تواصلت الإثارة والمتعة في نهائيات كأس العالم 2010 والمقامة فعالياتها حاليا في جنوب إفريقيا ، حيث دكت الأرجنتين مرمى كوريا الجنوبية برباعية مقابل هدف ، ضمن منافسات المجموعة الثانية . وفي المجموعة ذاتها حولت اليونان تأخرها بهدف من نيجيريا إلى فوز بهدفين .وضمن منافسات المجموعة الأولى حققت المكسيك فوزا ثمينا على فرنسا بهدفين نظيفين . الأرجنتين X كوريا الجنوبية وضع مهاجم ريال مدريد الاسباني غونزاليز هيغواين منتخب الأرجنتين في الدور الثاني نظريا بتسجيله ثلاثة من الأهداف الأربعة التي فاز فيها على نظيره الكوري الجنوبي 4-1 على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية. سجل بارك تشو يونغ (17 خطأ في مرمى منتخب بلاده) وهيغواين (33 و76 و80) أهداف الأرجنتين، ولي تشونغ يونغ (45+1) هدف كوريا الجنوبية. وتصدر هيغواين ترتيب الهدافين برصيد ثلاثة أهداف، أمام الاوروغوياني دييغو فورلان الذي يملك هدفين. الجولة الأولى كانت شهدت فوز الأرجنتين وكوريا الجنوبية، الأولى بصعوبة على نيجيريا بهدف وحيد للمدافع غابرييل هاينتسه بعد أن تألق الحارس النيجيري فنسنت انييما بإبعاد أكثر من كرة خطرة خصوصا لليونيل ميسي، والثانية على اليونان بطلة أوروبا عام 2004 بهدفين نظيفين. المواجهة كانت الثانية بين الأرجنتين وكوريا الجنوبية في نهائيات كأس العالم بعد عام 1986 في المكسيك حين فازت الأولى بقيادة مدربها الحالي دييغو مارادونا 3-1 في طريقها للظفر باللقب للمرة الثانية بعد 1978. في المقابل، الانجاز الكوري الأبرز في النهائيات كان عندما كانت أول منتخب آسيوي يصل إلى نصف النهائي وذلك عندما استضاف النهائيات عام 2002 مشاركة مع اليابان قبل أن يخسر أمام ألمانيا. التغيير الأبرز في تشكيلة منتخب الأرجنتين تمثل بمشاركة ماكسي رودريغيز نجم ليفربول الانكليزي بدلا من خوان سيباستيان فيرون لاعب وسط استوديانتيس المصاب، حيث فضل مارادونا إراحته "لعدم تفاقم إصابته". وفي مقابل النزعة الهجومية لتشكيلة الأرجنتين بوجود كارلوس تيفيز وغونزاليز وهيغواين وميسي، فان مدرب منتخب كوريا الجنوبية هو جونغ مو الذي واجه ماردونا كلاعب في مونديال 1986، دفع بخمسة مدافعين للحد من خطورتهم، معتمدا على مهاجم واحد هو بارك تشو يونغ المحترف في موناكو الفرنسي. واللافت أن مارادونا أبقى دييغو ميليتو مسجل هدفي الفوز لانتر ميلان الايطالي في مرمى بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي على مقاعد الاحتياط. فرض المنتخب الأرجنتيني سيطرة شبه مطلقة على مجريات الشوط الأول وكان هدفه صريحا بهز الشباك منذ البداية لكن الفرص الخطرة على المرمى لم تكن غزيرة، في حين أن الكوريين الجنوبيين تراجعوا تماما إلى الدفاع ولم تكن لهم أي مبادرة هجومية منظمة تذكر حتى من تلك التي جاء منها هدف تقليص الفارق في الوقت بدل الضائع. وما ميز الشوط الأول هو تسجيل ثلاثة أهداف من ثلاثة أخطاء دفاعية. بدأ المنتخب الأرجنتيني مهاجما حيث تقدم بهدوء إلى المنطقة الكورية بعد سلسلة من التمريرات التي استقرت أحداها بعد تبادل الكرة بين كارلوس تيفيز وانخل دي ماريا على يمين المرمى اثر تسديدة من الأخير (4) تحرك الأرجنتينيون من الجهة المقابلة، فمرر ميسي كرة إلى هيغواين