اختارت مؤسسة "غولدن دزرت فونديشن"، الشاعرة سعدية مفرح لتكون اول شاعر من الكويت تمول وترعى ترجمة كتاب شعري له، وبشكل مستقل، الى اللغة البولندية. وقد صدر الكتاب قبل ايام قليلة عن دار مينياتورا في مدينة كراكوف – العاصمة الثقافية لبولندا بعنوان " تواضعت احلامي كثيرا".. وهو عبارة عن مجلد بغلاف سميك من القطع المتوسط. وقد ضم هذا الديوان، الصادر باللغتين البولندية والعربية، قصائد من مجموعات شعرية مختلفة لسعدية مفرح، اختارها وترجمها إلى البولندية الشاعر الفلسطيني يوسف شحادة بمشاركة دوروتا بليشنياك – شحادة. وقد زين الكتاب برسومات للفنان التشكيلي الفلسطيني محمود شاهين. وبدأ بقصيدة "تواضعت احلامي كثيرا "وهي القصيدة التي اختير عنوانا كعنوان للمختارات ومنها: "لنا الصدر دون العالمين .... أو القبر" نعم ... لهذا المتواضع كل الصدور حتما وليترك لي قبرا بنافذة واحدة على الأقل! المترجم د. يوسف شحادة، قال في تقديمه للكتاب تحت عنوان "سعدية مفرح: أكثر من مجرد مرآة مستلقية... أكثر من مجرد أحلام متواضعة..." ان الشاعرة تشدنا إلى فضاءات نصوصها الشعرية، فنهرع إليها.. ندخل عالمها المتسع على مرأى من شرفات عالية، ندخل من بوابة العنوان نروّي في استقراء معانيه وإيحاءاته... نتلمس زجاج مرآة – مجرد مرآة مستلقية – فنجدها مطرقة، حالمة، وحافلة ببهجة بوحها، تمد شظايا روحها لتلامس شغاف الحياة المتوهجة في بريق التفاصيل الندية. ويفرغ منا ال"مجرد"، ولا نفرغ من خفايا مساراته، ومرايا طموحاته، فتتنازع الوجدان أحلام تواضعت كثيرا حد الولادة بين جناحي الموت، الذي نبتغيه "دون أن نضطر لذلك أحيانا..". ويتابع المترجم قائلا أن الحالمين كثر نرى آخرهم في عيني الوطن، وفي رحلة صيد بين أيدي فراشات المدن الضوئية، ما بين نور وظلام، ورحيل ومقام. أما الآثام فعالم ألوان واضحة حد الإبهام، حد الظنون... والظنون تسرج خيلها (هي) عند غيابه (هو)، وهو من تريد فقط: "أريده فقط ما هو ؟ من هو؟ لا أريد الإجابة على أية حال." وختم المترجم تقديمه قائلا : بكل ود واعتزاز أقدم إلى القارئ البولندي بعضا من إبداعات الشاعرة الكويتية سعدية مفرح، مدركا أنها ستلامس شغاف القلب، ومكمن الوجدان، لما تحمل من مشاعر إنسانية دافئة، وبوح يسير على وجع هامس، وأمل دافق، يخرج من الروح إلى الروح. هذا النوع من الشعر، على بساطة أسلوبه، وسهولة لغته، يسحرنا بمعانيه الجديدة، وإيحاءاته الشفيفة، وعمق الفكرة التي تولد في رحم الكلمات الموحية. يتركنا لنفكر في تفاصيله المدهشة، ولا يتركنا إلا معه ساهرين الليل، أمام مرآة الذات المستلقية عند باب الأحلام المشرع. من قصائد سعدية مفرح التي ترجمت للبولندية وضمها الكتاب قصيدة عنوانها: لوحتان وحلم ومنها: لأثري ذاكرتي الفقيرة سأرسم بالقلم الرصاص كوخا تنتصب أمامه نخلة مثمرة وترعى حوله بعض الأغنام البيضاء تحديدا وسأترك لوحتي خالية من الألوان وأعلقها خلف باب غرفتي الصامتة.. يذكر انه سبق وأن ترجمت قصائد كثيرة للشاعرة مفرح الى لغات اخرى اهمها الانجليزية والفرنسية والاسبانية والايطالية والفارسية وغيرها ضمن انطولوجيات مشتركة.