ربط الوصالي في ورقته التي قدمها لمقهى نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الثلاثاء الماضي بين النظرة العلمية في دراسة نفسية تناولت الأعراض المرضية التي قد تحصل لإنسان فقد وظيفته أو أحيل إلى التقاعد وبين أعراض رصدها في حالة بطل مسرحية (موت المغني فرج) للكاتب عبد العزيز السماعيل، وقد شكا السماعيل في الأمسية ذاتها من تعالي المثقف السعودي على المسرح السعودي وعدم تواصله معه بالكتابة النقدية. و أوجز الوصالي ورقته بالحكمة القائلة : " قيمة كل امرئ ما يتقن"، متابعاً بأن " ما يتقنه فرج، بطل مسرحية (موت المغني فرج)، هو الغناء الجميل، وبالتالي لدى فقدانه هذه الوظيفة فقد معها قيمته، إذ أصبح يبحث عنها، حتى في في الموت"، وذكر بأن المسرحية أرادت أن تسمعنا صوت فرج إضافة إلى أصوات آخرين رائعين نصادفهم ربما كل يوم"، وختم بالتساؤل عما إذا كان فرج قد انتحر لكي يعوض عن غياب قيمته الاجتماعية، وأكد في معرض تعليقه على بعض المداخلات، أن من غير الضروري أن يطرح النص الأدبي حلولا، مؤيدا " وجود مؤاخذات بسيطة على النص" كما جاء في بعض مداخلات الحاضرين. ومن ناحية أخرى أبدى السماعيل، من خلال إجابته عن سؤال القاصة زهراء موسى، رضاه عن أداء ممثلي مسرحياته "بشكل نسبي"، مرجعا السبب إلى عدم الانسجام بين رؤيته والرؤية الإخراجية "،مشيدا ب" أداء إبراهيم الحساوي للمسرحية"، فيما انتقد الدكتور مبارك الخالدي، في مقهى نادي أدبي الشرقية الرجالي، "ظاهرة مسرح التصدير، واعداد أعمال مسرحية، على حسب معايير المسابقات"، كما انتقد" تهميش مهرجان الجنادرية للمسرح"، مشددا بأن" المثقف لدينا يعاني من أمية مسرح، كما يعاني من أمية سينمائية وأمية تشكيلية". وأشار القاص فهد المصبح إلى "الفرق في التناول بين المسرحية والرواية"، وانتقد أحد المداخلين "المنطلق الذي اتخذه الوصالي في قراءته"، ما نتج عنه " تضييق لمساحة البحث في الورقة" وهو الرأي الذي اتفق فيه مع المسرحي ابراهيم السماعيل. ونشب جدل بين الحضور حول "الزمن المسرحي"، إذ اعتبره الكاتب أحمد سماحة "زمن مجرد للإبداع، ، ومفتوح"، وتنحصر أهميته في أدائه لوظيفة فنية معينة.