في مكان ما كنت اجلس بانتظار وصول احدهم ولأنني وصلت باكرا فقد بدأت بقراءة بعض الاعمدة والمقالات في عدة جرائد احضرتها معي، ولطول الانتظار لم يتبقى عنوان في الصحيفة الا وقرأته. ولكن لسبب اجهله تململت فاتخذت من النظر حولي وسيلة لتمضية الوقت الباقي في الانتظار، وضع نفسك مكاني حين لا يكون امامك عدة خيارات، المهم في رحلة النظر تلك رأيت ما يسرني وللأسف ما كان عكس ذلك فقلت لنفسي وما شأني.. ولكن تلك الظاهرة التي رأيتها والغريبة والتي لفتت انتباهي في ذلك المكان ولمدة تقارب الساعة كم العائلات التي تمر امامي والذي يضاف لأفرادها فردا لا يشبهها شكلا او لونا وهذا الغريب ليس مخلوقا مريخيا بل من سكان ارضنا الحبيبة، ودائما ما يتخذ هذا المخلوق جنس الانثى، طويلة كانت او قصيرة، سمراء وغالبا تميل للصفرة، شعرها اسود طويل واحيانا يغطي رأسها منديل وحقيقة لا اعرف سر ارتداؤه في حين يصاحبه ارتداء بنطال اجزم انها احتاجت لربع ساعة على الاقل في محاولات ارتداؤه، واتذكر انه في دول اكثر محافظة ترتدي هذه الانثى النحيلة زيا ربما يقال عنه اسلاميا، وفي اكثر الاوقات وطبعا هذا من مشاهداتي التي تزخر بها ذاكرتي حول هذه الظاهرة تحديدا ان هذه الانثى تحمل في يدها كيسا او حقيبة ملأتهما بالأطعمة الجاهزة والعصيرات الباردة والكثير من الحلويات والسكاكر الملونه، وبيدها الاخرى تمسك بأنامل ناعمة وتمضي بمشيتها السريع ساحبة خلفها ارجلا صغيرة تهرول محاولة اللحاق بها، او شخصا آخر في الأمام يسبقها ببضع خطوات. والادهى أن ما لفظته تلك الشخصية صاحبة الارجل الصغيرة لذلك المخلوق لذي يرافقه " ماما ويت " اعذروني فالى هنا شعرت بالغثيان وفورة الاعصاب التي امتدت بي لمقت من كانت تسير في الامام وبيدها هاتفا محمول الصقته لأذنها لتلوح باليد الثانية مجلجلة بضحكة وكأنها استمعت للتو لطرائف الزمان، فيما لم تعلم انها بذلك احدى الطرائف التي لا حول لها ولا قوة.. فكم من طرفة مثلها نرى كل يوم..؟ بقايا.. لكل دوره في الحياة، وكل منا يشعر بالاهمية لدى مزاولته دور ما فهواذا شخصا فاعلا وله قيمة، ولكن ان نلقي بدورنا على الآخرين فهذه مصيبة، والمصيبة الاكبر ان يكون هذا الدور من اهم ادوار الحياة وجزء من المصيبة ان هناك قناعة بذلك وهنا يتحول الشهد لمر، ودمتم وبشهد الكلام نواصل اللقاء... كاتبة واعلامية سعودية