بمتابعة وإشراف من مدير مدرسة الهفوف الثانوية الأستاذ/ نبيل بن عبدالرحمن الباش قام مجموعة من معلمين مدرسة الهفوف الثانوية بحي السلمانية الجنوبية بالهفوف بالمشاركة في إزالة الكتابات التشويهية من على جدران مدرستهم قبل مغادرة المبنى الحالي إلى مبناهم الجديد في حي المزروعية بالهفوف. وبين المعلمين المشاركين في إزالة الكتابات من على أسوار المدرسة وهم وكيل المدرسة لشؤون الطلاب الأستاذ/محمد بن عبدالله بوقرصين ، ومعلمي الحاسب الآلي بالمدرسة وهم ناجي الدوسري ومضف الحارثي و عايض الغامدي وبمشاركة من المرشد الطلابي علي اليامي بأن المشاركة في إزالة هذه الكتابات التشويهية من على سور المدرسة يعتبر مبادره ذاتية منهم ونصيحة غير مباشرة لطلاب المدرسة ولغيرهم من الشباب الذين يعبثون بالممتلكات العامة ويسعون لتشويهها من خلال هذه الكتابات التشويهية. مشيرين في ذات الوقت إلى أن اغلب هذه الكتابات التشويهية ليس لها صلة بالمدرسة ولا بمن يدرس فيها وإنما هي عبارة عن أرقام تعارف عليها الشباب تدل على قبائلهم وأنسابهم وكذلك أبيات شعرية تحمل في طياتها الكثير من المعاناة والضياع في قلب صاحبها ، من حب – وعصبية قبلية – و أرقام جاهلية وغيرها الكثير ، من تلك التشويهات التي طالت الكثير من أسوار المدارس والمستشفيات والدوائر الحكومية والحدائق والكثير من المنازل. وكانت مدرسة الهفوف الثانوية قد زينه سورها الخارجي بالعديد من العبارات التوجيهية والإرشادية التي يلتمس من خلالها القارئ فائدة عظيمة تنفعه في حياته اليومية، ولكن هذه العبارات لم تلقى من قبل الكثير من الشباب المراهقين قبولاً لأنها تحثهم على الالتزام والانتظام وأن يكونوا خير شباب لهذا الوطن ، هذا بالإضافة إلى أنهم لم يعجبهم أن يروا سرور المدرسة بهذا المنظر الجميل فأبوا ألا أن يشوهوه. من جهته بين المرشد الطلابي في المدرسة الأستاذ/ علي اليامي بأن ظاهرة الكتابة التشويهية على الجدران مشكلة كبيرة تعاني منها جميع المجتمعات ، مؤكدا بأنه ظاهرة تفصح عن صعوبة بالغة في التعبير عن خبايا الذات ومعاناتهابصورة طبيعية، وذلك إما لعدم القدرة على التعبير اللفظي أو للخوف من السلطةالمدرسية أو الأسرية أو المجتمعية ، فيلجأ الشباب المراهقين للكتابة على الجدران ليعبروا عن حاجاتهم وأفكارهم وظروفهمالاجتماعية والنفسية والمادية مستخدمين أساليب عديدة. وأوضح اليامي بأنه يمكن تشخيص هذه الظاهرة على أنها مشكلة اجتماعية بيئية تربويةلها دوافعها وأسبابها الخاصة التي تكثر في أحياء وتقل في أخرى نتيجة لتلك الثقافة التربوية التي يحمها شباب هذا الحي او من يمر عليهم من الشباب من غير أهل الحي ، وهذا يتطلب منا إلى تحليلودراسة البيئة الجغرافية والبيئة الاجتماعية والنفسية فالسلوك أحياناًيكون سلوكاً عدائياً ضد الآخرين وأحياناً يكون عبارة عن التعبير عن احباطاتيعيشها الفرد الذي قام بالكتابة على الجدران سواء كانت كتاباته مقبولة أومرفوضة وأحياناً تكون هذه الكتابة عبارة عن عادة نشأت معه منذ الصغر والتيلم توجه توجيهاً سليماً فأصبحت مكوناً من مكونات شخصيته. لذا يجب وضع برامج توعوية وعلاجية للقضاء عليها أو التقليل منها وذلك بتضافر جميع الجهات المعنية من البيت والمدرسة وأهالي الحي ولجان التربية الاجتماعية والجهات الأمنية والأمانة لقضاء عليها.