تبذل المملكة العربية السعودية جهود جبارة في التوعية للوقاية من مرض التنفس المخلوي. والذي يعرف باسم "متلازمة التنفس المخلوي"، وهو حالة تؤثر على الجهاز التنفسي. وتعتبر التوعية بشأنه أمرًا ضروريًا للحد من انتشاره وآثاره. وتركزت جهود المملكة في التوعية حول هذا المرض، من خلال الحملات التوعوية، حيث أطلقت وزارة الصحة حملات توعوية شاملة تتضمن نشر المعلومات عن أعراض هذا المرض، وطرق الوقاية منه وسبل العلاج. كما تشمل هذه الحملات توزيع المنشورات، والمواد الإعلامية، والعروض التفاعلية للتعريف به والوقاية منه كما عملت الوزارة على التعاون مع العديد المؤسسات الصحية، والمستشفيات والمراكز الصحية لتقديم ورش عمل وندوات تثقيفية للكوادر الطبية والمواطنين، ما يساعد في نشر الوعي حول المرض وأهمية الكشف المبكر عنه كما استخدمت الوزارة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لنشر رسائل توعوية حول المرض. كما تم استخدام منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى شريحة واسعة من المجتمع. إضافة للتعاون مع مؤسسات المجتمع للتعريف بالمرض لزيادة الوعي منذ سن مبكرة، ما يسهم في تعزيز الفهم العام حول هذا المرض. كما أقامت وزارة الصحة الفعاليات الصحية، التي تشمل الفحوصات المجانية، والمشاركة. وتحرص الوزارة على المشاركة بالأيام الصحية العالمية، مثل الأيام العالمية التي لها علاقة مباشرة بالمرض وتوفير الموارد الطبية والأدوية والعلاجات المناسبة للمرض، والتأكد من توافرها في المرافق الصحية، مع توعية المرضى بكيفية استخدامها. وتزامناً مع «اليوم العالمي لكبار السن»، كان لي فرصة المشاركة في المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقدته شركة «جي إس كي» على مدى يومين في مدينة وافر (قلب إنتاج اللقاحات في العالم) في بلجيكا، والذي ألقى الضوء على دور اللقاحات الهام وكيفية إنتاج اللقاح المناسب للمرض والدراسات الطبية التي تتم عليه للتأكد من فعاليته وسلامته. وكذلك تطرق المؤتمر إلى توضيح خصائص الفئة العمرية لكبار السن، وأهمها ضعف الجهاز المناعي؛ مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وبوجه خاص المعدية، وطرق الوقاية منها. "تعريف المرض" وبعد الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) فيروس شائع معد يسبب عادة أعراضاً خفيفة في البالغين 60 عاما فأكبر والبالغين المصابين بمشكلات مرضية مزمنة، ويمكن أن يسبب (RSV) عدوى شديدة. حتى لأفضل الخطط ترتيباً، وقد يتسبب (RSV) في تعطيلها وربما لم نسمع به قبل الآن ، إلا أن (RSV) ليس فيروساً جديداً، وقد يسبب مضاعفات إذا كان عمر المصاب 60عاماً أو أكثر ولديه أمراضاً مزمنة. وفيروس التنفسي المخلوي فيروس شائع يصيب الجهاز التنفسي، ويسبب عادة أعراضًا تشبه أعراض الإصابة بنزلات البرد، حيث يتعافى معظم الأشخاص منه خلال أسبوع أو أسبوعين، ولكن هذا الفيروس يمكن أن يكون خطيرًا لدى البعض، حيث يمكن أن يسبب التهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى تفاقم الأمراض المزمنة (مثل: الربو وقصور القلب الاحتقاني)، ويمكن كذلك أن يؤثر على صحة القلب. والفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الفيروس: