افتتحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون امس المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة في العاصمة الأمريكيةواشنطن، فيما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف كامل للاستيطان اليهودي ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وأشادت كلينتون لدى افتتاح الحوار المباشر الفلسطيني الإسرائيلي، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ل»شجاعتهما والتزامهما»، وقالت مخاطبة عباس ونتنياهو إن «وجودكما يشكل خطوة مهمة»، واعدة بان تكون الولاياتالمتحدة «شريكا فاعلا» في عملية السلام.وأضافت «إذا تقدمتم بنية صادقة .. فإننا سنتمكن من معالجة كل الموضوعات الأساسية في مهلة عام»، ثم خاطبت كلينتون «شعوب المنطقة» قائلة «إنكم تحملون بين أيديكم مستقبل شعوبكم وعائلاتكم»، مبدية تفهمها «لخيبات أمل الماضي»، مضيفة «نحتاج إلى دعمكم وصبركم، لا يمكننا القيام بذلك من دونكم». وفي كلمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مؤكدا أيضا أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يتطلب «تنازلات مؤلمة» من الجانبين.وقال نتنياهو في افتتاح أول جلسة من المفاوضات المباشرة منذ 20 عاما «ننتظر منكم الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي» مضيفا «من الممكن التوفيق بين دولة فلسطينية وأمن إسرائيل»، مشددا على أنها «فرصة فريدة لوضع حد لنزاع قرن»، لكن التوصل إلى السلام « لن يكون سهلا، السلام الحقيقي والدائم لن يتحقق إلا من خلال تنازلات مؤلمة من الجانبين».وأضاف «نتوقع أياما صعبة قبل أن نتوصل إلى السلام»، شاكرا لعباس إدانته للهجومين الأخيرين اللذين استهدفا مستوطنين يهودا في الضفة الغربية، وضرب نتنياهو مثلا بما جاء في التوراة من أن ابني ابراهيم، اسحق، ابو اليهود، واسماعيل، أبو العرب، وحدا جهودهما لدفن والدهما، واختتم حديثه بالتحية «شالوم، سلام، بيس». من جانبه طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في افتتاح الحوار المباشر الفلسطيني الإسرائيلي بوقف كامل للاستيطان اليهودي ورفع الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة. وقال عباس «إننا ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى تنفيذ التزاماتها بوقف كافة النشاطات الاستيطانية ورفع الحصار وبشكل كامل عن قطاع غزة ووقف كافة أشكال التحريض».وأضاف «سوف نعالج جميع قضايا الوضع الدائم، القدس والمستوطنات والحدود والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين لكي ننهي الاحتلال الذي تم عام 1967 للأراضي الفلسطينية ولكي تقوم دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل».ودعا عباس أيضا إلى تحقيق «الأمن والأمان» للشعبين، وكان آخر من تحدث في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات المباشرة بعد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعلى الإثر تصافح الرجلان اللذان جلسا عن يسار ويمين كلينتون. الى ذلك أصيب إسرائيليان بجروح بالرصاص قرب مستوطنة يهودية في الضفة الغربية فجر امس في هجوم تبنته حركة حماس هو الثاني خلال 24 ساعة في هذه المنطقة، وأعلن ناطق باسم الجيش الاسرائيلي أن رجلا وامرأة أصيبا بجروح حين كانا في سيارتهما قرب مستوطنة ريمونيم في منطقة رام الله، وأوضحت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن أحدهما أصيب بجروح بالغة وأن النيران أطلقت، بحسب عناصر التحقيق الاولى، من سيارة تجاوزت سيارة الاسرائيليين. وفي بيان نشر في غزة أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، مسؤوليتها عن هذا الهجوم. وقالت الكتائب في بيان إن «كتائب عز الدين القسام تعلن مسؤوليتها عن العملية البطولية شرق رام الله»، وتابع البيان «عملية رام الله رسالة لمن تعهد للصهاينة بأن عملية الخليل لن تتكرر». وفيما قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن هجوم الخليل “ندين هذه العملية التي تتعارض مع المصالح الفلسطينية”، ومضى فياض يقول إن نبذ العنف “هو طريق الخلاص وليس الاستمرار في استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في خدمة أجندات فئوية وإقليمية تتعارض مع المصالح العليا لشعبنا وتحت شعارات فارغة المضمون”. وقبل ساعات من الوقت المقرر لبدء محادثات السلام في واشنطن أعلن مستوطنون يهود خططا أمس لإطلاق مشاريع بناء جديدة في مستوطناتهم بالضفة الغربية في اختبار للقوة بينهم وبين النشطاء الفلسطينيين. وقال نفتالي بينيت مدير مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية (يشع): إن المستوطنين سيبدأون بناء منازل ومنشآت عامة في 80 مستوطنة على الأقل في انتهاك للحظر الجزئي الذي أعلنته الحكومة على بناء المنازل في المستوطنات والذي ينتهي في 26 سبتمبر. وقال بينيت “الفكرة أنه (الحظر) انتهى على أرض الواقع”، منتقدا المحادثات الاسرائيلية - الفلسطينية التي ترعاها الولاياتالمتحدة. وذكر أنها تهدف إلى “سلام زائف” ورفض المطالب الفلسطينية بوقف البناء في المستوطنات على الأرض التي يريدون أن يقيموا عليها دولتهم، ومضى بينيت يقول “بمجرد أن يفهموا أن الاسرائيليين موجودون هنا ليبقوا الى الأبد وأنهم يزدادون قوة يوما بعد يوم سيستسلمون”.