جرت العادة في شهر رمضان المبارك أن تتفنن الأسر السعودية في إعداد وإتقان أشهى وألذ المأكولات الشعبية التي توارثتها عبر الأجيال،وكان المواطنون وأسرهم وأقاربهم وجيرانهم في السابق يتسابقون في إهداء بعضهم البعض مما صنعوا في منازلهم كل بحسب عادته ؛ وقالوا كنا في الماضي وإلى وقت قريب إذا طرق الباب قبيل آذان المغرب لا نستغرب أن يكون ذلك الطبق الرمضاني مما تعودنا عليه مثل الجريش والقرصان والعريكة والمراصيع وغيرها من الأكلات الشعبية التي اشتهرت بها مناطق المملكة ، أما في الوقت الراهن فنحن على موعد مع أطباق المعجنات والحلويات العربية والعالمية كالبيتزا الإيطالية والكنافة الشامية وغيرها مما تشابه لونه وتغير طعمه ولا تجد الأسر حرجا في ذلك ؛ بل نستغرب إن لم تكن تلك الأصناف من الإنتاج المحلي للمنازل ، فلقد طغت العولمة على حياتنا اليومية ومعيشتنا وأصبحت تلك الحلويات والمعجنات هي مما يصنع الأسر السعودية في الوقت الحاضر. ولعل الشيء المثير في أن المعجنات ساهمت في توجيه فتيات هذا الجيل نحو المطبخ وجعلتهن يتسابقن في صنع كل جديد يطرأ وتقديمه لصديقاتهن ويتباهن بذلك ، ودعت بعض الشباب العاطلين عن العمل على الإقبال بالعمل في محال إنتاج وبيع المعجنات في بعض مدن المملكة.