الذي سددها هذه المرة على يسار المرمى (8) مر ربع الساعة الأول من دون خطورة تذكر على المرميين مع أفضلية للأرجنتين التي سيطرت على المجريات، لكن الكوريين بدأوا بالتقدم تدريجيا من دون إغفال الجانب الدفاعي إذ ابقوا على الكثافة العددية في المنطقة الخلفية. وجدت الأرجنتين نفسها متقدمة في الدقيقة 17 بعد هدية كورية، فقد أرسل ميسي كرة من ركلة حرة من الجهة اليسرى عبرت فوق رأس مارتن ديميكيليس ولمست قدم بارك تشو يانغ قبل أن تمر إلى جانب الحارس وتستقر في المرمى. أجرى مارادونا تبديلا اضطراريا في الدقيقة 23 حين أصيب مدافع انتر ميلان والتر صامويل بشد عضلي فخضع إلى العلاج وعاد إلى ارض الملعب لكنه لم يتمكن من إكمال المباراة فنزل نيكولاس بورديسو مدافع روما بدلا منه. سنحت للأرجنتين فرصة تسجيل هدف ثان حين حرك ميسي كرة من ركلة حرة إلى تيفيز الذي أطلقها صاروخا من نحو ثلاثين مترا مرت فوق العارضة بسنتيمترات قليلة (28) أطبقت الأرجنتين على منافستها بشكل شبه كامل ولو من دون فرص حقيقية على المرمى، إلى أن جاء الهدف الثاني، فانطلقت الكرة من ركلة حرة مماثلة للتي جاء منها الهدف الأول، فتنقلت الكرة من ماكسي رودريغيز إلى ميسي إلى رودريغيز الذي رفعها عالية أمام المرمى ارتقى لها البديل بورديسو وحضرها برأسه إلى هيغواين الذي وضعها برأسه أيضا على يمين الحارس جونغ سونغ رونغ وسط صدمة لدى الدفاع (33) وأنقذ الحارس الكوري سونغ ريونغ مرماه من هدف ثالث حين ابعد ببراعة كرة من قوية من دي ماريا وحولها إلى ركنية قبل نهاية الشوط الأول بخمس دقائق. بادر ميسي هذه المرة إلى تهديد المرمى حين أطلق بيسراه كرة من مشارف المنطقة مرت قريبة جدا من القائم الأيسر في الدقيقة الأخيرة. وبينما كان الحكم يهم بإطلاق صافرة نهاية الشوط الأول، أرسل الحارس سونغ ريونغ كرة عالية إلى المنطقة الأرجنتينية حولها بارك تشو يونغ برأسه إلى مشارف المنطقة لكن المدافع ديميكيليس تباطأ في السيطرة عليها فخطفها لي تشونغ يونغ ووضعها في المرمى في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع لحظة خروج الحارس روميرو من مرماه. إيقاع الشوط الثاني كان شبيها بالأول، ضغط أرجنتيني وسيطرة على الكرة ومحاولات حثيثة لخلق الفرص التي كادت احادها تهز الشباك الكورية للمرة الثالثة حين مرر تيفيز كرة إلى دي ماريا في الجهة اليسرى فحضرها الأخير أمام المرمى إلى هيغواين الذي تابعها من مسافة قريبة لكن الحارس أبعدها إلى ركنية (51( تدخل سون ريونغ مرة جديدة لابعاد كرة قوية من تةيفيز من الجهة اليسرى (54) تخلى الكوريون عن حذرهم واندفعوا إلى الأمام، وافلت مرمى الأرجنتين من هدف محقق في الدقيقة 58 اثر كرة من يوم كي هون مرت قريبة جدا من القائم الأيسر لمرمى روميرو. كانت الندية عنوانا للدقائق المتبقية مع مبادلة الكوريين لمنافسيهم الهجمات في محاولة لإدراك التعادل، لكن السيطرة الميدانية بقيت أرجنتينية من دون خطورة فعلية سوى في محاولات متقطعة منها كرة لهيغواين سطير عليها الحرس (70)، رد عليها كيم نام ايل بكرة على يمين المرمى (73). حاول مارادونا إضافة الفعالية إلى هجومه بإشراك سيرخيو اغويرو بدلا من تيفيز غير الموفق، وبعد لحظات قليلة فقط وصلت الكرة إلى اغويرو على