المؤلف عاطف القاضي بكالوريوس إعلام تخصص صحافة جامعة الملك عبد العزيز 1989م سنة الإصدار الطبعة الأولى ( 1430ه 2009م ) جدة : المحرر الثقافي صدر عن مطابع مؤسسة المدينة للصحافة ( مطابع دار العلم ) بجدة مؤخراً مؤلف جديد بعنوان «قمة رضوى» رصد لقاء الملك عبد العزيز والملك فاروق في مدينة ينبع وبداية وضع حجر الأساس لجامعة الدول العربية. وتناول الكتاب الذي ألفه مدير قسم الإعلام بالهيئة الملكية في ينبع عاطف القاضي لقاء المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مع الملك فاروق الأول ملك مصر في ينبع والذي سمى ب«لقاء رضوى». واشتمل الكتاب الذي يقع في 232 صفحة من القطع المتوسط على رصد للأماكن التي التقى فيها الزعيمان في ينبع في عام 1364 هجرية 1945م استقاها المؤلف من عدد من الشخصيات التي عاصرت تلك الحقبة الزمنية لمعرفة المزيد عن اللقاء المهم. وقسم المؤلف الكتاب إلى عدة فصول رئيسة منها سيرة الملك عبد العزيز وسيرة الملك فاروق واللقاء التاريخي في ينبع وأصداء اللقاء في الصحافة العالمية ونبذة عن جبل رضوى وزيارة الملك عبد العزيز لمصر ردا علي زيارة الملك فاروق الي ينبع والتي سميت بلقاء رضوي وفصلا عن تأسيس جامعة الدول العربية والسياسة الخارجية للملك عبد العزيز ولمحة تاريخية عن ينبع ونبذة عن ينبع الصناعية والزيارات الرسمية لمدينة ينبع منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى الآن. (قمة رضوى) هو الكتاب الأول للباحث والإعلامي مدير قسم الإعلام والنشر بالهيئة الملكية بينبع الأستاذ /عاطف القاضي ، وهو كتاب شيق و يستحق القراءة ويتناول في بادرة فريدة تفاصيل اللقاء التاريخي الهام الذي جمع كل من الملك عبد العزيز آل سعود (طيب الله ثراه ) والملك فاروق ملك مصر بينبع في 9 صفر من العام 1364 ه أي قبل 76 عاماً ، والكتاب يعتبر المحاولة الأولى للمؤلف المعروف بنشاطه الإعلامي وتغطياته الصحفية وتحريره للنشرة الشهرية التي تصدرها الهيئة الملكية بينبع . ويستعرض المؤلف في مقدمة الكتاب فكرة إصداره والتي بدأت من خلال إعداده لبحث من خمس وعشرين صفحة طلب منه إعداده بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة كان قد كلفه بإعداده رئيس بلدية ينبع حينذاك الدكتور عبد العزيز العمار ، حول موضوع لقاء الملك عبد العزيز والملك فاروق على أرض ينبع والذي سمي بلقاء رضوى على أن يتضمن البحث رصداً للأماكن التي التقى فيها الزعيمان بينبع ، فبدأ البحث من خلال المراجع وبعض الشخصيات التي عاصرت تلك الفترة ، ويشير إلى أنه وجد صعوبة في الحصول على المراجع التي تشتمل على تفاصيل اللقاء التاريخي الهام الذي تم من خلاله البت في تأسيس جامعة الدول العربية .والكتاب يتضمن ثمانية فصول الفصل الأول ..وهو بعنوان سيرة الملك عبد العزيز ، ويستعرض هذا الفصل مولد وحياة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) وبداية المسيرة بدءاً من انطلاقه من الكويت على رأس حملة من أقاربه وأعوانه صوب الرياض حين كان عمره 26 عاماً وذلك في شوال من العام 1319ه الموافق يناير من 1902م ، وصولاً لصدور المرسوم الملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة في 17 جمادى الأولى 1351ه في اسم واحد هو [ المملكة العربية السعودية] وتوثيق علاقات التعاون فيما بين المملكة العربية السعودية وبين الدول الشقيقة والصديقة ، والتزام الملك عبد العزيز الواضح بالمنهج الإسلامي السمح في خططه وقراراته وأفعاله وإدارة شئون البلاد ، واتخاذه لشعار التوحيد [ لا إله إلا الله محمد رسول الله ] شعاراً للدولة الفتية وعلماً لها ببصيرة نافذة ووعي وفكر سياسي كبيرين ، كظاهرة فريدة في تاريخنا العربي الحديث .الفصل الثاني ..