بعد غياب دام لأكثر من أربعة عقود من الزمان يعود منتخب كوريا الشمالية للظهور مجددا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم من خلال البطولة القادمة التي تستضيفها جنوب أفريقيا. وشهدت المشاركة الوحيدة السابقة لمنتخب كوريا الشمالية تحقيق إنجاز حقيقي للفريق ببلوغ دور الثمانية في بطولة كأس العالم 1966 بإنجلترا. ورغم ذلك، سيكون فوز المنتخب الكوري الشمالي بأي نقطة في مجموعته بالدور الأول لمونديال 2010 مفاجأة كبيرة خاصة وأن القرعة أوقعته في مجموعة الموت. ويحتاج دفاع منتخب كوريا الشمالية إلى أن يكون في أفضل حالاته وفي قمة يقظته خلال مونديال 2010 نظرا لأنه سيخوض الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة السابعة التي تضم ثلاثة منتخبات أخرى تتميز بالأداء الهجومي القوي. ويأتي في مقدمة هذه المنتخبات الفريق البرازيلي، الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة (رقم قياسي)، ومنتخب كوت ديفوار، أفضل فرق القارة الأفريقية، والمنتخب البرتغالي، الفائز بالمركز الثاني في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2004) والذي وصل للمربع الذهبي في المونديال الماضي عام 2006 بألمانيا. وصرح النجم الكوري الشمالي السابق، بارك دو إك، مؤخرا إلى موقع الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) قائلا :"رغم بلوغنا نهائيات كأس العالم، ما زلنا فريقا لا يحظى بالمستوى العالمي". وفجر المنتخب الكوري الشمالي مفاجأة من العيار الثقيل في بطولة 1966 ببلوغ دور الثمانية على حساب نظيره الإيطالي ليلتقي في دور الثمانية مع المنتخب البرتغالي الذي أوقف مغامرته وأطاح به من البطولة. ولم يتوقع أحد في ذلك الوقت أن يحقق منتخب كوريا الشمالية غير المرشح لعبور الدور الأول أي انتصارات على منتخبات من القارة الأوروبية ولكن ذلك الفريق القادم من الشرق الآسيوي تغلب على المنتخب الإيطالي صاحب التاريخ العريق بهدف أحرزه بارك دو إك في أواخر الشوط الأول من المباراة. وكانت هذه هي المباراة الثالثة للفريق في الدور الأول بعدما خسر صفر 3 أمام منتخب الاتحاد السوفيتي السابق وتعادل 1 1 مع شيلي. وكان المنتخب الكوري الشمالي في طريقه لتحقيق مفاجأة أخرى كبيرة في دور الثمانية عندما تقدم على نظيره البرتغالي 3 صفر في أول 25 دقيقة من المباراة قبل أن يخسر اللقاء 3 5 بفضل هدفين للأسطورة البرتغالي إيزيبيو ليودع البطولة. وكان الفوز الذي حققه منتخب كوريا الشمالية على نظيره الإيطالي مصدرا لافتخار الملايين من مشجعيه ولكن بمرور كل هذا الوقت تحول إلى مجرد ذكريات في ظل فشل الفريق في بلوغ النهائيات على مدار أكثر من أربعة عقود. وفشل الفريق في الوصول للنهائيات منذ ذلك الحين بل وغاب عن التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولتي 1998 بفرنسا و2002 بكوريا الجنوبيةواليابان. ونجح الفريق أخيرا في التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا معتمدا في رحلته بالتصفيات على التأمين الدفاعي وتهديد مرمى المنافسين وتسجيل الأهداف من خلال الهجمات المرتدة السريعة التي يجيدها. ونجح هذا الأسلوب الخططي في مواجهة الفرق التي واجهها في التصفيات وهي منتخبات الأردن ومنغوليا والسعودية وإيران والإمارات وكوريا الجنوبية. ولكن التحدي الذي ينتظر منتخب كوريا الشمالية بالتأكيد هو افتقاده خبرة اللعب أمام المنتخبات الكبيرة من خارج القارة الآسيوية. ويتسم أسلوب المنتخب الكوري الشمالي بالنزعة الدفاعية ولذلك يجد الفريق صعوبة في هز شباك منافسيه مما أسفر عن تعادله سلبيا في خمس من 14 مباراة خاضها في مسيرته بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم كما حقق الفوز في ست مباريات فقط انتهت ثلاث منها بنتيجة 1 صفر. ويشرف على الفريق المدرب الوطني، كيم يونج هون، كما يضم الفريق اللاعبين يونج تاي سي وآهن يونج هاك من كوريا الجنوبية واللذين ولدا في اليابان. وتولى كيم، المدافع السابق، مسؤولية تدريب الفريق عام 2008 ونجح في تحويل فريقه إلى وحدة دفاعية قوية من خلال طريقة اللعب 5 4 1 ونجحت هذه الخطة حيث استفاد منها الفريق بأفضل شكل ممكن على مستوى الدفاع والهجوم.