مشارف المنطقة فمررها إلى الجهة اليسرى حيث يوجد ميسي فسددها الأخير أبعدها الحارس الكوري بقدمه اليسرى لتصل مجددا إليه فسددها ثانية ارتطمت هذه المرة بالقائم الأيمن وتهيأت أمام هيغواين في الجهة المقابلة للمرمى فوضعها بسهولة من دون أي رقابة (77( وأضاف هيغواين الهدف الشخصي الثالث والرابع للأرجنتين بعد أربع دقائق فقط اثر كرة من ميسي إلى الجهة اليسرى حيث المتابع اغويرو فرفعها بإتقان إلى الجهة المقابلة تابعها هيغوان برأسه في الشباك. شهد الوقت الضائع فرصتين خطيرتين، الأولى لبارك جي سونغ لكن الحارس روميرو سيطر على كرته، والثانية لاغويرو الذي انطلق بكرة من هجمة مرتدة مخترقا المنطقة قبل أن يطلقها قوية من الجهة اليمنى مرت أمام المرمى مباشرة. اليونان X نيجيريا ثأرت اليونان لخسارتها أمام نيجيريا قبل 16 عاما، عندما قلبت تخلفها وحققت فوزا تاريخيا بتغلبها عليها 2-1 على ملعب "فري ستايت" في بلومفونتين في ختام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لمونديال جنوب افريقيا. وكانت نيجيريا البادئة بالتسجيل عبر كالو اوتشي في الدقيقة 16، وأدركت اليونان التعادل بواسطة ديميتريوس سالبينغيديس (44)، قبل أن يسجل فاسيليوس توروسيديس هدف الفوز (71( وضربت اليونان عصافير عدة بحجر واحد فهي ثأرت لخسارتها أمام نيجيريا صفر-2 في مشاركتها الأولى عام 1994 في الولاياتالمتحدة سجلهما فينيدي جورج ودانيال اموكاتشي، وحققت فوزها الأول في تاريخ مشاركتيها في العرس العالمي وأنعشت آمالها في التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها حيث باتت بحاجة إلى التعادل أمام الأرجنتين في الجولة الثالثة الأخيرة شرط خسارة أو تعادل كوريا الجنوبية أمام نيجيريا. عوضت اليونان بطلة أوروبا عام 2004 خسارتها أمام كوريا الجنوبية صفر-2 في الجولة الأولى، فيما منيت نيجيريا بخسارتها الثانية على التوالي بعد الأولى أمام الأرجنتين صفر-1 في الجولة الأولى وأصبحت مهمتها ببلوغ الدور الثاني متعلقة بنتيجة مباراتها مع كوريا الجنوبية في الجلة الثالثة. وهو الفوز الثاني لليونان على نيجيريا في 3 مباريات جمعت بينهما حتى الآن حيث تغلبت عليها في مباراة ودية عام 1999 بالنتيجة ذاتها سجلهما نيكولاوس ماخلاس. وكانت نيجيريا في طريقها إلى تحقيق فوز في المتناول بعد تقدمها بهدف نظيف مطلع الشوط الأول، لكن طرد لاعب وسطها ساني كايتا لاعتدائه على المدافع توروسيديس بدون كرة، كان نقطة تحول في المباراة فاستغلت اليونان النقص العددي وحولت السيطرة لصالحها والنتيجة أيضا، فيما فرطت نيجيريا في فوزها الخامس في النهائيات بعد الانتصارات الأربعة التي حققتها حتى الآن وكانت جميعها ضد منتخبات أوروبية: بلغاريا (3-صفر) واليونان (2-صفر) عام 1994، واسبانيا (3-2) وبلغاريا (1-صفر) عام 1998. وأجرى مدربا المنتخبين تبديلين على التشكيلتين اللتين خاضتا المباراة الأولى، فدفع الألماني اوتو ريهاغل مدرب اليونان بسوتيريوس كيرياكوس وديميتريوس سالبينجيديس مكان يوركاس سيتاريديس وانغيلوس خاريستياس، والسويدي لارس لاغرباك مدرب نيجيريا بكالو اوتشي وبيتر اوديموينجي مكان تشيندو اوباسي واوبينا نسوفور. وجاءت بداية المباراة حذرة من المنتخبين الجريحين فغابت الفرص على