يعد الاحتراق الوظيفي ظاهرة شائعة بين العاملين، خاصة في بيئات العمل التي تتطلب مجهودًا كبيرًا على مدار فترات طويلة. تشير المستشارة في التطوير التنظيمي نادية السويلم إلى أن السبب الرئيسي للاحتراق الوظيفي هو التوتر المزمن الناتج عن ضغط العمل المتواصل دون فترات راحة كافية. يتعرض العاملون لضغوط مهنية زائدة، تتنوع بين مواعيد التسليم الضيقة، وتعدد المهام، وغياب الدعم النفسي من قِبل الإدارات، ما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية والشعور بالإنهاك العاطفي والجسدي. تضيف السويلم أن أعراض الاحتراق الوظيفي تتراوح بين فقدان الحماس للعمل، والشعور بالانفصال العاطفي تجاه المهام المهنية، وانخفاض الطاقة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى تراجع القدرة على اتخاذ القرارات. وتؤكد أن تفاقم هذه الأعراض دون تدخل يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية خطيرة مثل الاكتئاب والقلق، مما يتطلب إعادة النظر في هيكلة العمل والحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. أما عن طرق العلاج، فتشير السويلم إلى ضرورة اتباع خطوات متعددة للتعامل مع الاحتراق الوظيفي. أولاً، ينصح العاملون بتخصيص أوقات منتظمة للراحة والاستجمام بعيداً عن ضغوط العمل. ثانياً، يجب تعزيز التواصل الفعّال مع المدراء وزملاء العمل لطلب الدعم عند الحاجة وتوضيح المشاكل التي يواجهها الموظف. ثالثاً، يمكن التفكير في تعديل ساعات العمل أو المهام لتقليل الضغط اليومي. وأخيراً، تُشجع السويلم على أهمية ممارسة الأنشطة التي تساعد في تخفيف التوتر، مثل الرياضة أو التأمل، لتعزيز الصحة النفسية والعودة إلى العمل بحماس جديد.