مازال الجناح السعودي بمعرض "اكسبو" يواصل أنشطته واستقبال زواره يوميا بنفس القوة،والاهتمام يتزايد من يوم إلى يوم من خلال معدل الزيارات اليومية للجناح الذي يعد الأضخم على مستوى الأجنحة المشاركة، وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أشهر على افتتاح المعرض، في دلالة على أنه يقدم شيئاً يروق للزوار، فقد حظي المهرجان بإعجاب الزوار، وتهافتهم صباح كل يوم، بل وحجز أرقام الدخول لليوم التالي، والتحضير لهذه الزيارة وأفراد اليوم كاملاً لزيارة الجناح السعودي الذي سمعوا عنه بواسطة الإعلام أو ما يتناقله الزوار بين بعضهم البعض، فكان محط أنظارهم، ومهبط انتظارهم، فسجل الزوار اعجابهم بالديكور وما يعرضه من تراث سعودي أصيل، وأكدوا مجدداً على تجربة الشاشة العملاقة حين قال أحدهم " العرض المرئي رائع والأشياء التي رأيتها تستحق الانتظار،كأنني في السعودية حقاً، إنه جميل وانصح الكل بزيارته ". زائر آخر يقول " كنا نعرف أهمية المملكة كبلد مصدر للنفط، ولكن المعرض كشف لنا جوانب أخرى لم نكن نعرفها عن المملكة فاستطعنا التعرف على المملكة عن قرب والتعرف على التقاليد والعادات والموروثات الحضرية التي تميز المملكة عن سائر بلدان العالم." وأضاف " كنت دائماً أودّ زيارة الجناح فقد سمعت عنه الكثير وقد أعجبني ما رأيت خصوصاً الفرق الموسيقية ". تقول أحد الزائرات الصينيات "أخبار الجناح السعودي في كل مكان، وقد سمعت عنه الكثير لذا كان من المهم التخطيط لزيارة الجناح لأنه يحتاج إلى وقت بسبب كثافة الزوار كما يحتاج إلى الحضور مبكراً حتى تحضى بمشاهدة الجناح بطريقة واسعة وشاملة"، وتابعت " جناح المملكة رائع والعرض السينمائي يحبس الأنفاس.. الزيارة عرفتني على المملكة ". يوجد في المعرض مركزاً إعلامياً ساهم في إيصال رسالته للصينيين وذلك بالحصول على أكبر قدر ممكن من التغطيات الإعلامية ورصدها وجمعها وتوثيقها بالإضافة إلى التواصل مع الجهات الإعلامية لتغطية مناشط المعرض الذي يعد ثالث أكبر جناح من ناحية العرض وهذا ما جعله مميزاً خصوصاً ما يحتويه من معومات جاذبة للزاورللتعريف بالمملكة ديناً وثقافة ولغة يقول أحدهم " وجدت أن ملامح المتنوعة على الشاشات جذبتي كثيراً من خلال الفلم المرئي الذي تعرفت من خلاله على مكةالمكرمة والمدينة المنورة والتطورات التي شهدتها المملكة مؤخراً، وأيضا تعرفت على الثقافة المميزة للملكة رغم أنني لم أزرها من قبل ولكن ومن خلال الفلم كون لدي رغبة بزيارة المملكة". أما المواطنة الصينية التي تتكلم بلغة عربية فصحى فتقول " بعد جولتي أشعر بالدهشة الشديدة لما عرفته عن المملكة سابقاً، وأكد لي هذا المعرض ما أعرفه وزادني معرفة أكبر ببلد الحضارة ذو الملامح الصحراوية الرائعة والأصيلة". في السياق ذاته فقد شهد المعرض حضور الطلاب السعوديين المبتعثين للصين بل ومشاركتهم وتكريمهم للمسئولين عن المعرض في إشارة إلى النجاح الذي رأوه خلال مدة المعرض، ومدى قابلية الزوار وإشادة المسئولين به. أما الزائر الصيني "فنغ وي مين" من مدينة تشاو خو غرب شنغهاي فقد كان الزائر رقم "مليونيين" وكانت معه حين ذاك زوجته وابنته حيث وصل إليه الدور وبذلك استحق أن ينال تذكرتي سفر ذهاباً وإياباً إلى المملكة لمدة أسبوع واحد يقضيها في ربوع المملكة. يقول السيد (فنغ) وملامح الدهشة واضحة على محياه " أنا في غاية