أدان مؤتمر مكةالمكرمة العاشر الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي إختراق حدود المملكة العربية السعودية ، الذي قام به مجموعة من المتسللين ، وأيد المملكة في موقفها الحازم للحفاظ على أراضيها واستقرار مجتمعها . ونبه العالم الإسلامي إلى خطورة ما تقوم به هذه الفئات الضالة ومن وراءها من زعزعة للأمن والاستقرار واجتماع الكلمة. ورفع المشاركون في المؤتمر الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز آل سعود لمواقفه الإسلامية العظيمة ولمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة في الدفاع عن الإسلام والمسلمين ولرعايته المؤتمر وتوجيهه السديد للتغلب على التحديات وحرصه حفظه الله على إصلاح حال الأمة. كما رفعوا الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على جهودهما في نصرة الإسلام والمسلمين. جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الذي صدر في ختام أعماله امس بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي. وقد بدأت أعمال الجلسة الختامية بالقران الكريم ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة عبر فيها عن خالص شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه اله على رعايته لهذا المؤتمر وغيرها من مناسبات الرابطة ومناشطها كما شكر سمو أمير منطقة مكةالمكرمة على افتتاحه للمؤتمر . وأوضح أن مسؤولية الشاب تتحول من نطاق الأسرة إلى نطاق الدولة والمجتمع، فالشاب في هذه الفترة الحرجة من عمره، يكون بحاجة إلى رعاية وترشيد، حتى يستطيعَ أن يتعاملَ مع محيطه الاجتماعي والثقافي ويتأهلَ لحسن الاختيار والسيرِ في مستقبله التعليمي والمهني والأسري، ويأخذَ موقعه المناسبَ بعد ذلك في مجتمعه. عقب ذلك تلي البيان الختامي الصادر عن مؤتمر مكةالمكرمة العاشر الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي حيث أكد المؤتمر على أهمية تعاون رابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي والمنظمات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم ، مع المؤسسات الثقافية والتربوية والجامعات الإسلامية في علاج المشكلات الفكرية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي تواجه شباب الأمة المسلمة في هذا العصر. وأوصى المؤتمر باعتماد البرامج الفكرية والثقافية لشباب الأمة على النهج الشرعي القائم على الهدي القرآني والسنة النبوية الصحيحة ومتابعة منهاج السلف الصالح في التربية والتعليم والتوجيه الإسلامي والتعرف على أسباب المشكلات الفكرية التي تواجه الشباب للعمل على إيجاد الحلول المناسبة ومناشدة مؤسسات التربية والتعليم بالتجديد المستمر في بنية المناهج التعليمية والتربوية ومتابعة مستجدات المعرفة في شتى مجالاتها لتحصين الشباب من التغريب الثقافي والفكري وغرس انتماء الشباب المسلم لدينهم وأوطانهم وحرص المؤسسات الوطنية المختلفة على ذلك في تعاملها مع قضايا الشباب. وأكد المؤتمر على ربط الشباب بتاريخهم الحضاري والاستفادة منه في حياتهم المعاصرة على نحو يراعي التوازن بين الأصالة والمعاصرة وتدريب الشباب على التوازن والوسطية والاعتدال في سلوكهم وفي فهمهم لشؤون الحياة ليتحقق لهم التوازن بين العقل والعاطفة، والأماني والإنجازات وتشجيع الأطفال على القراءة منذ الصغر ومراعاة مراحل سنهم وميولهم فيما يُعد ويقدم لهم من كتب ومواد تثقيفية وتشجيع الشباب على بناء شخصياتهم من خلال الحوار وإبداء الرأي والمصارحة المنضبطة، والاستماع إلى آرائهم وتقويمها وصقلها، ودعوة وسائل الإعلام إلى مزيد من البرامج لمشاركة الشباب والحوار معهم. ونبه إلى خطورة تنامي أفكار الغلو والإفراط بين فئات من الشباب من جانب، والتفريط والتسيب من جانب آخر ، والتأكيد على أهمية رجوع الشباب إلى العلماء الثقات لمعرفة وسطية الإسلام المستندة إلى كتاب الله وسنة رسوله والالتزام بالاعتدال وفق الضوابط الشرعية . وأشاد المؤتمر بإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ودعا الحكومات الإسلامية للاستفادة من هذه التجربة الرائدة والمتفردة في تأهيل الشباب المسلم،والعمل على إنشاء جامعات