برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ، ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، تم عقد الدورة الحادية والعشرين للمجلس الأعلى العالمي للمساجد، امس الأربعاء في مقر الرابطة بمكة المكرمة ، وذلك بحضور معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة وأصحاب السماحة والفضيلة والمعالي أعضاء المجلس وافتتح سماحة المفتي الدورة بكلمة رحب فيها بأعضاء المجلس وأثنى على منجزاتهم في الدورات العشرين السابقة، ثم ألقى معالي الأمين العام للرابطة كلمة شكر فيها أعضاء المجلس لمشاركتهم في مؤتمر : ( رابطة العالم الإسلامي .. الواقع واستشراف المستقبل ) الذي عقدته الرابطة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في الفترة من 1921 /8 /1431ه وفي الجلسة تحدث أعضاء الجلسة مبرزين جهود المملكة العربية السعودية في تعمير المساجد في العالم وإعمارها واهتمامها بالمراكز الإسلامية ودعمها، مقدمين عظيم شكرهم وتقديرهم لقادة المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين ، وسمو النائب الثاني حفظهم الله على ما يقدمونه خدمة للإسلام والمسلمين بعد ذلك ناقش أعضاء المجلس الموضوعات والقضايا المدرجة في جدول أعماله وأصدر قراراته وتوصياته التي تضمنت دعوة الدول الإسلامية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في شؤون حياتها ووضع خطة للتعاون بين الدول الإسلامية مستمدة من التشريع الإسلامي التزاماً بقول الله تعالى( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في انفسهم حرجا مماقضيت ويسلموا تسليما ) واستنكر أعمال الحفر والهدم التي تنفذها إسرائيل تحت المسجد الأقصى، والتخطيط لإقامة كنيس يهودي ومدينة سياحية على جزء من الأراضي التابعة للمسجد الأقصى ويطالب مجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة بالإسراع في اتخاذ التدابير المطلوبة لحماية هذا المسجد المبارك والأراضي والأوقاف التابعة له وفقاً للقرارات الصادرة بهذا الشأن ومنها القرار رقم (1536) الصادر عام 1981م والقاضي بمطالبة إسرائيل بوقف أعمال الحفر في المواقع الدينية والتاريخية والثقافية وناشد منظمة اليونسكو لاتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على المسجد الأقصى وفقاً لاتفاقية لاهاي عام 1954م التي تضمنت وجوب حماية دور العبادة في زمن الحرب وفترة الاحتلال واستنكر ما تتعرض له بعض المساجد في بعض الدول من اعتداءات وانتهاكات لحرمتها، ومن ذلك الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من المساجد في فلسطين بالهدم والإحراق كما حدث للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم وندد بالاعتداءات التي تتعرض لها المساجد في العراق وما يحدث في بعض دول أوروبا من إغلاق لبعض المساجد ومنع بناء أخرى، وقيام متطرفين بالاعتداء على المساجد وتدنيسها، وأعرب عن استيائه من الحملة المناهضة لبناء المآذن في سويسرا مما يمثل انتهاكاً لحقوق المسلمين ويعارض التزامات سويسرا الدولية في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير والاعتقاد، وأوصى الرابطة بمطالبة هيئة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمتابعة ما يجري في فلسطين من مخالفة للقوانين الدولية لضمان عدم العدوان على المساجد، ودعوة الدول الإسلامية لبذل مساعيها لحماية المساجد في فلسطين والعراق وغيرها من الدول والسعي لدى حكومة سويسرا لإيقاف استصدار قانون بحظر بناء المآذن، وتقديم المساعدة المادية والمعنوية للأقليات المسلمة في سويسرا لدعم قضيتهم المقدمة للمحاكم بهذا الخصوص وأعرب المجلس عن قلق المسلمين لما يدور في بعض الدول من توجه لاستصدار تشريع يحظر الحجاب في المدارس والأماكن العامة والدوائر الحكومية ، ويؤكد على ما تضمنته المواثيق والأعراف الدولية من احترام حقوق الإنسان وخاصة ما يتصل بالحقوق الدينية وفقاً لما هو منصوص عليه في قانون الحريات الدينية الوارد في الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية وكذا في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وفيما يتعلق بالأقليات المسلمة في العالم دعا المجلس حكومات الدول الإسلامية إلى بذل مساعيها في اللقاءات مع مسؤولي الدول التي تعيش فيها أقليات مسلمة للاهتمام بقضاياهم بما يؤدي إلى تحسين أوضاعهم واحترام مشاعرهم ومنحهم الحريات لممارسة حقوقهم الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية على قدم المساواة مع بقية المواطنين.