ويشتمل هذا الفصل على سيرة الملك فاروق بن أحمد فؤاد الأول ملك مصر والسودان ، وهو آخر من حكم مصر من أسرة محمد علي وآخر من لقب بالملك فيها ،ولد في القاهرة في العام 1921 م وخلف أباه ملكاً على مصر سنة 1936م ولم يكن حينها قد بلغ السن التي تؤهله للحكم فتم تشكيل مجلس وصاية إلى أن تسلم سلطاته الدستورية في نهاية يوليو 1937م حيث تولى عرش مصر لمدة 15 عاماً بعدها وحتى قيام ثورة يوليو ، ويتطرق هذا الفصل إلى بعض تفاصيل الحياة السياسية بمصر في تلك الفترة وتفاصيل حياة الملك فاروق وبناته الثلاث وابنه الأمير أحمد فؤاد ، ويمثل عهد الملك فاروق أهمية خاصة والذي بنهايته انتقلت مصر إلى مرحلة أخرى من تاريخها الحديث .الفصل الثالث ..وهو بعنوان الملك عبد العزيز والملك فاروق في رضوى ينبع ، ويحتوي هذا الفصل على إشارة لموقع جبال رضوى باعتبارها من أشهر جبال الجزيرة العربية ومداخل هذه الجبال ،ثم يتحدث الكاتب عن موقع اللقاء التاريخي بين الملكين في خليج رضوى بمنطقة الشرم على ساحل بحر ينبع ، وخروج وفد من أعيان ينبع لاستقبال الملك عبد العزيز في التاسع من شهر صف 1346ه ، ويصف السرادق الذي تم فيه اللقاء في اليوم الثاني للزيارة ، وشعور جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بأهمية إقامة سياسة ثابتة بين البلدين على أسس من التفاهم والتعاون ، حيث كان أهم موضوعات الاجتماع البت في إنشاء الجامعة العربية ، ويورد الكاتب البيانات الأربعة التي صدرت في اليوم الأول للقاء ، وتفاصيل اليوم الثاني للقاء ، بالإضافة لرجالات ينبع واحتفائهم بجلالة الملك وبعض الأحداث التي حدثت أثناء الزيارة بين الملك والمواطنين وتلبية الملك عبد العزيز لدعوة أهالي ينبع بعد رحيل الضيف القادم من مصر وبعض المواقف الجانبية أثناء الزيارة ، ويتحدث عن المحروسة وهو اليخت الملكي الذي غادر على متنه الملك فاروق ، وهذا الفصل من الكتاب غني بالأحداث عن الزيارة وتفاصيل اللقاء وما أورده المعاصرون والكتاب والصحف العربية والأجنبية عن أصداء ذلك اللقاء في حينه .الفصل الرابع ..ويتحدث هذا الفصل عن زيارة الملك عبد العزيز لمصر وهي الزيارة الرسمية التي تمت في شهر صفر 1365ه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تلبية للدعوة التي وجهها الملك فاروق للملك عبد العزيز لزيارة مصر وقد أوردت الصحف بأن زيارة الملك عبد العزيز لمصر قد تزامنت مع مرور عشرون عاماً على مبايعته ملكاً على الحجاز وسلطاناً لنجد وتوابعها ، ويتضمن هذا الفصل تسجيلاً لحيثيات الزيارة وما أوردته الصحف المصرية عنها وعن برنامجها الذي نشر بالتفصيل ، وقيام الملك عبد العزيز بزيارة مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة في سابع يوم من زيارته لمصر وذلك في 16 يناير 1946 م وما قاله أمين عام الجامعة عبد الرحمن عزام باشا في كلمته بان للملكين عبد العزيز وفاروق الفضل الكبير في إقامة الجامعة ، وإصدار مصر لطابع بريد تذكاري بمناسبة الزيارة التي استمرت اثني عشر يوماً والتي تبين كيف اشترك الشعب المصري بكل طوائفه في استقبال ضيف مصر الكبير، ولقد أبدى الملك عبد العزيز تقديره للحفاوة العظيمة التي لقيها من قبل الشعب المصري حيث قال ( إن سبعة عشر مليوناً خرجوا لتحيتي ) وهو تعداد الشعب المصري آنذاك ، وقد ترددت أصداء الزيارة في العالمين العربي والدولي وكان لها أثرها في دعم العلاقات السعودية المصرية .الفصل الخامس ..وهو بعنوان جامعة الدول العربية ويتناول تاريخ تأسيسها في 22 مارس من العام 1945م حيث كان عدد المؤسسين 7 دول عربية في حين بلغ عدد أعضائها حالياً 22 عضواً وبلغ عدد الأمناء العامين الذين تعاقبوا عليها ستة أمناء آخرهم الأمين الحالي عمرو موسى ، مستعرضاً فكرة إنشائها وبروتوكول الإسكندرية الذي ينص على مبادئها ، وميثاق الجامعة ثم قائمة بالقمم العربية وما حدث فيها مشيراً إلى أن أطول قمة عربية استغرقت 13 يوماً وهي التي عقدت في الرياض عام 1976م وأقصرها قمة فاس في المغرب التي استغرقت خمس ساعات فقط في العام 1981م الفصل السادس ..