حوارنا هذا اليوم مختلف بعض الشيء، فهو شخص يتمتع بحس مرهف، أديب وقارئ نهم، ترسم في محياه صلابة أبناء جبال القرى وعبق ترابها الطاهر وتشم من بين حجارتها وطينها عبق الماضي وأصالة الحاضر في شاعر اتعبه بحثه المضني في التقاط المشاعر، وقاص يسرد حكاية الجدات وأسطورة قبائل السعلي وناقد يقف بين بحرين .. رقيق حد الجداول المنسابة التي يشف ماؤه الصافي من حصبائه وأحايين كثيرة يهدر كالمحيط فتتلاطم أمواجه ارتفاعاً وانخفاضاً فلا يعرف مدى انتهائه ..إنه يا سادة الشاعر والقاص والناقد الزميل الأستاذ : علي بن حسين الزهراني و المشهور ب " السعلي " وسوف نركز في لقائنا معه حول ديوانه الجديد الذي صدر قريبا، ويحمل عنوان " أنثى السواد " ، تعبير لوني عن مكنون لحظة الميلاد " فأجاب حول سؤال عن لماذا أنثى السواد؟ أنثى السواد ديوان يحمل بين دفتيه مغازلتين الأولى للشعر بأطيافه العمودي والتفعيلة والنثر حتى الخاطرة بثثتها فيه، والثانية فن المقامة من خلال أربعة نصوص، فالأنثى أختي وأمي وابنتي وصاحبتي اللائي يحملن قلوبا بيضاء في النقاء والصفاء والطهر والعفاف وقليلهن من يحملن السواد من خلال دموع التماسيح وزحف فحيح الأفاعي في المكر والخديعة فتتلطخ صفحتهن بالسواد .ورد حول ما أثير أن الديوان رسالة مبطنة لأعضاء مجلس ادارة أدبي الباحة وبالتحديد الأستاذ احمد المساعد عندما منعك من دخول عتبة النادي ..يا أخي الكريم هناك من يحاول الوشاية بيني وبينهم، نحن نعمل في خندق واحد، هدفنا وانتماءاتنا وتوجهنا رفع مثقف الباحة الى مصاف رعيل مبدعي أدباء المملكة، أما الوالد أبو وجدي أحمد المساعد فأحمل له وبقية زملائه ودّ القدوة والتأسي وحكمة الكبار، صحيح لنا مطالب وأمان وآمال نتمنى تحقيقها، لكن في ظل الحوار الهادف والنقد البناء والرسالة الموجهة الصحيحة وإن حملت تلك الرسالة أحياناً قوة الموضوعية وصرامة الحيادية ومنتهى الشفافية حد ما أغضب البعض . ورد علي السعلي حول غيابه وبقية الثلاثة الذين خلفوا عن اعتلاء منابر النادي إلقاء للأمسيات : يا أخي الحبيب النادي مشرعة أبوابه للجميع ولا يستطيع كائن من كان منعك من المشاركة في برامج النادي كوني وبقية ثلاثيي الأجلاء لم يقم لنا ولا أمسية إلى الآن فأرجو أن تحيل هذا السؤال لرئيس النادي ونائبه وبقية زملائهم للاجابة عن السبب، أما أنا فسألبي أي طلب يطلبه الأحباب، سواء في النادي أو في أي بقعة من العالم، القاء أو مقدما او مديرا للأمسيات .ورد حول جديد كتابه النقدي " قراءة في إبداع شعراء الساحة ": أولا هو كتاب يقرأ ويحلل ابرز قصائد شعر الشعراء الشباب السعوديين من خلال ثلاثة أشكال؛ العمودي وتجديده، والتفعيلة ورمزيته، والنثر والحالة الشعرية اليومية المبطنة فيه، وركزت حول تأثر الطبيعة الخلابة الساحرة للمملكة الحببيبة ومدى توظيفها شعرياً من خلالهم لعل أبرزهم حسن الزهراني، صالح الهنيدي، وعيسى جرابا، أحمد قران وعبدالعزيز وهو بالمناسبة بين يدي نادي الرياض الأدبي ويعد من ضمن مطبوعاتهم القادمة إن شاء الله بعد ثناء الدكتورين سعد البازعي وعالي القرشي على ما احتواه الكتاب من قراءة وتحليل .وحول أمنية يتمناها في هذا الحوار القصير والشيق والممتع : أخي الغالي أشكرك كثيراً وعلى مطبوعتك الهادفة وأرجو أن أكون ضيفاً خفيف الظل على قلوب القراء الأعزاء، أما أمنيتي فهي مشاركة كبار الكتاب والأدباء والمثقفين بالمملكة حول الدفاع عن هويتنا الاسلامية العربية لنرى العالم ابداع مثقف المملكة من خلال تمسكه بالدين وجريان عادات وتقاليد المجتمع في دمه وفق الأصالة والحداثة والطرق والأساليب .