الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد بفضل من الله عز وجل ، ثم بجهود ولاة أمورنا القائمين على هذا البلد الأمين، نعيش مناسبة من أسعد وأغلى المناسبات إلى قلوبنا، ففي هذه الأيام المباركة نحتفل بيوم العز والشموخ حيث اليوم الوطني يرفرف على كل شبر من بلادنا الحبيبة، بعد أن أرسى المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود القواعد الاساسية لسياسة المملكة العربية السعودية، منطلقاً من ثوابت ومعطيات دينية وثقافية وجغرافية وتاريخية ومصالح وطنية وعربية وإسلامية، حيث نهجت المملكة منذ تأسيسها سياسة الاعتدال والوسطية وتعزيز العلاقات الأخوية، كما لعبت دوراً فاعلاً وناشطاً في كافة المحافل الدولية. وهنا وبهذه المناسبة السعيدة، لابد من التعرض لعبض الانجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - على الاصعدة السياسية والاجتماعية والإنسانية. ففي هذا العهد المزدهر شهدنا الكثير من الطموحات التي تحققتت وعلى راسها التنمية المستدامة التي شملت كل المجالات تحقيقا لرفاهية واستقرار المواطن والمقيم، والذي ينظر الى المسيرة المباركة الرائدة يلمس الكثير من المكتسبات التي تحققت على كل المستويات الرسمية والمدنية. وعلى المستوى السياسي فإن الثوابت لم تتغير مما جعل المملكة رقما هاماً في الاحداث الاقليمية والدولية باسطة يدها للسلام الذي هو من اولويات اجندتها منطلقة من محبة الجميع، ساعية باستمرار لتحقيق الأمن والاستقرار لكل الدول والشعوب. وفي المجال الانساني فقد وقفت المملكة وما تزال مع أخوانها المنكوبين بفعل الكوارث الطبيعية والاستثنائية ، ولم تبخل بالغالي والنفيس من اجل رفع المعاناة وإغاثة الملهوفين. أما في الداخل فقد كانت نظرة الملك عبد الله ثاقبة نحو التعيم الذي يمثل راس الحربة في تطور ومو الشعوب، فأسس - يحفظه الله - الجامعات المستحدثة والمعاهد العليا المتخصصة لأول مرة في تاريخ المملكة، وقد ظل -يحفظه الله - حريصا على إيجاد هذا الكم من الدور التعليمية التي تساير آليات وفعاليات العصر الذي صرعته ثورة الاتصالات فأصبح أشبه بالقرية الكونية، وفي هذا المجال قال الملك عبد الله : إن العالم من حولنا يتغير فيجب علنيا نحن ان نتغير ، وكان صادقاً في رؤيته أمينا مع نفسه ووطنه ، لأن العالم من حولنا فعلا يتغير ولابد من مواكبة هذا التغير بالتعلم والتعليم، وقد تمخضت هذه الرؤية الحكيمة عن مولد جامعات مستحدثة خارجة عن المألوف، فجمعت هذه الصروح لأول مرة بين التعليم الاكاديمي والتقني الحديث، وقد كان الاتجاه لفضاء ارحب ومستقبل مفتوح هو الامثل في الخطة الجديدة، فكانت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول، يتبعها التخطيط المستمر لإنشاء المزيد من هذه الجامعات والمعاهد المتخصصة الرفيعة المستوى في العلوم الحاسوبية والمعرفة التقنية. وعلى الصعيد الروحي والديني فمنذ إن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم، كان من اولوياته الاهتمام بالحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث شهد الحرمان الشريفان توسعة ضخمة لاستيعاب المزيد من ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار تيسيراً لأداء مناسكهم بكل سهولة واطمئنان، كما شملت التوسعة جميع الأماكن في المشاعر المقدسة وعلى رأسها مواقع رمي الجمرات التي اصبحت خالية تماما من الحوادث الناتجة عن ضيق المساحة والازدحام. أيضاً هناك الكثير من نقاط التحول التي شملت كل الاصعدة والميادين الخدمية وعلى رأسها الصحية والتعليمية والمواصلات في سائر المدن والقرى والهجر القريبة والنائية، كما شملت الطفرة الانمائية الاتصالات والشؤون الاجتماعية والقروية وغير ذلك من الانجازات العمرانية والإنشائية والتي تظهر معالمها يوما بعد يوم في عمل دؤوب متصل لإظهار مدننا في أبهى صور، تمشياً مع ما حولنا من طفرة معمارية، كما لا ننسى هنا المدن الصناعية المنتشرة على طول وعرض بلادنا الحبيبة وقد اصبح منتوجها المتنوع ذو الكفاءة والجودة العالية يغطي الحاجة المحلية بل ويصدر الفائض منه إلى الدول العربية والاجنبية. وفي هذا اليوم من كل عام نحتفل بهذه المناسبة العظيمة داعين الله عز وجل أن يديم علينا حياتنا المستقرة الكريمة تحت مظلة الأمن والأمان التي تحظى بها هذه البلاد التي خصها الله ببيته الحرام ومسجد رسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت قبلة المسلمين في الأرض قاطبة.