وافق مجلس المديرين التنفيذيين في اجتماعه أمس، برئاسة معالي رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر، على تمويل بقيمة 575.63 مليون دولار أمريكي لتعزيز التعليم والطاقة والترابط الإقليمي والدولي, إضافة إلى إيجاد فرص العمل والأمن الغذائي في أفريقيا وآسيا الوسطى، للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتماشى مع خطط التنمية الوطنية وأولويات البلدان الأعضاء المستفيدة. وتضمنت المشاريع الموافق عليها، تمويل مشروعين للطاقة والاتصال في جمهورية غينيا؛ ومشروعين للتعليم في جمهورية قيرغيزستان وجمهورية أوزبكستان؛ ومشروع لربط النقل في جمهورية كازاخستان؛ ومشروع للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في مجال الأغذية الزراعية في جمهورية تونس؛ ومشروع كهربة الريف في جمهورية بنين. وبيّن الدكتور الجاسر أن هذه الموافقات التمويلية تمثل علامة فارقة في تاريخ البنك بتجاوز الموافقات الإنمائية السنوية 5 مليارات دولار أمريكي، وهو ما يشكل إنجاز شهادة على التزامنا المستمر بخدمة الدول الأعضاء والإسهام في خططها وأولوياتها الوطنية لتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. وأشار إلى أن الموافقات تشمل مشروع بناء ممر طريق " غينيا-السنغال " الذي سيحصل على تمويل بقيمة 140 مليون يورو من البنك، لتعزيز اتصال غينيابالسنغال، وسيعمل المشروع على تعزيز سبل العيش من خلال تسهيل الوصول الفعال إلى الأسواق والخدمات، وتحسين الطرق، وخفض تكاليف النقل، وتعزيز الزراعة، ورفع مستوى التكامل الاقتصادي الإقليمي في جميع أنحاء غرب أفريقيا. إلى جانب ذلك, وافق البنك الإسلامي للتنمية على تمويل بقيمة 80 مليون دولار أمريكي لبناء محطة طاقة حرارية بقدرة 40 ميجاوات في كانكان، ثاني أكبر مدينة في غينيا، بهدف توسيع شبكة توزيع الكهرباء لتحسين حياة الناس من خلال تحسين استقرار وموثوقية إمدادات الكهرباء. وفي جمهورية أوزبكستان، سيقدم البنك الإسلامي للتنمية 160.25 مليون دولار أمريكي مساهمة مشتركة في تمويل مشروع التعليم الذكي المشترك بين البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية والشراكة العالمية من أجل التعليم بقيمة 220.25 مليون دولار أمريكي. ومن المقرر أن يعمل المشروع الممول بشكل مشترك على تعزيز جودة وكفاءة قطاع التعليم في البلاد من خلال توسيع البنية الأساسية للمدارس وتلبية الاحتياجات التعليمية الجيدة ذات الصلة, وسوف يستوعب المشروع 620 ألف طفل إضافي في سن ما قبل المدرسة, بالإضافة إلى 1.2 مليون طفل في سن الدراسة من خلال بناء 58 مدرسة صديقة للطلاب تضم 2431 فصلًا دراسيًا على أحدث طراز. ويستهدف مشروع مماثل للتعليم الذكي مشترك بين البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية والشراكة العالمية للتعليم تحسين فرص الحصول على فرص التعلم الشاملة وتحسين جودتها لجميع الأطفال في قرغيزستان، إذ ارتفع عدد الطلاب في المدارس في البلاد بنسبة 15 % في السنوات الخمس الماضية، مما استلزم استثمارات كبيرة في البنية التحتية التعليمية والإصلاحات. ويشكل الموافقة على التمويل للمشروع بقيمة 10.25 ملايين دولار أمريكي جزءًا من مشروع مشترك بقيمة 76.31 مليون دولار أمريكي مع الشراكة العالمية للتعليم, الذي سيوفر للفتيات والفتيان فرصًا متساوية للوصول إلى فرص التعلم القائمة على الكفاءة التي من شأنها إعدادهم لمتطلبات سوق العمل المتطورة. ووافق البنك الإسلامي على مساهمة قدرها 48.04 مليون يورو من البنك الإسلامي للتنمية مشروع دعم الشباب والنساء في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال في تونس، التي سيخلق من خلالها المشروع فرص عمل للشباب والفتيات من خلال توفير خط تمويل مختلط, ويسعى إلى تحسين الوصول إلى التمويل بأسعار معقولة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وخاصة في أنظمة الأغذية الزراعية، التي تُعد حيوية لتوفير الأمن الغذائي وتخفيف حدة الفقر. ومن المقرر أن يسهم تمويل آخر بقيمة 85 مليون دولار أمريكي من البنك الإسلامي للتنمية في تيسير إنشاء مشروع طريق كيزيلوردا الالتفافي في جمهورية كازاخستان، وبمجرد تشغيله، سيعمل الطريق الالتفافي رباعي الاتجاهات على تسهيل حركة المرور الحضرية والدولية في مدينة كيزيلوردا وما حولها، وتحسين خدمات النقل لنحو 350 ألف شخص، وتحسين سلامة المرور على الطرق بنسبة 50 %، وتقليص وقت السفر بنسبة 40 %، وزيادة متوسط السرعة بنسبة 30 %. وفي بنين، سيساهم تمويل بقيمة 32 مليون يورو الذي وافق عليه مجلس إدارة البنك الإسلامي للتنمية لمشروع كهربة المناطق الريفية في تحقيق أهداف البلاد في زيادة فرص الحصول على خدمات الطاقة الحديثة، وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة، وزيادة كفاءة الطاقة، وتحسين خدمات المعرفة, ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى زيادة معدل الوصول إلى الكهرباء على المستوى الوطني بنسبة 6 % وتحسين فرص الوصول إلى الطاقة الريفية بنسبة 14.5 % من خلال خدمة 9200 أسرة أو ما يقرب من 49 ألف مواطن في البلاد. وتؤكد هذه الموافقات رؤية البنك الإسلامي للتنمية والتزامه بتسخير المزيد من الموارد وإقامة شراكات إستراتيجية للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لدوله الأعضاء.