حذر د. محمد المقبل استشاري طب وطوارئ الأطفال، من سوء استخدام المضادات الحيوية التي تعتبر سلاحاً ذو حدين، ينفع في محله وقد يضر في غير محله وفيه إفراط وتفريط عند الأطباء وحتى المرضى... مشيراً إلى أن أغلب الالتهابات التنفسية التي تصيب الأطفال هي التهابات فيروسية لا تحتاج لمضادات حيوية، وللأسف كثير من الأطباء يصفونها لمرضاهم، وهذا قد يسبب زيادة مقاومة البكتيريا، مما يعطل عمل المضادات حال احتاج لها المريض مستقبلاً، ناهيك عن مضاعفات الدواء نفسه.. لذلك القرار يعتمد على وجود حاجة وداعي بناءً على الفحص السريري أو بعض المؤشرات في الفحوصات المخبرية التي يعرفها الطبيب الحاذق؛ وشرح طبيعة المرض ومسبباته والعلاج ومدة الشفاء المتوقعة يساعد كثيرا في تقبل واقتناع الأهل بقرار الطبيب. وكشف د.المقبل، أن حالات معينة كالأطفال الخدج وناقصي المناعة، والمصابين بأمراض الرئة المزمنة، قد يقرر لها الطبيب المختص علاجاً بيولوجياً بالإبر للوقاية من الفيروس المخلوي، ناصحاً الجميع، خاصة أولياء الأمور بالحرص على تطعيم أطفالهم بداية من عمر 6 أشهر ضد الإنفلونزا الموسمية، حيث يعد هذا الإجراء من أهم عناصر الوقاية من العدوى الفيروسية، إضافة لغسل اليدين؛ لأن بعض الفيروسات – كما تنتقل بالرذاذ – فإنها تنتقل عن طريق اللمس مسببة العدوى الفيروسية ومنهاالإصابة بالفيروس المخلوي(RSV) المسؤول عن التهاب الشعيبات الهوائية لدى الرضع والذي تزداد الإصابه به أوقات الخريف والشتاء ، داعياً الجميع للالتزام بآداب تغطية الفم والأنف عند الحكة والعطس، مع تجنب مخالطة المصابين كباراً وصغاراً، مع الاهتمام بالرضاعة الطبيعية؛ لكونها تعطي مناعة ضد الجراثيم أو تخفف من حدتها... وعن الفرق بين الالتهابات الشُعَبية وحساسية الصدر، أفاد د. المقبل بأن الأول فيروسي والثاني تحسسي ويختلفان في نوع الالتهابات وانقباض عضلات الشعب الهوائية وبالتالي تختلف طريقة العلاج ، ولكن الاثنين يتشابهان في الأعراض، وقد يصعب التفريق بينهما، لأن الفيروسات تثير الحساسية لدى بعض الأطفال ويتطلب من الطبيب مراجعة التاريخ المرضي والوراثي والكشف السريري الدقيق للوصول الى التشخيص الصحيح وبالتالي العلاج المناسب. د. محمد المقبل