هم المواليد وكبار السن فهما أكثر الفئات المُعَرَّضة للإصابة بمضاعفات الفيروس التنفسي المخلوي، والتي تؤدي إلى الحاجة إلى التنويم في المستشفى. "يصيب الأطفال" ويعد "الفيروس المخلوي التنفسي" (Respiratory Syncytial Virus, RSV) هو المسبب المهم لالتهابات الرئة والوفيات، وهذا المرض شائع جداً لدى الأطفال، لدرجة أن جميعهم يُصاب به قبل سن الخامسة، إلا أن الإصابة بهذا الفيروس وتأثيره في البالغين غير معروف لدى كثيرين. وتحدث الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي مثل غيره من الفيروسات التنفسية عبر الرذاذ الصادر من السعال والعطاس عند مخالطة شخص مصاب عن قرب أو لمس أسطح ملوثة بإفرازات شخص مصاب، ثم ملامسة العين أو الفم أو الأنف. وينقل الشخص المصاب العدوى إلى غيره في الأيام الأولى من إصابته بالفيروس (3 - 8 أيام)، وقد تمتد المدة في كبار السن أو ذوي المناعة الضعيفة إلى أكثر من ذلك. وقد تكون مصدر العدوى في البيت يصاب بها عادة الأطفال تحت سن الخامسة من العمر. وخصوصاً الأطفال الرُّضع في السنة الأولى من أعمارهم وبالذات الخدج. ويتسبّب كذلك في أعراض الجهاز التنفسي العلوي الخفيفة، مثل: الاحتقان، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق عند الأطفال بعد السنة الأولى والمواليد كذلك تكون الإصابة بعدوى الفيروس للمرة الأولى وقد تسبب التهاب الشعب الهوائية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة. أما كبار السن ممن أعمارهم (60 سنة فأعلى): فيعد الفيروس التنفسي المخلوي من أكثر مسببات أمراض الجهاز التنفسي السفلي شيوعًا لدى هذه الفئة (أي يصل إلى الرئتين)، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية، ما يهدد الحياة. وتزداد خطورة الفيروس لدى البالغين المصابين بأمراض الرئة المزمنة، والأطفال والمصابين بنقص المناعة. "طرق الوقاية" وتظهر جهود المملكة العربية السعودية في التوعية بمرض التنفس المخلوي التزامها بتحسين الصحة العامة وتعزيز الوعي حول الأمراض التنفسية. من خلال هذه الجهود، وتأمل المملكة في تقليل معدلات الإصابة وتحسين جودة الحياة للمصابين. وتكمن الأهداف الاستراتيجية لوزارة الصحة ضد هذا المرض في تعزيز الحياة الصحية، وتطوير السياسات المتعلقة بالمقومات الأساسية للصحة العامة، والارتقاء بنمط الحياة الصحية، والصحة الوقائية، والتعزيز والتثقيف. وتكمن طرق الوقاية من الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي الذي يعد كأي مرض من الأمراض التنفسية الأخرى، وذلك عن طريق: تغطية الأنف والفم عند العطاس. غسل اليدين بشكل منتظم واستخدام معقم اليدين. تجنب مخالطة المصابين بالفيروس. الابتعاد عن التجمعات عند اشتباه الإصابة بالمرض. أخذ لقاح الفيروس التنفسي المخلوي للفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفاته (مثل كبار السن). ويحتوي لقاح الفيروس التنفسي المخلوي على جزء من الفيروس، والذي يعمل على تعريف الجهاز المناعي بالفيروس لتحفيز مناعة الجسم على الاستجابة له عند الإصابة به لاحقًا، وعند الأطفال وكبار السن يعمل اللقاح على منع الإصابة بالحالات الشديدة. وكيفية جرعات اللقاح، يتم إعطاء جرعة واحدة من لقاح الفيروس التنفسي