تدخل بطولة كأس الامم الافريقية السابعة والعشرين اليوم الثاني في دورها الربع نهائي باقامة مباراتين من الوزن الثقيل , حيث يلتثي منتخبا مصر والكاميرون في لقاء ثاري فيما يتعين على منتخب نيجيريا ان يواجه زامبيا في موجهة صعبة جدا . وسيكون ملعب "اومباكا بايرو دي نوسا سينيورا دا غراسا" في بنغيلا مسرحا لقمة ثأرية ساخنة بين الكاميرون الوصيفة ومصر بطلة النسختين الاخيرتين , وتسعى الكاميرون الساعية الى لقبها الخامس في التاريخ بعد اعوام 1984 و1988 و2000 و2002، الى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وستكون اولويتها الثأر من الفراعنة الذين "اذاقوهم المر" في النسخة الماضية عندما تغلبوا عليهم مرتين: الاولى في المباراة الافتتاحية 4-2، والثانية في المباراة النهائية بهدف محمد ابو تريكة احد ابرز الغائبين عن صفوف المنتخب المصري في النسخة الحالية بسبب الاصابة. كما تسعى الكاميرون الى وقف التفوق المصري عليهم لان الفراعنة تغلبوا عليهم ايضا 1-صفر في تصفيات مونديال 2006، بالاضافة الى ايقاف الرقم القياسي للمنتخب المصري في السجل الخالي من الخسارة في البطولة الافريقية والذي وصل الى 16 مباراة كانت بدايتها بالتعادل مع الاسود غير المروضة صفر-صفر في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول لنسخة تونس 2004، وتقليص الفارق بين المنتخبين في عدد الانتصارات في المواجهات المباشرة حيث يتفوق المنتخب المصري ب10 انتصارات مقابل 5 هزائم في 22 مباراة جمعت بينها حتى الان، ومن ثم حرمانهم من التتويج الثالث على التوالي وهو انجاز غير مسبوق في تاريخ النهائيات منذ النسخة الاولى عام 1957. لكن المنتخب الكاميروني يدرك جيدا ان تحقيق هذا الانجاز لن يكون سهلا خصوصا في مواجهة منتخب اكد منذ بداية النسخة الحالية انه جاء الى أنغولا من أجل الدفاع عن لقبيه الاخيرين وتأكيد سيطرته القارية وتعويض خيبة امله الكبيرة في عدم التأهل الى نهائيات كأس العالم، وما تحقيقه 3 انتصارات متتالية ومستحقة على كل من نيجيريا 3-1 وموزامبيق وبنين بنتيجة واحدة 2-صفر، الا دليلا واضحا على مدى استعداد الفراعنة لمواجهة اي منتخب يعترض طريقهم اقله نحو المباراة النهائية. وابلى الفراعنة حسنا حتى في ظل غياب قوتهم الهجومية الضاربة والمتمثلة في ابو تريكة ومحمد بركات وعمرو زكي بسبب الاصابة، وأسكت المدير الفني شحاتة منتقديه وبات بدوره في طريقه الى تحقيق انجاز تاريخي بالتتويج للمرة الثالثة على التوالي . في المقابل عانت الكاميرون الامرين للتأهل وتدين به الى الاهداف الثلاثة التي سجلتها في مرمى زامبيا (3-2) في الجولة الثانية بعدما خسرت الاولى امام الغابون صفر-1، وتعادلت بشق النفس مع تونس 2-2، علما بأنها حولت تخلفها امامها مرتين. وتساوت الكاميرون وزامبيا والغابون في صدارة المموعة الرابعة برصيد 4 نقاط وتم اللجوء الى الاهداف المسجلة في المواجهات المباشرة، فانتزعت زامبيا الصدارة لتسجيلها 4 اهداف امام الكاميرون (3 اهداف) وخرجت الغابون خالية الوفاض لتسجيلها هدفين فقط الاول في مرمى الكاميرون 1-صفر، والثاني في مرمى زامبيا (1-2). واستعد المنتخب المصري جيدا لمواجهة الكاميرون مستفيدا من تأهله المبكر الى الدور ربع النهائي ما مكن مديره الفني شحاتة من اراحة 6 لاعبين اساسيين في المباراة الاخيرة امام بنين. يملك المنتخب المصري افضل خطي دفاع (دخل مرماه هدف واحد الى جانب ساحل العاج) وهجوم (سجل 7 اهداف) في البطولة. يعود مدافع الزمالك هاني سعيد الى صفوف الفراعنة بعد تعافيه من الاصابة في ركبته التي تعرض لها في المباراة الثانية امام موزامبيق واضطر الى ترك مكانه الى احمد المحمدي، ثم غاب عن المباراة الاخيرة امام بنين. نيجيريا × زامبيا تدق ساعة الحقيقة امام المنتخب النيجيري عندما يلاقي زامبيا في لوبانغو , وتكتسي المباراة اهمية كبيرة بالنسبة الى المنتخب النيجيري الساعي الى مواصلة مشواره نحو احراز اللقب الثالث في تاريخه بعد عامي 1980 و1994، والى مدربه شعيبو امودو الذي يدرك جيدا بان الفشل في بلوغ دور الاربعة يعني اقالته من منصبه وحرمانه من قيادة النسور الممتازة في نهائيات كأس العالم الصيف المقبل، علما بأنه صانع تأهلها الى العرس العالمي ولم يخسر المنتخب سوى مباراة رسمية واحدة تحت اشرافه. اشترط الاتحاد النيجيري على امودو قيادة المنتخب النيجيري الى دور الاربعة ان رغب في البقاء في منصبه، وقد تلقى انذارا اخيرا عقب خسارة نيجيريا امام مصر حاملة لقب النسختين الاخيرتين 1-3 في الجولة الاولى. استعادت نيجيريا توازنها بفوزين متتاليين، الاول كان صعبا على بنين 1-صفر من ركلة جزاء لمهاجم ايفرتون الانكليزي اييغبيني ياكوبو، والثاني كاسحا على موزامبيق بثلاثية نظيفة كان بطلها بيتر ايساك اودموينجي صاحب ثنائية. يعقد المنتخب النيجيري امالا كبيرة على لاعب وسط تشلسي جون ميكل اوبي الذي فرض نفسه حتى الان افضل لاعب في البطولة في صفوف "النسور الممتازة"، الى جانب عودة مهاجم فولفسبورغ الالماني اوبافيمي مارتينز من الاصابة ومهاجم ايفرتون الانكليزي ياكوبو اييغبيني. ويلعب المنتخب النيجيري دورا فاعلا في البطولة القارية وهو بلغ الدور نصف النهائي 12 مرة في 14 مشاركة له فيها حتى الان ولم يخرج من الدور الاول سوى مرتين عامي 1963 و1982 ومن الدور ربع النهائي مرة واحدة، واحرز اللقب مرتين عام 1980 في لاغوس و1994 في تونس، وحل وصيفا 4 مرات اعوام 1984 و1988 و1990 و2000، وثالثا 6 مرات اعوام 1976 و1978 و1992 و2002 و2004 و2006. في المقابل، تعتبر المباراة ثأرية بالنسبة الى زامبيا لان نيجيريا حرمتها من التتويج باللقب القاري الاول في تاريخها عندما تغلبت عليها 2-1 في المباراة النهائية عام 1994 في تونس. ولم تذق زامبيا حلاوة اللقب قط لكنها تلعب دائما دورا هاما في النهائيات وتبلغ ادوارا متقدمة، وهي اهدرت فرصة احراز اللقب مرتين الاولى عام 1974 في مصر عندما خسرت امام زائير (الكونغو الديموقراطية حاليا) صفر-2 في المباراة النهائية المعادة (تعادلا في الاولى 2-2)، والثانية عام 1994 في تونس. كما انها حلت ثالثة ثلاث مرات اعوام 1982 في ليبيا، و1990 في الجزائر، و1996 في جنوب افريقيا. قدمت زامبيا عروضا رائعة حتى الان بقيادة مدربها الفرنسي هيرفيه رينار الذي اكد ان هدف فريقه هو التأهل الى الدور نصف النهائي, يذكر ان رينار بلغ دور الاربعة في النسخة الاخيرة عندما كان مساعدا لمدرب غانا مواطنه كلود لوروا (مدرب منتخب عمان حاليا)، وحلت غانا ثالثة بفوزها على ساحل العاج. وهي المرة الخامسة التي يلتقي فيها المنتخبان في النهائيات القارية وتتفوق نيجيريا بفوزين 2-صفر في عنابة في 12 مارس 1990، و2-1 في تونس في المباراة النهائية في 10 ابريل 1994. اما زامبيا ففازت مرة واحدة 3-صفر في بنغازي في 13 مارس 1982، وفرض التعادل نفسه مرة واحدة ايضا صفر-صفر في اكرا في 10 مارس 1978.