يُعتبر الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) أحد الفيروسات الشائعة التي تُصيب الجهاز التنفسي، حيث يُسبب التهابات في الرئتين والمجاري التنفسية، ويظهر غالبًا في فصل الشتاء. ويشير الدكتور عادل الحربي، بروفيسور واستشاري طب الأطفال والأمراض الصدرية وطب النوم ورئيس جمعية صدر الأطفال، إلى أن هذا الفيروس يؤثر على جميع الفئات العمرية، مع زيادة خطر الإصابة بين بعض الفئات مثل الرضع والأطفال الصغار، خصوصاً في سنتهم الأولى، والأطفال الخُدّج، وأولئك الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة مثل خلل التنسج القصبي الرئوي أو أمراض قلبية خلقية. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الفئات المعرضة للخطر كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، والمصابين بأمراض مزمنة كأمراض الرئة أو القلب، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، سواء بسبب أمراض مزمنة، أدوية مثبطة للمناعة، أو العلاجات الكيميائية وزراعة الأعضاء. تظهر أعراض الفيروس المخلوي التنفسي غالباً على شكل سيلان الأنف، انخفاض الشهية، السعال، العطس، الحمى، والأزيز، وقد تتطور إلى أعراض أشد شبيهة بنزلات البرد. للوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي، تُوصى مجموعة من العادات الصحية التي تسهم في تقليل خطر العدوى، مثل غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب لمس العينين والأنف، وتغطية الفم عند السعال أو العطس. يُنصح أيضًا بتطعيم الأطفال ضد الفيروسات، والامتناع عن التدخين داخل المنزل أو السيارة، حيث يزيد دخان التبغ من خطر الإصابة بالعدوى لدى الأطفال. من الضروري أيضًا تعزيز صحة الأطفال من خلال التغذية السليمة، النوم الكافي، وتهوية المنازل بانتظام. رغم عدم توفر علاج محدد يقضي تماماً على الفيروس، يتم التركيز على تخفيف الأعراض باستخدام أدوية مخففة للسعال أو الحمى. في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر دخول المرضى، خاصة الأطفال الصغار وكبار السن، إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب. في المملكة العربية السعودية، يُشكل الفيروس المخلوي التنفسي تحدياً على النظام الصحي، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تزداد أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية، مما يزيد الضغط على وحدات العناية المركزة للأطفال نتيجة المضاعفات التنفسية الخطيرة. لمواجهة هذه التحديات، تتخذ المملكة إجراءات احترازية تتضمن حملات التوعية الصحية لتثقيف الجمهور حول الوقاية من خلال تجنب الأماكن المزدحمة، غسل اليدين بانتظام، وتعزيز بروتوكولات الوقاية داخل المؤسسات الصحية من خلال عزل المرضى المصابين وتعقيم المعدات الطبية بشكل دوري. توفر المملكة اللقاحات المجانية المضادة للفيروس لكبار السن فوق 60 عامًا، وتسعى لتعزيز التعاون الدولي مع المنظمات الصحية لتبادل الخبرات والمعلومات حول مكافحة الفيروس. تهدف هذه الجهود إلى تقليل تأثيرات الفيروس على الصحة العامة والنظام الصحي، وتحقيق الوقاية الشاملة.