جدة - بخيت طالع -تصوير - المحرر .. يشتكي سكان أحد الأحياء في شرق جدة من ارتفاع رصيف الجزيرة الوسطية للشوارع التي تم إعادة ترميمها هناك بعد كارثة سيول جدة الأخيرة.. وشارك في الشكوى عدد من الشيوخ كبار السن والأطفال والنساء.. وقالوا ل (البلاد) إنهم لأول مرة يشاهدون أرصفة بذلك الارتفاع الذي سبب لهم المتاعب، بل وأوقع عدد منهم، عندما تعثروا فيها أكثر من مرة، وكانت (البلاد) قد تلقت عبر الهاتف شكوى من بعض معلمات أحدى المدارس بالحي، عندما نقلت لنا معاناتها وزميلاتها وطالبات المدرسة من ارتفاع منسوب رصيف الجزيرة الوسطية للشارع ذو الاتجاه المزدوج الذي تقع عليه بوابة المدرسة.. وأضافت: إنها تعثرت مرتين فوق الرصيف الذي جاء ارتفاعه أكثر من المعدل المعروف، وأكبر من المستويات المتعارف عليها وذلك خلال خروجها من المدرسة بعد نهاية دوامها اليومي. وقالت: إن الطالبات الصغيرات بالصفوف الأولية وجدن أنفسهن وهن يغادرن المدرسة ظهراً، ويصلن إليها صباحاً، وجدن انفسهن أمام أرصفة عالية المستوى في الارتفاع عن سطح الأسفلت بالشارع الأمر الذي جعل الطالبات إما أن يتجنبن عبور الرصيف العادي، أو أن يحاولن اجتيازه بخطواتهن الصغيرة فيحدث لهن التعثر. وخلال جولتنا في مخطط "المساعد" بقويزة وجدنا أن واقع الشكوى التي وصلتنا حقيقي، وأن الأرصفة تبدو للعين المجردة وللوهلة الأولى مرتفعة بشكل غير طبيعي، وكأنها "مصدات" وليس أرصفة يصعد عليها المارة لتنقلهم إلى حيث وجهتهم. وقال لنا عدد من السكان هناك أنهم شاهدوا رجلاً كبيراً في السن يتعثر بعصاه عندما أراد الصعود من الأسفلت إلى الرصيف، فلم تمكنه قوته ولا خطوته الخائرة في اتمام الصعود إلى الرصيف. وقالوا: إن الارصفة الجديدة التي شرعت أمانة جدة في إقامتها مؤخرا كانت عقبة أمام النساء خصوصا وأمام الاطفال الذين وجدوا أمامهم "شواخص" وليس أرصفة، وصار من الواضح أن المسألة برمتها غير مدروسة، وليست وفق المواصفات وهو الأمر الذي يطرح "بحسب تعبيرهم" حالة من عدم المتابعة والاهتمام من قبل أمانة جدة ببعض مشاريعها المنفذة على الأرض، ويرفع أكثر من علامة استفهام على أن ما يجري هو "خارج المواصفات" رغم أنه يتم تحت سمع وبصر أمانة جدة. الأخطر في المسألة وقالوا لنا: إن الأخطر في المسألة أن البلاطات "ولونها أحمر" التي تم بها رصف تلك الارصفة، جاء خارج عن ابسط مفاهيم المواصفات، وخارج أقل بديهيات تجويد العمل، حيث تم رصف تلك البلاطات بشكل "غير متساو".. بمعنى أن اطرافها ليست في مستوى منسوب واحد، وكأن الذي قام بتبليطها هو عامل لا يفقه شيئاً في عمل البلاط، اضافة إلى عدم ملء الفراغات بين البلاطات "وهو ما لاحظته - البلاد - عندما وجدنا أن الفراغات بين البلاطات مملوءة فقط بالرمل الجاف "!!" فقط . وختم السكان هناك حديثهم لنا بالقول: إننا مندهشون من "ترك الحبل على الغارب" بحسب تعبيرهم - للمقاول المسؤول عن العمل برمته في أن يقدم هكذا عمل لا يحمل في أي جزء من جزيئاته أدنى المواصفات الصحيحة لعمل الأرصفة. وذهب أحد الذين تحدثوا لنا إلى طرح سؤال مثير عندما قال: نتمنى من أمانة جدة أن تستفيد من الكارثة التي حدثت لشرق جدة، وأن تفتح عينيها على كل أعمالها ومثل هذا العمل في الواقع "الارصفة بارتفاعاتها الغريبة" وكذلك التبليط بمستواه المتدني يمكن أن يطرح سؤالاً خطيراً، وهو هل انتهى عهد الفساد أم لا؟.