تصوير - نواف الشمري .. تزينت حيطان النادي الأدبي بلوحات خطية جميلة مساء الثلاثاء الماضي ، وتجددت أنشطة النادي باستضافة غير مسبوقة في أجندته في محاضرة أدارها أ /جعفر عمران عضو مجلس إدارة النادي الأدبي ، وتعاون الخطاطين أ / عبد الله المحمد صالح و أ / عباس بو مجداد ( من القطيف ) على سرد ندوة متكاملة عن تاريخ نشأة الكتابة العربية وتطورها فرأى المحمد صالح أن اختراع اللغة والكتابة هو أكبرنقلة في تاريخ الإنسان معرجا على جهود أبو الأسود الدؤلي والخليل بن أحمد الفراهيدي، ومتناولا الأطوار التي مرّ فيها الخط العربي ومشيرا إلى مواطن الشبه بينه وبين الإنسان الذي يبدأ من ضعف فقوة ثم يعود ضعيفا. والتفت المحمد صالح إلى الصراع بين الأصالة الخطية وبين الثورة التقنية الحديثة مصرا على أن هذا الفن يقاوم من أجل البقاء ، وفند نبوءة خطاطي تركيا الذين حملوا أدواتهم ومحابرهم في توابيت وداروا بها في الشوارع تأبينا لها وإعلانا لموت الحرف المرسوم يدويا حين دخلت المطابع البلاد! وأتمّ الأستاذ عباس بو مجداد حوارية الندوة بالحديث عن تأريخ نشأة الخط في البلاد العربية و عن دور النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إنتشار الكتابة والحث عليها وأسهب بو مجداد في الحديث عن تطور الحروف العربية مبينا أنواع الخطوط المندثرة والخطوط التي مازالت تستخدم حتى يومنا هذا . ونوه بو مجداد عن الاهتمام الذي أولاه السلاطين العثمانيين للخط العربي وعبر عن تلك الفترة بالعصر الذهبي للخط بحيث نضجت أشهر الخطوط وجوّدت جميعها حتى عسُر على من لحقهم أن يضيف جديدا أو يتم ناقصا معللا ذلك العناية الخاصة من السلاطين أنفسهم إبان تلك الحقبة ، إضافة إلى احترام الخطاط لحرف القرآن الذي يمثل أجمل النصوص الخطية فيبادر إلى الطهارة والتهيئة الجسدية والروحية قُبيل الكتابة وهنا أورد الفنان مقولة طريفة ( نزل القرآن في الحجاز وقُرأ في مصر وكُتب في تركيا ). و ختم الندوة بالحديث عن المراحل التي تمر فيها اللوحة الخطية التقليدية ، وعن ماوصل إليه فن الخط العربي في العالم ملوحا إلى مسابقة أرسيكا لفن الخط العربي والتي تقام كل ثلاث سنوات تعزيزا لخلق الإبداع بين الخط والخطاطين ، وأيضا أشار إلى جائزة البردة الإماراتية والتي تعنى بما يخص الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وأفصح عن دور المملكة وأنشطتها وفعالياتها في سبيل الارتقاء بهذا الفن وعن دور جمعية الثقافة والفنون ووزارة الثقافة والإعلام التي تطلق العديد من المسابقات إضافة إلى دور وزارة التربية والتعليم والتي تستهدف الجيل القادم من الطلاب. وصرح بو مجداد عن استبشاره بإعلان إنشاء الجمعية السعودية للخط العربي في العام الماضي فهو يرى أنها تسهم بشكل رسمي في تحقيق واحتضان تطلعات الخطاطين. وسبق تتويج الفنانين بدرعي النادي التذكارية مداخلات فعّالة ومميزة من قبل الحضور من قاعتي النساء والرجال. وانتهت الأمسية بابتداء ورشة عمل قام الضيفين فيها بمعاونة فنانين آخرين من القطيف والأحساء بفتح محابرهم وأقلامهم وإهداء الحضور كلمات ذات خط بديع وحروف أنيقة.