اختتمت امس في جنيف أعمال مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الديانات والثقافات وأثرها في إشاعة قيم الإنسانية الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي على مدى يومين. وثمن المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الحوار والانتقال به إلى العالمية لخير الإنسانية مؤكدين دعمهم لإنشاء مركز عالمي للحوار، يعنى بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التاريخية، وينفذ مزيداً من البرامج، سعياً للوصول إلى مجتمع إنساني يسوده التفاهم والاحترام المتبادل كما أكدوا أهمية تنفيذ ما جاء في "نداء مكةالمكرمة" من تكوين هيئة إسلامية عالمية للحوار، تضم الجهات الرئيسة المعنية به. ودعا المؤتمر الوسائل الإعلامية إلى أداء دورها في نشر ثقافة الحوار وتعزيز أهدافه ومؤسساته كما دعا المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى عقد مؤتمر عالمي حول "مهمة الإعلام العالمي في الحوار بين أتباع الأديان والحضارات". وفيما يلي نص البيان الختامي. بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فبعون من الله سبحانه وتعالى، اختُتمت أعمال مؤتمر "مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية"، الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي في مدينة جنيف بسويسرا يومي 11و12-10-1430ه الموافقين 30-9 و1-10-2009م. و قد شارك في المؤتمر عدد متميز من الشخصيات الدينية والأكاديمية تمثل مختلف الأديان والثقافات. وقد افتتح المؤتمر فخامة رئيس الاتحاد السويسري هانس رودولف ميرز ممثلاً بالسيدة موريل بيرست المستشارة في الوفد السويسري لدى المقر الأوربي للأمم المتحدة، التي ألقت كلمته التي نوَّه فيها بأثر الأديان في إشاعة المثل الفاضلة، مشيداً بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الرائدة التي أبرز فيها تطلع العالم الإسلامي إلى السلام. ونقل معالي الدكتور بندر بن محمد العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين للمشاركين في المؤتمر؛ مؤكداً في كلمته في افتتاحه على اهتمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز بنجاح المؤتمر وتحقيقه مقاصده السامية في نشر المثل والفضائل السامية. وأشار معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في كلمته إلى أن الإنسانية تعاني اليوم من أزمات عالمية وتواجه تحديات تفرض على العقلاء الاهتمام بالقيم الإنسانية المشتركة التي أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على أهمية التعاون في إرسائها. وأكد معاليه حرص الرابطة على متابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين من خلال برامج عملية، ودعا المؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية على المستوى العالمي إلى الاهتمام بها واتخاذ الوسائل المناسبة لتطبيقها؛ حيث تزداد الحاجة إليها في عالم عانى طويلاً من الصراع. واستعرض المؤتمر أصداء مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار ؛ وسُرَّ المشاركون بما لقيته من ترحيب القادة الدينيين والسياسيين والإعلاميين حول العالم الذين أشادوا بالمبادرة وما تحمله من رؤى واعية ومهمة لتحقيق السلم العالمي. وأكد المشاركون في المؤتمر على ما يلي: - أن الرسالات الإلهية كلها جاءت لتحقيق عبادة الإنسان الخالصة لخالقه، وفق ما شرعه، وتخليص البشرية من آفات الظلم والتمييز العنصري والاستعلاء العرقي، وأنها دعت إلى إرساء القيم الإنسانية التي ترسخ السلم الاجتماعي. - أن التأثير الكبير للأديان في الثقافات والحضارات يوجب على القادة الدينيين التعاون في تعزيز الالتزام بالقيم الإنسانية التي تشكل إرثاً إنسانيّاً مشتركاً، يتفق مع الفطرة السوية. - أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الصادرة من قلب العالم الإسلامي ومنطلق رسالة الإسلام، تستلهم مبادئ الإسلام التي تدعو إلى عالم تسوده العدالة والأمن والسلم، وتعبر عن رغبة المسلمين في التعايش السلمي والتفاعل الإيجابي مع مختلف أتباع الأديان والحضارات الإنسانية، وعن الحرص