قالت صحيفة الجارديان البريطانية ان الولاياتالمتحدة شكت لبكين مرارا من شحن مكونات صواريخ كورية شمالية الى ايران عبر اراضي الصين. وجاء التقرير في الوقت الذي تواجه فيه الصين ضغوطا دولية متزايدة لكبح جماح حليفتها كوريا الشمالية في أعقاب قصف جزيرة كورية جنوبية الاسبوع الماضي وتقارير أفادت بأنها في مرحلة متقدمة في برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يوفر لها مصدرا ثانيا لتصنيع أسلحة نووية. وقالت الصحيفة في تقرير نشر على موقعها على الانترنت أمس الاحد انه في واحدة من المناسبات قبل ثلاث سنوات ضغطت واشنطن على الصين لتتحرك بسرعة لوقف احدى الشحنات.وكانت صحيفة الجارديان من بين عدد من الصحف على مستوى العالم اطلعت بشكل مبكر على نحو 250 ألف برقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في تسريب الاسرار. وعبرت الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة عن مخاوفها من ان تصدر كوريا الشمالية الدولة الشيوعية المنعزلة بشكل سري المواد التي تستخدم في تصنيع أسلحة نووية لدول منها ايران.ونقلت الجارديان عن برقية داخلية تحمل تاريخ الثالث من نوفمبر تشرين الثاني عام 2007 وتوقيع وزيرة الخارجية الامريكية حين ذاك كوندوليزا رايس جاء فيها ان شحنة من ريش الدفع الصاروخي المصدرة لشركة شهيد بكيري الصناعية التي تدير عمليات الوقود الصلب لبرنامج الصواريخ الايرانية على وشك ان تشحن الى ايران من بكين في اليوم التالي على رحلة معتادة لشركة الخطوط الجوية الايرانية. ونصحت رايس السفير الامريكي باثارة المسألة "في أقرب مناسبة" وعلى " أعلى مستوى" لاقناع السلطات الصينية بوقف الشحنة. ونقلت الصحيفة عن برقية أخرى ارسلتها وزيرة الخارجية الامريكية الحالية هيلاري كلينتون في مايو ايار عبرت فيها عن قلقها من ان صادرات شركات صينية مسماة "يمكن ان تستخدم او تحول الى برنامج للاسلحة الكيماوية". وتساءلت كلينتون عما اذا كانت الشحنات المشتبه بها قد حصلت على موافقة السلطات الصينية وحذرت من امكانية فرض عقوبات على الشركات الصينية المعنية.وجاء في البرقية "نطلب من الحكومة الصينية اتخاذ كل الخطوات اللازمة للتحقيق في هذا الامر ومنع ايران من الحصول على معدات وتكنولوجيا ذات استخدام مزدوج يمكن ان تستخدم في برنامجها للاسلحة الكيماوية."وأشارت البرقية الى ان الولاياتالمتحدة نقلت مخاوفها الى مسؤولين صينيين في عدد من المناسبات وعددت ما لا يقل عن عشر وقائع مرت خلالها شحنات أجزاء من الصواريخ الى ايران عبر بكين دون اي عائق. وفي تقرير منفصل نشرته صحيفة نيويورك تايمز جاء ان البرقيات المسربة تظهر ان المسؤولين الامريكيين والكوريين الجنوبيين ناقشوا امكانية توحيد كوريا في حالة انهيار الدولة الشمالية بسبب المشاكل الاقتصادية ومرحلة انتقالية سياسية.