المرميين طيلة الدقائق ال15 الأولى حتى نجحت نيجيريا في افتتاح التسجيل من ركلة حرة، فتحسن أداؤها فيما بعد وباتت أكثر خطورة، فيما ارتبك لاعبو المنتخب اليوناني وعانوا الأمرين أمام التنظيم الجيد للنيجيريين في الملعب، قبل أن تأتي نقطة التحول في المباراة بطرد لاعب الوسط ساني كيتا في الدقيقة 34 فاستغلت اليونان النقص العددي وأدركت التعادل، قبل أن تواصل أفضليتها في الشوط الثاني وتنتزع الفوز. وكانت أول محاولة بين الخشبات الثلاث عندما انتبه قسطنطينوس كاتسورانيس لخروج الحارس فنسنت اينياما من مرماه فسدد كرة من 45 مترا التقطها الاخير في توقيت مناسب (13). وردت نيجيريا من ركلة حرة مباشرة انبرى لها اوتشي من 28 مترا فتابعت طريقها نحو مرمى الحارس الكسندروس تسورفاس (16) وتلقت نيجيريا ضربة موجعة بطرد لاعب وسطها ساني كايتا لاعتدائه على المدافع فاسيليوس تروسيديس بدون كرة (34( ودفع ريهاغل بالمهاجم يورغيوس ساماراس مكان سقراطيس باباستاثوبولوس لتعزيز خط الهجوم والاستفادة من النقص العددي في صفوف النيجيريين (37) وأهدر سالبينغيديس فرصة ذهبية إدراك التعادل عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من كاتسورانيس داخل المنطقة فانفرد بالحارس اينياما لكنه سدد في قدم الأخير (40) وابعد لاعب الوسط لقمان هارونا الكرة من باب المرمى اثر تسديدة لساماراس من مسافة قريبة (41) ونجح سالبينجيديس في ادراك التعادل من تسديدة قوية من حافة المنطقة ارتطمت بقدم هارونا وتحولت داخل المرمى (44) وهو الهدف الأول لليونان في تاريخ نهائيات كأس العالم في مشاركتها الثانية بعد الأولى عام 1994 عندما تلقت شباكها 10 أهداف في ثلاث هزائم. ودفع لاغرباك باوباسي في الشوط الثاني مكان اوديموينجي في محاولة تعزيز خط الهجوم بحثا عن تسجيل هدف يعيد التفوق لرجاله، لكن الخطورة كانت يونانية في مناسبتين حيث تدخل انييما في الاولى للتصدي لتمريرة عرضية لساماراس (46)، وذهبت رأسية كاراغونيس فوق الخشبات الثلاث (47) وأنقذ الحارس اليوناني تسورفاس مرماه من هدف محقق عندما ابعد بصعوبة تمريرة ساقطة لاوتشي (48) وتلقت نيجيريا ضربة موجعة صانية بإصابة مدافعها تاي تايوو في عضلات المحالب (54) فترك مكانه لالديرسون يووا ايتشييجيلي. وكاد ساماراس يمنح التقدم لمنتخب بلاده بضربة رأسية اثر تكريرة عرضية بيد ان اينياما تصدى لها في توقيت مناسب (55) وأنقذ اينياما مرماه من هدف محقق عندما تصدى لتسديدة قوية لسالبينجيديس اثر خطأ فادح للقائد جوزيف يوبو في إبعاد الكرة برأسه (59)، وحذا حذوه حارس مرمى اليونان تسورفاس عندما تصدى لانفراد اييغبيني ياكوبو من هجمة مرتدة سريعة حيث تهيأت الكرة أمام اوباسي الذي تابعها بغرابة كبيرة بجوار القائم الأيسر والمرمى مشرع أمامه (59). وكاد سالبينجيديس يفعلها بضربة رأسية من أمام المرمى بيد أن القائد يوبو ابعد الكرة برأسه إلى ركنية تألق خلالها اينييما ببراعة في إبعاد كرة رأسية لساماراس (69). ونجح توروسيديس في منح التقدم لمنتخب بلاده عندما استغل كرة أخطأ اينياما في التصدي لها اثر تسديدة قوية لتسيوليس من خارج المنطقة (71( وأنقذ اينياما مرماه من هدف ثالث بتصديه لتسديدة قوية لكاراغونيس (76) وحاولت نيجيريا تدارك الموقف في