ويتحدث هذا الفصل عن السياسة الخارجية للملك عبد العزيز والتي ارتكزت على استقلالية الموقف من الأحداث ودعم الوحدة العربية والتعاون الدولي بما يخدم احتياجات المجتمع السعودي التنموية .الفصل السابع ..وهو بعنوان ( ينبع لمحة تاريخية ) وتناول بكثير من التفصيل نشأة وتاريخ ينبع كدراسة تاريخية ، وموقعها الجغرافي المميز كميناء على ساحل البحر الأحمر ،موضحاً مكانة وموقع الينبعين النخل والبحر و ملقياً الضوء على ينبع منذ العهد النبوي وغزوة العشيرة ، مروراً بكل من العهد العباسي ثم العهد الأيوبي فالعهد المملوكي ثم العهد العثماني وصولاً لهذا العهد السعودي الزاهر.الفصل الثامن ..ويتناول هذا الفصل الأخير نشأة مدينة ينبع الصناعية في إطار المشروع التنموي العظيم الهيئة الملكية للجبيل وينبع ، والتي باتت محوراً هاماً من محاور التنمية الصناعية في المملكة ، بالإضافة لتحولها من صحراء قاحلة إلى مدينة عصرية حديثة بما يتوفر فيها من مرافق وخدمات عامة عالية المستوى ، وينتهي هذا الفصل والكتاب بقائمة للزيارات الرسمية لينبع والتي بدأت في العام 1346ه بزيارة الملك عبد العزيز للقاء الملك فاروق ثم استمرت من قبل الملوك والأمراء على مدار الفترة وصولاً لزيارة سمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز (في حينه ) لوضع حجر الأساس لمشروع توسعة الهيئة الملكية بينبع ينبع 2 في العام 1426ه .مقتطفات من الكتاب تضمن الكتاب أسماء عدد كبير من الشخصيات التي عاصرت تلك الحقبة الزمنية وكم هائل من الصور التاريخية النادرة للقاء ولأحداث الكتاب ، فالكتاب في مجمله وثيق تاريخية بامتياز عن لقاء رضوى التاريخي، وقد اعتمد المؤلف في الكتاب على الأسلوب القصصي ، والذي يتلاءم مع سياق السرد التاريخي لأحداث هذا اللقاء الهام والذي اعتمد على شهادات لمن عاصروا هذا الحدث ، وقد أعطى المؤلف عنواناً متميزاً لكل فكرة وحدث ثم قام بعرض هذه الأفكار والأحداث في سرد مبسط ، فعلى سبيل المثال وتحت عنوان الوصول في صفحة 36 يروي المؤلف على لسان خضر عثمان خلاف الغفاري مشهد وصول الملك عبد العزيز فيقول : كان وصول الملك عبد العزيز شرم ينبع (خليج رضوى) عصراً وقد وصلها براً بالسيارات يصطحبه أبناءه البررة أصحاب السمو الملكي الأمراء ومنهم فيصل ،محمد،منصور،فهد ، والوفد المرافق له ، وكان من ضمن وفد استقبال المليك إلى جانب أمير ينبع حمد العيسى عدد من أعيان ينبع أتذكر منهم ( محمد بن حامد بن جبر ، وعلي حسين زارع ، والشريف عبد الكريم بن بديوي ، والشريف غانم ، ومصطفى سيبيه ، ومصطفى الخطيب ، والشيخ حامد القباني ،وأعضاء المجلس الإداري بينبع وجمع من مشايخ وأعيان ينبع ،وقد تشرفوا بالسلام على جلالة الملك وصحبه والوفد المرافق له .وفي موقع آخر نجد ما يلي : حين انطلق جلالته من صر المربع في الرياض إلى الحجاز قاصداً جبل رضوى قرب ميناء ينبع وأقام هناك خلال ثلاثة أيام مدينة كاملة من الخيام والفرش والمقاعد حيث قابل ضيفاً كبيراً هو الملك فاروق ) . وعن زيارة الملك عبد العزيز لمصر يورد المؤلف ما يلي : أما في الإسكندرية فقد وافق الكومسيون البلدي هناك على اعتماد مبلغ عشرة آلاف جنيه استعداداً لزيارة الضيف السعودي للمدينة ، وقررت الحكومة المصرية إصدار طابع بريد تذكاري تخليداً لهذه الزيارة التاريخية ،واعتمدت لذلك وزارة المالية المصرية مبلغ عشرة آلاف جنيه ،وصدرت التعليمات من رئيس الوزراء المصري لكل وزارة لاتخاذ التدابير اللازمة لتسهم كل منها بنصيبها في استقبال الملك عبد العزيز والحفاوة به ،وأطلقت وزارة الأشغال المصرية اسم الملك عبد العزيز على شارع النيل بقسم مصر القديمة بمدينة القاهرة .