على تعميق الجهود الإيجابية في إقامة علاقات حضارية بين شعوب العالم. ودعا المؤتمر القيادات الدينية والحضارية في العالم إلى مزيد من التأمل والتفاعل مع مبادرة الملك عبدالله للحوار، لما تتضمنه من منطلقات تدعو إلى التفاهم الإيجابي بين شعوب العالم وتسعى إلى مستقبل عالمي أفضل، ومن أهمها: أ. رفض التمييز العنصري والاستعلاء العرقي، فالناس متساوون في الكرامة الإنسانية، لا يتفاضلون بأعراقهم وألوانهم وأجناسهم. ب. التنوع بين البشر يجب أن يكون مدعاة إلى التفاهم والتعاون. ج. اختلاف البشر وتنوع أعراقهم وأجناسهم وأديانهم حاصل بمشيئة الله سبحانه، والواجب على العقلاء من البشر – على ما بينهم من الاختلافات - تلمس المشتركات الإنسانية والتعاون الذي يحقق التفاهم والاحترام المتبادل لإسعاد البشرية. د. مواجهة التحديات الاجتماعية المشتركة من طغيان الحياة المادية وتفكك الأسرة وانحلال القيم الأخلاقية، مما يستوجب التعاون الوثيق للتخفيف من هذه المشكلات، وتبادل التجارب والخبرات التي تسهم في الحلول الناجعة لها.واستعرض المؤتمر العلاقات السائدة بين الحضارات الإنسانية المختلفة، وأكد على أهمية تصحيح سوء الفهم الذي يكدر صفوها ؛ موضحاً أن الأديان ليست مصدراً للأزمات التي تعكِّر العلاقات بين المجتمعات، وإن لبسها البعض بلبوسها، بل تندرج الأزمات في حقيقتها ضمن صراع المصالح التي تولدها الأثرة وغلبة المصالح الأنانية. ودعا المؤتمر الدول والمؤسسات المعنية إلى تطبيق المواثيق الدولية؛ وبخاصة قرارات ومبادئ الأممالمتحدة المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأكد المؤتمر دعمه إنشاء مركز عالمي للحوار، يعنى بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التاريخية، وينفذ مزيداً من البرامج، سعياً للوصول إلى مجتمع إنساني يسوده التفاهم والاحترام المتبادل. كما أكد على أهمية تنفيذ ما جاء في "نداء مكةالمكرمة" من تكوين هيئة إسلامية عالمية للحوار، تضم الجهات الرئيسة المعنية به، وذلك للسير وفق استراتيجية موحدة للحوار مع مختلف أتباع الأديان و الثقافات، والتنسيق والتعاون في ذلك مع الجهات المعنية. ولأهمية الإعلام وتأثيره في العلاقات بين مختلف المجتمعات الإنسانية، دعا المؤتمر الوسائل الإعلامية إلى أداء دورها في نشر ثقافة الحوار وتعزيز أهدافه ومؤسساته، وأوصى بما يلي: - ضرورة تحلي الوسائل الإعلامية بالموضوعية والمصداقية والتوثيق في التعامل مع الموضوعات ذات الأثر الكبير في المجتمعات البشرية، والبعد عن الإثارة والإسفاف المؤثرين سلباً على العلاقات الإنسانية. - الابتعاد عن الترويج لثقافة العنف وعرض الأعمال الفنية العنيفة، والعمل على إيجاد بدائل تعزز القيم الدينية التي تحقق التعايش السلمي، وترسخ ثقافة الحوار.- الامتناع عن حملات التهجم على الأديان ورموزها ؛ لما لذلك من أثر سلبي على السلم الاجتماعي بما تسببه من تصاعد موجات العداء والعنف. - تقديم رابطة العالم الإسلامي أسماء المتحدثين الذين شاركوا في الحوارات الدينية إلى وسائل الإعلام العالمية. ودعا المؤتمر رابطة العالم الإسلامي إلى عقد مؤتمر عالمي حول "مهمة الإعلام العالمي في الحوار بين أتباع الأديان والحضارات". واستعرض المؤتمر معاناة الشعوب وانعكاساتها الإنسانية والاقتصادية؛ وأكد على ما يلي: - دعم مبادرات الحوار حول العالم، وبخاصة مبادرة خادم الحرمين الشريفين، ولفت نظر المؤسسات الثقافية إلى مضامين المقررات الدولية التي تمنع نشر الكراهية والتمييز العنصري. - التعاون الجاد لمواجهة التحديات المعاصرة، وبخاصة الفقر والجهل والمرض والكوارث الكونية، وتقديم المساعدة للمنكوبين. - دعم الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية التي تعمل على ترسيخ القيم الإنسانية في المجتمعات البشرية. - رغبة المشاركين في إشراك عدد أكثر من النساء والشباب في برامج الحوار في المستقبل. وفي ختام المؤتمر أعرب المشاركون عن تقديرهم ودعمهم للجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في موضوع الحوار، وأكدوا على أهمية متابعة المبادرة بما يحقق الأهداف التي رسمها خادم