المخلوي، حيث توفر الوقاية لمدة سنتين على الأقل في الحالات الطبيعية للفيروس. وتحدد وزارة الصحة وقت الحصول على اللقاح، ولابد من المبادرة بأخذ اللقاح. وقد أتاحت الوزارة الحجز للمواعيد عبر تطبيق "صحتي"، والتوجه إلى أقرب مركز صحي لأخذ اللقاح. كما أن اللقاح يناسب الذين أصيبوا بالفيروس مسبقًا؛ ليحميهم من الإصابة لاحقًا به، ويمكن أخذ اللقاح في أي وقت بعد التعافي من الفيروس التنفسي المخلوي، ولكن يجب الانتظار في حال كان الشخص مصابًا بأي أعراض مرضية أخرى، وانتظار التعافي التام قبل أخذ اللقاح. وخلال مناقشة د/ أليسا تورياني، مدير الشئون الطبية بمقر شركة جي إس كي العالمي، أثناء المؤتمر، عن فيروس التنفسي المخلوي أكدت على أنه يجب العمل بجد لمواجهة ذلك الفيروس من خلال عدة خطوات، تشمل الحفاظ على نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وضمان اتباع نظام غذائي متوازن ومغذٍ، وإعطاء الأولوية للنوم الكافي، والمشاركة في أنشطة محفزة عقلياً، وأضافت بأن اللقاحات تلعب دورا هاما وفعالا في في الحد من الإصابة بالمرض. "مجانية اللقاح" وقد بدأت وزارة الصحة بالمملكة بتوفير اللقاح الخاص بالفيروس التنفسي المخلوي" RSV" لجميع الذين تصل أعمارهم 60 عاماً أو أكثر في السعودية مجاناً. محذرة الوزارة من أن الفيروس التنفسي المخلوي يعد سبباً مهماً لالتهابات الجهاز التنفسي، كما يضاعف حدوث احتمالات الجلطات القلبية بشكل ملحوظ، وفي الوقت نفسه دعت إلى ضرورة التواصل مع طبيب الأسرة عبر تطبيق "صحتي" للحصول على اللقاح الذي بات متوفراً في المملكة. وقد باتت المملكة خامس دولة تدرج اللقاح الخاص في الفيروس التنفسي المخلوي RSV للذين تصل أعمارهم الستين وأكثر. وقد يتساءل من يهمهم هذا الأمر لمن يُعطى اللقاح؟ فقد نبهت وزارة الصحة أن اللقاح يعطى لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة، خاصةً الفئات التالية: المصابون بضعف في جهاز المناعة، سواء بسبب مرض (مثل: سرطان الدم أو فيروس نقص المناعة)، أو بسبب استخدام بعض الأدوية (مثل: أدوية علاج السرطان أو التبرع بالأعضاء). المصابون بالأمراض المزمنة (مثل: أمراض القلب أو الرئة). الذين يعيشون في دور رعاية المسنين. وعن الأعراض الجانبية للقاح الفيروس التنفسي المخلوي فهو يصيب الأشخاص بأعراض جانبية بسيطة بعد أخذ اللقاح، وهي تشبه أعراض التطعيمات الأخرى، وتشمل ما يلي: ألم، احمرار، انتفاخ في مكان الحقنة.إعياء، حمى، صداع، غثيان، إسهال، ألم في العضلات والمفاصل. واللقاحات لا تصيب بالمرض، وأي ألم أو حمى تمثل استجابة طبيعية من الجهاز المناعي بعد الحصول على اللقاح. وبالنسبة للبالغين والأطفال الأصحاء الأكبر سنًا، فإن أعراض الفيروس المخلوي التنفسي تكون خفيفة، وعادة تشبه أعراض الزكام،عادةً ما تكون تدابير الرعاية الذاتية هي كل ما يلزم لتخفيف الشعور بالمرض. كما أن الوزارة أيضاً ستجيز حسب "لقاحا جديدا" مصمما لحماية الأطفال المواليد في الستة أشهر الأولى من حياتهم. وتعزز هذه الخطوات الصحية المتراكمة التي بادرت المملكة في اتخاذها إلى إطالة عمر مواطنيها لتتجاوز المستهدف بإذن الله الذي أقرته بالوصول إلى معدل أعمار المواطنين ل 80 عاماً عند عام تحقيق الرؤية 2030.