في حياتنا تفاصيل صغيرة ولمسات إنسانية قد تبدو لنا بسيطة لكنها تحمل الكثير من المعاني الجميلة التي تؤثر بشكل إيجابي على نفوس من نحب، ولا ندرك أن غيابها قد يكون سبباً مباشراً للإصابة "بالجفاف العاطفي" إن صح التعبير ومع ذلك تبقى تساؤلاتنا الأكبر هي عن السبب وراء تغير الآخرين وننسى التأمل في تصرفاتنا وفوق ذلك كله نطالب بما نراه حقاً لنا. لفت انتباهي للحظات بينما كنت أتسوق مع عائلتي منظرٌ لزوجين من النادر أن نراه في شوارعنا، فبعد أن أوقف الزوج السيارة في الموقف المخصص لها، ترجل منها متجهاً على الفور للجهة المقابلة ليفتح باب السيارة لزوجته وأمسك بيدها بلطف حتى ترجلت ومن ثم قام بفتح الباب الخلفي للأطفال الصغار ليخرجهم، وحمل كل منهما طفلاً وانطلقا للتسوق جنباً إلى جنب ترتسم على ملامحهما ابتسامة حب! ولست أبالغ إن قلت بأن آخر مرة شاهدت فيها منظراً كهذا كان في مشهد لفيلم سينمائي وأذكر أيضاً أن إحدى صديقاتي هتفت قائلة: ياسلام أبغى زي كدا. فالمشاهد التي طالما تتكرر أمامنا في الأماكن العامة لا تتعدى زوجاً يمشي بخطوات مسرعة تاركاً خلفه زوجته التي تحاول اللحاق به، أو زوجين يمشيان متباعدين ومتجهمين، أو زوجاً محمر العينين يصرخ على زوجته لخطأ ما ارتكبته دون أدنى مراعاة للخصوصية! ومن المؤسف القول إنه لازال هناك من يعتقد بأن تدليل المرأة أو إظهار تقديره لها هو انتقاص لرجولته مع أن العكس هو الصحيح! ولازال هناك أيضاً من يعتقد أن هذا التقدير والاحترام يجب ألا يتعدى حدود المنزل، وأتساءل مالذي سيحدث إن مشى الرجل بجانب زوجته وهو يمسك بيدها بحب، وماالضير في أن يفتح لها باب السيارة أو باب المكان الذي ينويان دخوله أو أن يسحب لها كرسي المطعم حتى تجلس ومن ثم يجلس هو؟! وأين الخطأ في ذلك؟ ولماذا يرفض بعض الرجال التصرف بلباقة ولطف ورقيّ مع نصفه الثاني وهو قادر على إظهار حبه لها بهذه الطرق البسيطة وبطرق آخر تجعلها تشعر بأنها أميرة تتربع على عرش قلبه، ولم يتغير البعض بعد الزواج ويركز اهتمامه على احتياجاته هو وينسى بأن المرأة كائن عاطفي متعطش دوماً للحنان والحب وبأن كلمة رقيقة أو لمسة حانية تؤثر بشكل كبير في نفسها مما ينعكس على حياتهما معاً بشكل إيجابي ؟! تساؤلات كثيرة تقلقني وأرسلها لآدم مع التحية. كاتبة ومذيعة