لا يرى خبراء مجازفة تذكر في خوض الغرب صراعا مع ايران من خلال معلومات مخابرات معيبة على الرغم من تكشف أنباء جديدة عن اختلافات في تقييم اجهزة المخابرات الغربية لأنشطة التسلح النووي الإيراني المزعومة. وتشعر الحكومات الغربية بحساسية شديدة تجاه مخاطر تكرار هذا مع ايران في ظل تجربة واشنطن مع العراق عام 2003 حين بررت الولاياتالمتحدة غزوها بمعلومات تبين أنها خاطئة عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق. غير أن الاختلافات الأجنبية في التقييم لأنشطة ايران النووية ظهرت بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة مما أثار مخاوف بشأن فعالية التنسيق المخابراتي الغربي واحتمالات تسييسه. وفي الفترة السابقة لمحادثات جنيف التي جرت بين ايران والقوى الست الكبرى بدا المسؤولون البريطانيون والأمريكيون مختلفين بشأن قدرة ايران النووية فيما اعتبره البعض تكرارا غير مريح لما حدث مع العراق عامي 2002 و2003 حين رفضت فرنسا والمانيا حجج الولاياتالمتحدة وبريطانيا لشن الحرب. وقال مصدر أمني بريطاني إن لندن تشتبه في أن ايران كانت تسعى لامتلاك أسلحة نووية في الأعوام القليلة الماضية على النقيض من وجهة نظر أمريكية نشرت عام 2007 وأفادت بأن طهران أوقفت الأنشطة المتعلقة بالتصميم والتسلح عام 2003 . ويقول دبلوماسيون إن تقييم المخابرات الفرنسية والألمانية لقضية التسلح الإيراني تبدو أقرب الى رؤية بريطانيا منها الى امريكا. وقال تيرينس تيلور مفتش الأسلحة السابق بالأمم المتحدة إن هناك اختلافا كبيرا بين وضع ايران الآن وما حدث مع العراق عام 2003 وهو أن الدول الغربية اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الرؤية الشاملة بأن ايران لديها قضية وأمامها استفسارات يجب ان ترد عليها. وأضاف "لسنا على شفا تدخل عسكري وهي الصبغة التي اكتسبها كل شيء عامي 2002 و2003 ." ومضى يقول "ما نراه الآن مزيدا من الانفتاح بشأن الأمور التي كانت تناقش سرا. هذه علامة صحية للجدل." وقال محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه ليست لديه أدلة تدعم تقييم بريطانيا لكن طهران انتهكت قانونا للشفافية بعدم كشفها عن موقع التخصيب الثاني الذي تمتلكه في مرحلة أبكر. وتقول ايران إن جميع أنشطتها المتصلة بالطاقة النووية لا تهدف الا لتوليد الكهرباء.