الحرمين الشريفين؛ مما يحقق التعاون والاستقرار والسلام بين المجتمعات الإنسانية ؛ على اختلاف ثقافاتها. وشكروا حكومة الاتحاد السويسري على جهودها في إنجاح المؤتمر، وقدر المشاركون جهود وفد المملكة العربية السعودية الدائم في جنيف ومعالي رئيسه على تعاونه مع الرابطة في عقد المؤتمر. كما قدر المشاركون في المؤتمر جهود رابطة العالم الإسلامي في متابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين وتنفيذ مناشطها، مؤكدين على أهمية عقدها لمزيد من المؤتمرات والندوات واللقاءات الحوارية؛ لما لها من أثر إيجابي في إشاعة ثقافة الحوار وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة. هذا وقد ناقشت امس الجلسة الرابعة من مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات وأثرها في إشاعة قيم الإنسانية الذي تنظمه في جنيف رابطة العالم الإسلامي، محور القيم الدينية وأثرها في إصلاح المجتمع. وطرحت في الجلسة ثلاثة بحوث الأول عن مشكلة الفقر العالمية للدكتور روبرت أدغار الأمين العام لمجلس الكنائس الوطنية في أمريكا حيث تناول تجربته التي عاشها في بلده وسعى فيها لخدمة قيم العدل والخير والمساواة وخدمة الإنسانية انطلقت من شعور بالرحمة والمحبة للجميع. والثاني عن الدين ودوره في الإصلاح الخُلقي للدكتور شانتيلا كارامشي سومايا رئيس معهد الدراسات والحوار بين الأديان في الهند أكد فيه أن الأديان قوة تدعو للترابط بين الناس وتجمعهم على حقيقة واحدة هي أن الدين ليس طقوساً بل روح للسلام والمحبة مشيدا بما يحمله الدين الإسلامي من قيم واحترام مشيراً للدور الاجتماعي فيه وكذلك الأخلاق والتسامح. وقال "شكرا لخادم الحرمين الشريفين على هذه المبادرة التي جمعتنا.. وعلينا أن نسير معا لأن العالم أصبح قرية صغيرة فعلينا أن نتعلم العيش معا في تفاهم". والبحث الثالث عن القيم الدينية جسور حضارة وحوار للدكتور مصطفى إبراهيم سيرتش مفتي جمهورية البوسنة والهرسك حيث أوضح أن مبادرة خادم الحرمين لم تأت من فراغ بل هي تلبية لحاجة عالمية تشمل المسلمين وغيرهم مؤكدا ثقته بنجاحها نظرا لما تحظى به من متابعة ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وما توفر لها من أسباب النجاح والقبول والترحيب العالمي وكذلك من خلال التنظيم الجيد من رابطة العالم الإسلامي. وقدم رؤية مستقبلية للحوار تركز على مسؤولية الجميع والاحترام المتبادل والبعد عن الكراهية والجشع والخوف من الآخر وأن نتجه لله ونحقق السلام في قلوبنا ثم عالمنا.وعرض الباحثون خلال الجلسة مقاصد ميثاق الأممالمتحدة التي تدعو إلى بذل الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الدولية، وإيجاد المجتمع الإنساني الأمثل، وتعميق الحوار والتعايش، والتأكيد عليه أسلوباً حضاريا للتعاون. وأشادوا بمبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبالمؤتمرات التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي بشأن الحوار. وأكدوا أن الأديان تزخر بمبادئ التعايش وأن خاتم الأديان وهو الإسلام يدعو إلى التعايش ويؤكد على وحدة البشرية، وأن أصلها واحد، والمساواة بين الناس على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وثقافاتهم، وسلامة الفطرة الإنسانية في أصلها، فالإنسان خلق محبّاً للخير، مبغضاً للشر، يركن إلى العدل، وينفر من الظلم، تقوده الفطرة النقية إلى الرحمة، وتدفع به إلى البحث عن اليقين والإيمان، وأن التنوع الثقافي والحضاري بين الناس آية من آيات الله، وسبب لتقدم الإنسانية وازدهارها، وأن الديانات الإلهية تهدف إلى تحقيق طاعة الناس لخالقهم، وتحقيق السعادة والعدل والأمن والسلام للبشر جميعاً، وتسعى إلى تقوية سبل التفاهم والتعايش بين الشعوب، على الرغم من اختلاف أصولها وألوانها ولغاتها، وتدعو إلى نشر الفضيلة بالحكمة والرفق، وتنبذ التطرف والغلو والإرهاب. وأكدوا أن الإسلام يدعو لاحترام الديانات الإلهية، وحفظ مكانتها، وشجب الإساءة لرموزها، ومكافحة استخدام الدين لإثارة التمييز العنصري. وأكدوا أن السلام والوفاء والمصداقية بالعهود، واحترام خصوصيات الشعوب، هي الأصل في العلاقة بين الناس، وتحقيقها غاية كبرى في الديانات، وفي أي ثقافة إنسانية معتبرة.