يعدّ الاحتراق النفسي ناتجًا بسبب حالات من الإرهاق العاطفي والجسدي بسبب الضغوط المستمرة والمزمنة، وغالباً ما ترتبط هذه الضغوط بالعمل، أو الحياة اليومية. ويعاني الأفراد الذين يواجهون الاحتراق النفسي، من شعور بالاستنزاف، وفقدان الحماس، ممّا يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية. تتعدّد أسباب الاحتراق النفسي، ومن أبرز هذه العوامل: الضغط المستمر في العمل، سواء كان ذلك بسبب عبء العمل الزائد، أو عدم التقدير من قبل الزملاء، أو الإدارة، كما أن عدم التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، يمكن أن يسهم في تفاقم هذه الحالة، بالإضافة إلى ذلك قد تلعب العوامل الشخصية مثل الكمالية، أو صعوبة التعامل مع الضغوط، دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بالاحتراق النفسي. تتجلَّى آثار الاحتراق النفسي في جوانب متعددة من حياة الفرد، وعلى المستوى النفسي، يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق، ممّا يؤثر على جودة الحياة بشكل عام. أمّاعلى المستوى الجسدي، فقد تظهر أعراض مثل التعب المزمن، و الصداع، واضطرابات النوم، كما يمكن أن يؤثر الاحتراق النفسي على العلاقات الاجتماعية، حيث يميل الأفراد إلى الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها للتخلص من هذا الاحتراق ومن المهم أن يتعلم الأفراد كيفية إدارة وقتهم بشكل فعَّال، وتحديد الأولويات في العمل والحياة الشخصية، كما يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا، في تقليل مستويات التوتر، بالإضافة إلى ذلك، من الضروري البحث عن الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة، حيث يمكن أن يكون الحديث عن المشاعر والتجارب، مفيدًا في تخّفيف الضغوط. يعدّ الاحتراق النفسي، ظاهرة شائعة في عالمنا المعاصر، ويجب أن نكون واعين لأسبابه وآثاره من خلال التعرف على علامات الاحتراق النفسي، واتباع استراتيجيات فعَّالة للتعامل معه، يمكننا تحّسين جودة حياتنا، والعودة إلى حالة من التوازن، والراحة النفسية، وعدم السماح لفترات الضغوط، بمحو وتدّمير كل ما هو دافع للأمل في ذواتنا.