيط لها بتحديد الأولويات وتنفيذها ، كذلك من خلال تحديد الأهداف . و قدم الدكتور القعيد شرحاً لمواصفات الهدف الجيد والتي تركز على قبوله للقياس وإمكانية كون الهدف عملي وطموح ومحدد، موضحا أن المنظور المستقبلي للحياة هو سر أي نجاح، والرؤية المستقبلية تدور حول عدة محاور أهمها العبادة والحياة الاجتماعية والوظيفية والأسرية والشخصية. عقب ذلك، تحدث الدكتور عبدالرحمن بن محمد السبيل مساعد الملحق الثقافي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، في محاضرة (الأنظمة التعليمية والقانونية في بلد الابتعاث)، عن نظام التعليم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيداً بالمعاهد التابعة للجامعات تعد الأفضل مقارنة مع غيرها، لافتاً إلى انه لا يسمح بتغير الجامعة أو التخصص إلا مرة واحدة فقط طوال مدة البعثة، وحول التواصل مع الملحقية أضاف أن أفضل طريقة للتواصل هي عن طريق الايميل .