الدقائق المتبقية لكن دون جدوى. فرنسا X المكسيك وجه المنتخب المكسيكي ضربة قاسية لآمال نظيره الفرنسي ببلوغ الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا 2010 بعدما تغلب عليه 2-صفر على ملعب "بيتر موكابا ستاديوم" في بولوكواني وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى. ولم يعد مصير فرنسا، وصيفة النسخة الماضية وبطلة 1998، في يدها لان تعادل المكسيك والاوروغواي في الجولة الأخيرة سيطيح بها خارج النهائيات وحتى إن فازت على جنوب إفريقيا المضيفة. وكانت الاوروغواي حققت فوزا كبيرا على جنوب إفريقيا المضيفة (3-صفر) فرفعت رصيدها إلى أربع نقاط بعد أن تعادلت مع فرنسا (صفر-صفر) في الجولة الأولى، وهو نفس عدد نقاط المكسيك التي أصبحت ثانية بفارق الأهداف بعد أن تعادلت مع المضيفة (1-1( في مباراتها الأولى. وأصبحت المكسيك في وضع جيد لحسم تأهلها إلى الدور الثاني للمرة الخامسة على التوالي، فيما تبدو فرنسا في طريقها لتكرار سيناريو كأس أوروبا 2008 عندما ودعت الدور الأول ونهائيات مونديال 2002 عندما منيت بالمصير ذاته أيضا. وواصلت فرنسا عقدتها في دور المجموعات منذ نهائيات 2002 حيث لم تفز سوى مرة واحدة في ثماني مباريات وكانت على توغو في ألمانيا 2006، وهي تعادلت مع الاوروغواي صفر-صفر في 2002 وضد سويسرا صفر-صفر وكوريا الجنوبية 1-1 في 2006، وخسرت أمام السنغال صفر-1 والدنمارك صفر-2 في 2002، قبل أن تتعادل مع الاوروغواي صفر-صفر في الجولة الأولى من النسخة الحالية. ثم سقطت أمس للمرة الأولى في تاريخ مواجهاتها مع المكسيك، وهي التقت الأخيرة في ست مناسبات سابقة، بينها ثلاث مرات في كأس العالم وأولها عام 1930 عندما افتتح لاعب الأولى لوسيان لوران السجل التهديفي للنهائيات ليقود منتخب بلاده للفوز 4-1، ثم سجل "الديوك" فوزهم الثاني خلال نسخة 1954 (3-2)، فيما انتهت المواجهة الثالثة بالتعادل (1-1) عام 1966 وجميعها في دور المجموعات. أما اللقاء الأخير في مسابقة رسمية فيعود إلى عام 2001 في كأس القارات وفاز الفرنسيون 4-صفر في دور المجموعات، كما فعلوا ايضا في المباراتين الوديتين عامي 1996 ) 2- صفر) و2006 (1-صفر( ولم يجر مدرب فرنسا ريمون دومينيك سوى تغيير وحيد على التشكيلة التي واجهت الاوروغواي بإشراك جناح تشلسي الانكليزي فلوران مالودا منذ البداية على حساب لاعب بوردو يوهان غوركوف، في حين أن نظيره المكسيكي خافيير اغويري بدأ اللقاء بإشراك لاعب الكمار الهولندي هكتور مورينو بدلا من لاعب وسط باتشوكا بول اغويلار الذي لعب منذ البداية أمام البلد المضيف. وتولى مهام الهجوم في "تريكولور" ثنائي الدوري الانكليزي غييرمو فرانكو (وست هام) وكارلوس فيلا الذي تواجه مع زميله في ارسنال وليام غالاس، علما بان مشاركة الأخير مع "الديوك" في المباراة كان موضع شك بسبب الإصابة. وأبقى دومينيك مهاجم برشلونة الاسباني وأفضل هداف في تاريخ "الديوك" تييري هنري 51) هدفا في 122 مباراة) على مقاعد الاحتياط كما فعل في المباراة الأولى، علما بأنه اللاعب الوحيد من التشكيلة التي توجت بلقب مونديال 1998 على حساب البرازيل 3) – صفر( وبدأ دومينيك اللقاء بإشراك نيكولا انيلكا كرأس حربة وحيد كما جرت العادة ومن خلفه مباشرة فرانك