ومراكز أبحاث لتوطين التقنية وعلومها في بلدان العالم الإسلامي. وفيما يتعلق بالمشكلات الاجتماعية والنفسية حث المؤتمر المعنيين بأمور الشباب من أولياء الأمور و المربين وغيرهم على التعرف على خصائص مرحلة الشباب والمراهقة والاهتمام بدعم الثقافة الاجتماعية والنفسية لمعرفة ما يتعرض له الشباب من ضغوط نفسية ترافق النمو الجسمي والنفسي ودعوة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة للقيام بواجبها في التثقيف بكيفية التعامل المتوازن مع الشباب، وذلك عن طريق بث البرامج الاجتماعية والنفسية لتحقيق وعي أولياء الأمور والأبناء والبنات معاً ، والتنسيق مع المتخصصين في مجال التربية وعلم النفس في هذا الموضوع والتوسع في إنشاء المراكز النفسية والاجتماعية التي تساعد المتعرضين للمشكلات النفسية والاجتماعية على تجاوز مشكلاتهم وقيام المؤسسات الاجتماعية في العالم الإسلامي بالإسهام في نشر الثقافة النفسية الصحيحة والتعاون في ذلك مع المؤسسات التربوية ووسائل الإعلام والاهتمام بمعالجة إدمان الشباب على الإنترنت وغيره من تقنية المعلومات وترشيد استخدامهم لها. أما فيما يتعلق بالمشكلات الاقتصادية دعا المؤتمر إلى الجهات المعنية في الدول الإسلامية للتعاون والاستفادة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية والمصارف الإسلامية وذلك بإيجاد المحافظ الخاصة التي توفر القروض الميسرة لمساعدة الشباب على إقامة المشروعات الاقتصادية المنتجة للتخفيف من البطالة وعلاج مشكلة الفقر، وتيسير الزواج والحياة الأسرية الكريمة للشباب وتنويع مؤسسات التنمية والاقتصاد الإسلامية أنشطتها ومراعاة ما يلبي حاجات الشباب الاقتصادية في هذا العصر والتوسع في إنشاء مؤسسات مالية لتمويل المناشط الإسلامية للشباب والأطفال بما يسهم في تكوينهم الثقافي والتربوي السليم، وتشجيع ثقافة الإنتاج والادخار لديهم ودعوة وزارات التخطيط والاقتصاد إلى رسم خطط استراتيجية قصيرة الأجل وطويلة الأجل للإسهام في تعزيز الإنتاج والعمل على ترشيد الاستهلاك. ودعا المؤتمر مؤسسات الإعلام لتعديل السلوك في الإعلان التجاري لتنمية ثقافة الاعتدال في الاستهلاك وتأصيل المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب ، وترغيبهم في الاندماج في الأعمال المدنية التطوعية للإسهام في التنمية المستدامة في بلدانهم وتطوير برامج مؤسسات التعليم الفني والتدريب التقني لتسهم في اكتساب الشباب مهارات العمل المنتج والمبدع ودعوة الدول الإسلامية للعمل بنظام الإعفاء الزكوي والضريبي لدعم العمل الخيري في المجتمعات المسلمة. ودعا المؤتمر البنك الإسلامي للتنمية للتوسع في إقامة مشروعات تنموية للشباب في البلدان الإسلامية الفقيرة وفي مجتمعات الأقليات المسلمة لتحسين مستوى معيشتهم ودفعهم نحو الأعمال المنتجة, و أثنى المؤتمر على جهود البنك وإنشائه للهيئة العالمية للوقف ، ودعا رجال الأعمال والشركات الإسلامية لدعم مشروعات البنك الخيرية. وطالب المؤتمر بأن تركز مناهج التدريس في الجامعات والكليات المتخصصة على تكوين القيادات الشبابية، تكويناً إسلامياً صحيحاً، يراعي متغيرات الحياة المعاصرة والتحديات التي تواجه المجتمعات المسلمة والاهتمام بشغل الفراغ لدى الشباب بالبرامج الدينية والاجتماعية والثقافية والرياضية من خلال المؤسسات التربوية والنوادي ومراكز الثقافة وغيرها وعقد دورات تدريبية لمتخصصين في برامج الأطفال والمراهقين والشباب ، بالتعاون مع هيئات علمية متخصصة. وأكد على أهمية إشراك الشباب في برامج الحوار الثقافي لدعم التفاهم والتعاون الإنساني ، والاستفادة في ذلك من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار والاهتمام بالمرأة في المجتمعات الإسلامية، وتزويدها بالثقافة التي تحميها مما يحاك لها لتنفلت من القيم الخلقية الإسلامية، والحرص على إضفاء عناصر الطهر والعفاف على البيئة الاجتماعية المسلمة، والتصدي لأساليب الإثارة الجنسية الرخيصة من أفلام وصور وعروض. وعبروا عن شكرهم لسمو الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة على تفضله بافتتاح هذا المؤتمر، وحرصه على تحقيق الرابطة أهدافها.