أقامت هيئة حقوق الإنسان بالتعاون مع كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة امس ندوة بجامعة الملك سعود أحتفاء باليوم العربي لحقوق الإنسان. وندد معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان في كلمة ألقاها باستمرار الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والإعلانات والمعاهدات الدولية التي تؤكد احترام حقوق الإنسان. وقال معاليه " لايزال الشعب الفلسطيني يعاني من الانتهاكات الصارخة لحقوقه بسبب الاستمرار في الاحتلال والحصار وسرقة الأراضي والمياه وسياسة الاستيطان والاعتداءات المتكررة ضد المقدسات الإسلامية،وفي مقدمتها الحفريات تحت المسجد الأقصى وما قامت به إسرائيل مؤخراً من ضم للمقدسات الإسلامية في مدينة الخليل في محاولة لطمس التراث الإسلامي الممتد لأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ,واستمرار نزيف الدم والقتل الذي يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل". ودعا الدكتور العيبان المجتمع الدولي إلى التدخل الحازم لوقف هذه الأعمال والتصدي بحزم للممارسات الإسرائيلية التي تستهدف العبث بالهوية الدينية والحضارية للقدس الشريف التي تشكل استفزازا واستهتارا بمشاعر المسلمين والمسيحيين في فلسطين. وعبر عن شكره لجامعة الملك سعود وقال إن هذه الندوة تأتي ضمن الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها هيئة حقوق الإنسان تزامنا مع اليوم العربي لحقوق الإنسان الذي يوافق هذا اليوم من كل عام وأقرته جامعة الدول العربية كما أن هذا اليوم يوافق اكتمال مصادقة الدول العربية ومن بينها المملكة العربية السعودية على الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي يجسد الاهتمام العربي بحقوق الإنسان ويؤكد العزم على استكمال منظومة هذه الحقوق على الصعد كافة والعمل على تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – حفظه الله - أهمية كبيرة وقد ظهر ذلك جليا من خلال إقرار خادم الحرمين الشريفين إستراتيجية نشر ثقافة حقوق الإنسان بمشاركة كافة الجهات في هذا البرنامج. وشدد على أن كرامة الإنسان تعد من الحقوق الأساسية للإنسان ، وليس تكرماً أو حسنة يمنحها المجتمع للإنسان , بل أن الشريعة الإسلامية إنما جاءت لتحقيق مصالح الناس وحفظ حقوقهم على أكمل وجه وجعلت هذه الحقوق الإنسانية ضرورات شرعية, وواجبات دينية, لايجوز التخلي عنها أو انتهاكها والتقصير في القيام بها , وهذه المصالح التي جاءت الشريعة الإسلامية الغراء لحفظها هي الدين والنفس والعقل والنسل والمال , وعليها تدور جميع حقوق الإنسان. وأضاف معاليه أن حقوق الإنسان نالت اهتماماًَ كبيرا من حكومتنا الرشيدة، حيث وافق خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، على برنامج نشر ثقافة حقوق الإنسان، الذي تكمن رسالته في نشر ثقافة حقوق الإنسان في مناخ من الأخوة والتسامح والتراحم، وبناء القدرات المؤسسية في القطاع الحكومي والخاص؛ ليرتقي أداؤها المعزز لحماية حقوق الإنسان باستلهام رسالة الإسلام السمحة في العدل والحرية والمساواة والتكافل والتراحم والبر والإحسان، وما يتفق معها من التراث العربي وقيمه الأصيلة، ومن العهود والمواثيق الدولية. كما يهدف البرنامج إلى تنمية الوعي بحقوق الإنسان التي كفلها الإسلام بين أفراد المجتمع وتعزيزه والسعي إلى تمكينهم من هذه الحقوق، والتعريف بالأنظمة والتعليمات والإجراءات التي تحمي حقوق الإنسان وتفعيلها من خلال تهيئة بيئة العمل في جميع الحالات المحققة لذلك. كما أن المملكة أصدرت مؤخرا نظاما لمكافحة الإتجار بالأشخاص الذي يجرم استغلال الإنسان للإنسان بكافة صوره وأشكاله.