السرور والسعادة لكوني الزائر رقم مليونين للجناح السعودي، ويزيد من سعادتي تقديمكم لي هذه الهدية القيمة". نتج عن هذه الزيارات من قبل المسئولين من دول العالم، والسياح من داخل الصين وخارجها ؛ حصول جناح المملكة على لقب " أحب جناح في الإكسبو " ضمن 300 معرض مشارك من مختلف دول العالم ومنضماته وهيئاته ومؤسساته، وذلك وفقاً لمسح أجرته وكالة أنباء الصين " شينخوا ". القائمون على الجناح أكدوا أن معرض المملكة المشارك بُني ليبقى ويدوم ويكون جسر للتواصل مع الصين وشعوب العالم. على جانب آخر تشارك جمعية الثقافة والفنون في المهرجان أمام الزوار بتقديم العرضة السعودية والمقطوعات الفلكلورية لعددٍ من مناطق المملكة ومن الملاحظ تفاعل الجمهور مع العروض الفنية. يقيم المعرض أنشطة متعلقة بالجانبين السعودي والصيني فمؤخراً احتفل جناح المملكة بمناسبة ذكرى مرور عشرين عاماً على العلاقات السعودية الصينية بوضع باقات من الزهور الحمراء والخضراء التي ترمز لعلم البلدين الشقيقين وعزف الفنانون من البلدين مقطوعات موسيقية تخص البلدين حيث قدم عازفون سعوديون وصينيون مقطوعات موسيقية على مسرح الجناح، تمازجت فيها أصوات آلات الموسيقى العربية كالعود والإيقاع مع نظيراتها الصينية كآلة "بيباي" في تناغم ساحر يعكس العلاقة التي تربط الدولتين ببعضهما مدهشاً الجمهور بذلك الحس الجمالي. ويصادف يوم الاحتفال مرور 20 عاماً واستمرت على مدى أسبوع تمكن الزوار من مشاهدة تقاليد المملكة والصورة الحقيقة للدين الإسلامي وأنه هو الباعث الحقيقي للتطور والتنمية. إن زائر إكسبو 2010 لا يمكن أن تخطئ عينه جناح المملكة ببنائه الضخم المتفرّد في تصميمه، المتميز بموقعه، والذي صُمِّم على شكل “سفينة النور” باتجاه مكةالمكرمة تأكيداً لوضوح الرؤية والاتجاه. هذا ويشهد معرض إكسبو الذي يعد الأضخم والأكثر مساحة في مسيرته التاريخية حضوراً تجاوز40 مليون زائر خلال نصف مدته، ومن المتوقع أن يصل عدد زوار جناح المملكة خلال الفترة القادمة إلى نحو 7 مليون زائر لجناح المملكة، في نسبة عالية يحققها الجناح على مستوى المعرض، حيث يشهد إقبال متزايد على شراء جوازات سفر وختمها عند الخروج من المعرض وذلك للاحتفاظ بها للذكرى. ويعد معرض إكسبو 2010م والمقام في شنغهاي بجمهورية الصين الشعبية من أضخم المعارض الدولية، ويحضى المعرض بزيارات من دول العالم. وقد أقيمت الدورة الأولى للمعرض عام 1851م في لندن، تحت اسم “معرض الصناعات الدولي”، حيث عرض البريطانيون أكثر من 100 ألف قطعة من المنتجات الصناعية التي طوروها خلال الثورة الصناعية، ومنذ ذلك الوقت تمت إقامة عشرات المعارض على فترات منتظمة، وفي كل دورة عُرضت وسُجّلت إنجازات وتطورات العصر والحداثة التي حققتها الدول المشاركة ولاسيّما إنجازاتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة والفنون والإنشاء المعماري وحياة الناس وغيرها من المجالات المختلفة. ولقد كان معرض إكسبو خلال دوراته المختلفة منطلقاً لكثيرٍ من الأفكار والإنجازات البشرية المتميزة، ففي إكسبو نيويورك عام 1964م نشأت فكرة حديقة ديزني، كما أن برج إيفل الشهير الذي يعتبر رمزاً من رموز باريس، قد بني بمناسبة إكسبو باريس لعام 1889م . ومن المتوقع أن يشهد معرض إكسبو لهذا العام في دورته ال41 كثيراً من المفاجآت والإنجازات البشرية غير المسبوقة.