من بشائر الخير مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز في حفظ القرآن الكريم في قارة أفريقيا، والتي تقيمها الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم هذا العام، والتي تبرع لها سموه بمبلغ مليون وستمائة وخمسين ألف ريال سعودي، وتعد هذه المسابقة القارية واحدة من أكبر وأهم المسابقات المتخصصة في حفظ وتعليم كتاب الله عز وجل، وتأتي أهميتها أولاً: لارتباطها باسم سلطان الخير الذي يدعم كل عمل صالح وخيري، كما أن إقامتها في القارة الأفريقية تشهد على أهميتها، واستشعار أهل أفريقيا بما تمثله من أهمية لدى المسلمين في القارة السمراء التي ترتبط ببلاد الحرمين الشريفين ارتباطاً وثيقاً منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كانت أول هجرة لصحابة رسول الله إلى الحبشة واستضافة ملكها النجاشي لهم وتبادلوا معه الهدايا، وكان من تأثره بأخلاق الصحابة الكرام دخوله في الإسلام، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا تعتبر أفريقيا عمقاً للعالم العربي والإسلامي، إن الهدف الأساسي من قيام هذه المسابقة في أفريقيا هو الاهتمام بكتاب الله الكريم والعناية بحفظه وتجويده وتفسيره لأبناء المسلمين في القارة الأفريقية، كما تهدف إلى تشجيع أبناء القارة من شباب وناشئة على إقبالهم لحفظ كتاب الله والعناية به وتدبره، وربطهم بهذا الكتاب العظيم الذي هو سبب عزة المسلمين وكرامتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة مع إيجاد جو تنافسي مشجع على حفظ القرآن وتلاوته وتجويده، وتقديمهم كنماذج طيبة للاقتداء والتأسي بهم في وسط مجتمعاتهم، ومن فوائد هذه المسابقة بإذن الله تعالى أنها تربط الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين في أفريقيا مع بعضهم البعض، وتحميهم من الأهواء والفتن، وتأتي مسابقة سلطان الخير في قارة أفريقيا نسبة لكثرة الخلاوي القرآنية التي تنتشر في كل دول أفريقيا بأعداد كبيرة وكذلك الحلقات والمعاهد والجامعات القرآنية، ويتنافس الحفظة الذين يشاركون في مسابقة الأمير سلطان (حفظه الله) في أربعة فروع: الأول منها حفظ القرآن كاملاً بالقراءات العشر بالسند المتصل والثاني حفظ القرآن كاملاً برواية واحدة بالسند المتصل والفرع الثالث حفظ القرآن كاملاً والفرع الرابع حفظ القرآن لصغار الحفاظ ممن أعمارهم 10 سنوات فأقل. إن دعم هذه المسابقة القرآنية في أفريقيا، والذي يأتي من ولي عهد المملكة العربية السعودية يدل دلالة واضحة على تمسك بلاد الحرمين الشريفين بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان والنائب الثاني الأمير نايف (حفظهم الله) على خدمة القرآن والعناية بأهله، كما أنها تعطي انطباعاً مميزاً في القارة السمراء يعكس مدى اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام والمسلمين وتعليم ونشر كتاب الله عز وجل في شتى بقاع الأرض. ولسمو الأمير سلطان دور بارز ومبارك في خدمة كتاب الله، والحث على دراسته وحفظه والعمل به ممثلاً ذلك في: دعمه لجمعيات وهيئات تحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة بل وفي العالم الإسلامي، وفي مسابقة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين من مختلف دول العالم الإسلامي التي تهدف إلى تشجيع الجندي على حفظ كتاب الله، وتمسكه بالصفات الإيمانية التي تقوده إلى التخلق بأخلاق القرآن والسير على هديه، كما لسموه أيادٍ بيضاء في مجال تعليم القرآن للعسكريين في المملكة، حيث أسس سموه جمعية الأمير سلطان الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بإشراف الشؤون الدينية في وزارة الدفاع والطيران التي أتاحت الفرصة لأبناء منسوبي القوات المسلحة في حفظ كتاب الله عز وجل، وهذه الجمعية قد انتشرت في مختلف مناطق المملكة والقواعد العسكرية، ويتواصل دعم وعطاء سلطان الخير إلى دول جنوب شرق آسيا، حيث مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية التي تقام في كل عام في أندونيسيا، وهي تهدف إلى تشجيع أبناء المسلمين في دول جنوب شرق آسيا على حفظ كتاب الله الكريم وتجويده وترتيله وحفظ السنة النبوية، وغرس العقيدة الصحيحة في قلوب أبناء المسلمين وتقوية الروابط بينهم، ومن خيرات الأمير سلطان الكبيرة والممتدة بإذن الله تعالى إكرامه للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بتبرعه السخي قبل ثلاث سنوات بمبلغ 15 مليون ريال سعودي لشراء وقف يعود ريعه لخدمة القرآن وتعليمه ونشره على كافة أبناء المسلمين في العالم. إن هذا الدعم والعطاء المتواصل من الأمير سلطان في العمل الخيري والقرآني يأتي إيماناً منه حفظه الله بأن القرآن الكريم هو دستور الأمة الإسلامية الخالدة، ونبراسها في الحياة كما يأتي امتداداً لعطاءات وإنجازات ولاة الأمر في هذه البلاد منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله) ومن بعده أبناؤه البررة الذين ساروا على نهجه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله)، فأولوا القرآن الكريم جل اهتماماتهم، وقدموا جهوداً عظيمة في سبيل تعليمه ونشره على كافة أبناء الأمة الإسلامية في شتى أنحاء العالم. د. عبدالله بن علي بصفر