كما أكدوا أهمية الدين والقيم الفاضلة، ورجوع البشر إلى خالقهم في مكافحة الجرائم والفساد والمخدرات والإرهاب، وتماسك الأسرة وحماية المجتمعات من الانحرافات، وأن الحوار من ضروريات الحياة، ومن أهم وسائل التعارف والتعاون، وتبادل المصالح، والوصول إلى الحق الذي يسهم في سعادة الإنسان. وخلص الباحثون إلى أن دعوات الصراع تتنافى مع دعوات التعايش، وأعربوا عن رفض نظريات حتمية الصراع بين الحضارات والثقافات وحذروا من خطورة الحملات التي تسعى إلى تعميق الخلاف وتقويض السلم والتعايش، مؤكدين أهمية نشر ثقافة التسامح والتفاهم عبر الحوار لتكون إطاراً للعلاقات الدولية من خلال عقد المؤتمرات والندوات وتطوير البرامج الثقافية والتربوية والإعلامية المؤدية إلى ذلك. كما تناولت الجلسة الخامسة من أعمال مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات التي ترأسها فضيلة الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور صالح بن حسين العايد ، محور ( حوار الحضارات في المجتمع الإنساني المعاصر ). و تحدث المشاركون في الجلسة عن "السلام العالمي ودور الحضارات للدكتور وليم بيكر رئيس الهيئة المسيحية الإسلامية للسلام في أمريكا" و"الإسلام وحوار الحضارات" لفضيلة الشيخ فوزي فاضل الزفزاف رئيس لجنة الحوار السابق في جامعة الأزهر في مصر. ودعا المشاركون أمم العالم إلى الاستمرار في الحوار لأنه يساعد على التخلص من الصور المشوهة التي تتكون لدى أحد الأديان نحو الدين الآخر، وأنه من الضروري إيجاد الفرص لنقل الحوار من مستوى القادة الدينيين إلى مستوى العامة. وأبرزوا أهمية تشجيع الدول الغربية على أن تتخلص من الخوف من الإسلام والمسلمين، ودعو المسؤولين عن مناهج الدراسة في البلدان الغربية إلى تصحيح الأخطاء الواردة عن الإسلام في المناهج الدراسية الأمر الذي يسهم في نجاح نظرية ضرورة الحوار بدلاً من الصراع بين الأديان السماوية والحضارات المختلفة. وعبروا عن الأمل بأن تزول نظرية الغرب بصراع الحضارات، لافتين النظر إلى أن هناك مؤشرات إيجابية كثيرة في انتصار نظرية حوار الحضارات وخاصة بعد تغير رؤية أمريكا في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وبداية صفحة جديدة بين العالم الإسلامي وأمريكا. ونوهوا بالقيمة العالمية العالية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الذي استن سنة عالمية حميدة لتأكيد وسطية الإسلام وسماحة الإسلام مع الآخر واعتدال الإسلام مع الآخر، بأن دعا إلى الحوار مع أتباع الديانات السماوية الثلاثة وأتباع العقائد غير السماوية لإيجاد مناخ عالمي جديد وثقافة عالمية جديدة تدعو إلى حوار الحضارات؛ بدلاً مما تدعو إليه أمريكا والغرب من نظرية صراع الحضارات. وأشاروا إلى أن انتقال الحوار بين الحضارات المختلفة الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين إلى أروقة الأممالمتحدة يعني أن يكون الحوار ملزماً بما به من توصيات بصدور وثيقة دولية مقننة. وبين الباحثون في الجلسة أن الفكر الإسلامي يقوم على مبدأ التعايش بين الحضارات، ويرفض دعوى الصراع بينها واستعلاء بعضها على البعض الآخر، بمحاولة فرض لنموذج معين على الحضارات الأخرى ، ولتحقيق هذه الغاية من الحوار أكدوا على ضرورة مراعاة التخلي عن نظرة الاستعلاء والتخلي عن أطماع الهيمنة الثقافية والتركيز على القواسم المشتركة ونبذ العنف. وأعربوا عن الأمل في أن يسعى العالم لإيجاد ثقافة عالمية جديدة، وهي ثقافة حوار الحضارات، التي تعد الغرض الأساسي مما تعقده رابطة العالم الإسلامي من مؤتمرات وتقديم برامج بديلة عن صراع الحضارات، طبقاً لمبادئ الإسلام والنظرية الإسلامية في حوار الحضارات. وأشاد الباحثون بالمملكة العربية السعودية التي ترعى المؤتمرات التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي والتي تدعو أن يكون حوار الحضارات على أساس الحق في الاختلاف واحترام قيمة الاختلاف، وأن يكون حوار الحضارات على أساس الثقة والاحترام المتبادل بين الطرفين.