ريبيري، فيما تولى مالودا مهمة شغل الجهة اليسرى وسيدني غوفو الجهة اليمنى والثنائي أبو ديابي وجيريمي تولالان مركزي الوسط الدفاعي. وبدأت المباراة سريعة وبدا الطرفان عازمين على الوصول إلى الشباك باكرا وكانت الفرصة الأولى فرنسية من ركلة حرة نفذها ريبيري من حوالي 35 مترا لكن الحارس اوسكار بيريز تدخل دون عناء (6)، ورد المكسيكيون بفرصة اخطر عندما كسر ثلاثة لاعبين مصيدة التسلل بعد تمريرة من مدافع ايندهوفن الهولندي كارلوس سالسيدو فانفرد فيلا بهوغو لوريس ثم اطلق الكرة "طائرة" صاروخية إلا أن محاولته علت العارضة (9( ثم اتبعها فرانكو بفرصة أخرى عندما سيطر على الكرة عند حدود المنطقة ثم تلاعب بغالاس قبل أن يسددها قوية قريبة من القائم الأيسر (12)، ورد الفرنسيون عبر ريبيري بعد ركلة حرة نفذت بحنكة بين مالودا وانيلكا الذي حولها إلى نجم بايرن ميونيخ الألماني فسددها الأخير صاروخية من زاوية ضيقة لكن الكرة من أمام باب المرمى دون أن تجد من يحولها داخل الشباك (14( وواصل الطرفان تبادل الهجمات والفرص وكانت المكسيك قريبة مجددا من افتتاح التسجيل من تسديدة بعيدة لسالسيدو الا ان الكرة مرت قريبة من القائم الأيمن (18) ثم حصل اللاعب ذاته على فرصة ثمينة أخرى عندما توغل في الجهة اليسرى وتلاعب ببكاري سانيا ثم شق طريقه إلى المنطقة قبل أن يطلق كرة صاروخية صدها لوريس ببراعة (27). وتعرض بعدها المنتخب المكسيكي لضربة قاسية لإصابة فيلا في فخذه الأيمن ما اضطر اغويري إلى استبداله بالشاب الآخر بابلو باريرا (31) الذي كاد أن يهز الشباك الفرنسية بعد ثوان معدودة على دخوله عندما ارتقى لكرة عرضية من المتألق سالسيدو وحاول أن يحولها برأسه نحو المرمى لكن لوريس تدخل واجبره على وضع الكرة فوق العارضة (32). ثم غابت الفرص عن المرميين لما تبقى من الشوط الأول الذي شهد في ثوانيه الأخيرة حصول تولالان على إنذار من الحكم السعودي خليل الغامدي الذي قاد المباراة، وبالتالي سيغيب لاعب وسط ليون عن الجولة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا لأنه حصل على إنذار أيضا أمام الاوروغواي. وفي بداية الشوط الثاني، زج دومينيك باندريه بيار جينياك بدلا من انيلكا على أمل أن يكون مهاجم تولوز اكثر توفيقا من مهاجم تشلسي الانكليزي، لكن الخطر كان مكسيكيا في الدقائق الأولى حيث حاصر رجال اغويري "الديوك" في منطقتهم، لكن أولى الفرص الخطيرة كانت لأبطال 1998 بكرة صاروخية أطلقها مالودا من خارج المنطقة لكن بيريز تعملق وأنقذ منتخبه (54) وأجرى بعدها اغويري أول تبديلاته بإشراك مهاجم مانشستر يونايتد الانكليزي الجديد خافيير هرنانديز بدلا من لاعب الوسط ايفراين خواريز الذي سيغيب عن مباراة الاوروغواي لحصوله على إنذار ثان (55)، وكان اغيري موفقا في خياره لان هرنانديز نجح في هز شباك لوريس بعدما كسر مصيدة التسلل اثر تمريرة بينية متقنة من ماركيز فانفرد بحارس ليون ثم وضع الكرة بعيدا عن متناول الأخير (64) ووجه ايريك ابيدال الضربة القاضية لمنتخب بلاده عندما ارتكب خطأ على باريرا داخل المنطقة فاحتسب الحكم السعودي دون تردد ركلة جزاء للمكسيكيين انبرى لها المخضرم غواتيموك بلانكو (37 عاما) الذي دخل أيضا في الشوط الثاني، ووضعها على يمين لوريس (79).