نادي الشباب: فهد المولد تعرض لحادث سقوط في منزله الخاص بدبي    وزير الخارجية ونظيره الإسباني يناقشان أوضاع غزة وخطوات تنفيذ حل الدولتين    برئاسة وزير الخارجية.. وفد «القمة العربية الإسلامية» يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا التطورات في غزة    السجن 10 سنوات لمدير الأمن العام السابق بعد إدانته بالرشوة والاختلاس    "ذا سفير" لاس فيغاس يستضيف نزال "Riyadh Season Noche UFC ".. غداً    تركي آل الشيخ يتصدر قائمة «الأكثر تأثيراً» في الملاكمة والفنون القتالية    روسيا تطرد 6 دبلوماسيين بريطانيين.. هل تقطع موسكو العلاقات مع لندن ؟    الرائدة التشكيلية "صفية بن زقر" في ذمة الله    أسهم التعدين تدفع المؤشر البريطاني للصعود    خطيب المسجد النبوي: الله تبارك وتعالى خلق بني آدم لأمر عظيم وشأن كبير    الشيخ ياسر الدوسري يبدأ زيارة رسمية لجنوب أفريقيا.. اليوم    إستشاري ل"الرياض": عملية "المرارة" أقل تعقيدًا من عملية "تكميم المعدة"    تشكيل الأهلي المتوقع أمام النصر    ارتفاع أسعار الذهب لأعلى مستوى على الإطلاق    هطول أمطار رعدية على جازان وعسير والباحة ومكة    موعد مباراة النصر والأهلي.. والقناة الناقلة    "لينا" تنير منزل الاخصائي بسام القاسم    محاولات لردع التدخل الأجنبي في الانتخابات    كوريا الشمالية تكشف عن منشأة لتخصيب اليورانيوم    إيطاليا تسجل إصابتين محليتين بحمى الضنك    قطر تدين اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي منطقة الأغوار الفلسطينية    المملكة تشارك العالم العربي الاحتفال ب "اليوم العربي للأرصاد الجوية"    "الأرصاد": أمطار خفيفة على منطقة المدينة المنورة    الاجتماع الدوري السابع لمشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية .. الأحد المقبل    مثقفات جديرات بنفض الرتابة عن عباءة الفعاليات    ترمب - هاريس.. غابت الضربة القاضية    دعوها فإنها منتنة    مواسم السياحة.. مدّت الأعمار !    الروائي طاهر الزهراني: توقفتُ عن الدفع للناشرين    إعلانات مخادعة!    الشوكولاتة الداكنة حاجز وقائي ضد تطور مرض السكري    بسبب كورونا.. أدمغة المراهقين أكبر 4 سنوات من عمرهم !    المخلافي: بدعم سعودي تعز تدشن مرحلة جديدة من الاستقرار والتحسن في الخدمات    النشر الاستراتيجي العالمي يعلن عن تجاوز إجمالي المبيعات التراكمية لعلامتي جايكو و أومودا 300,000 وحدة    كيف تغطيه وهو هويتها ؟!    الأشرفُ نسباً الأزكى خُلقاً    الحاجة لبرامج تقدم المفتيات للمجتمع    طائرات موسم الرياض تواصل رحلتها «البرية»    يزن الأهلي.. قوة ناعمة    من يقف خلف «حياة الماعز» ؟!    «حرس الحدود» ينقذ مقيمًا ومواطنًا تعطلت واسطتهما البحرية بجدة    مسؤولية الدولة والقطاع الخاص عن أنشطتهما الفضائية    سعد العبيد.. ألوان خالدة وذاكرة لا تنطفئ    مها العتيبي: لوحاتي بدهن العود تعبر عن هويتي وقيمي العربية    سياحة في أحضان الطبيعة    خلال وقوف سموه ميدانيا على أعمال مركز القيادة والتحكم بالمنطقة    المدخلي بجائزة تجميد للشعر الفصيح إلى جازان وابن العلا المركز الأول في النبطي    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على سجدي الهيضل    هيئة الطرق: كود الطرق السعودي يضع معايير موحدة لمعابر الحيوانات البرية والجمال    الأمير عبدالعزيز بن سعود يزور قوة الأمن الداخلي (لخويا) بالدحيل    السعودية تدين وتستنكر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية لمدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين بغزة    انطلاق أعمال اليوم الأخير من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي GAIN 2024    نجوم المسرح الخليجي يتحدثون عن بداياتهم وتطلعاتهم للمسرح في مهرجان المسرح الخليجي    برعاية وزير الداخلية.. «مكافحة المخدرات» تحتفي بتخريج 728 فرداً من الدورة التأهيلية ال 24 للفرد الأساسي    خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزيرة المشتريات الدفاعية البريطانية    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على لولوة السديري    نائب أمير مكة المكرمة يعزي القناوي في والده    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لحم طير
نشر في البلاد يوم 27 - 08 - 2024

اقترح عليّ أحد الجيران شراء ديك رومي من حلقة الخُمرة في جنوب جدة. فسألته: متى؟ فقال: إنه ذاهب إلى هناك بعد يومين. فقلت له: هذه أول تجربة لي في شراء ديك رومي، لكن فضلاً إذا اشتريته، قل للذبّاح يقسمه نصفين، وأنا أدفع نصف القيمة، وعليك النصف الثاني. فوافق.
واستقبل منزلي لأول مرة في حياتي نصف ديك رومي. فنحن مثل أغلب الطبقة المتوسطة نعيش على الدجاج أو السمك وأحيانا لحم غنم أو بقر. وقد وجدت لحم الطير الجديد هذا يستحق شراء رأس كامل. لكن كان طبخه متعباً جداً. فكانت تلك البيعة الأولى والأخيرة.
ميزة هذه القصة، أن جاري قام باختيار الديك الرومي وهو حي، ويروح ويجئ بكامل قواه الاعتبارية والبدنية ويقوقؤ. ثم ذبحه الذباح أمام عيني الجار. إلا أن الرأس لم يكن من نصيبي. فتذكرت قصة تراثية عن بخيل أعطى خادمه ديكاً ليذبحه فجاء باللحم دون الرأس فأخذ البخيل يعدد مزايا الرأس ويسهب في الثناء على العينين والمخ ويتحسر بطريقة مضحكة حتى أنه أثنى على لسان الديك والنغمة الفريدة الطويلة في القوقأة أو الكأكأة التي يغار منها أي مطرب حال سماعهما. ولا أعلم كيف سيعثر هذا البخيل على لسان الديك بعد الشي، إن كان يحب اللحم مشويا، أو السلق، إن كان من محبي اللحم مسلوقاً.
الشاهد أننا كنا فيما مضى من الزمان، نشتري من محلات الدواجن الدجاج حياً، ثم يذبحه العامل أمام أعيننا، وينتظر دقيقتين أو ثلاثا حتى يستصفي الدم كله من الدجاجة، ثم يحملها من رجليها، ويغمسها في ماء ساخن جداً، وهو ماسك بالرجلين مدة دقيقة ثم يرفعها ويرميها في "النتّافة" الكهربائية، التي تنتف ريش الدجاجة، فلا تترك شيئا منه فوق الجلد. وإذا بقي شيء، فإن الذبّاح ينظّف "الذبيحة" تماماً، وبعد ذلك يقطع الدجاجة حسب الطلب، ويسلمها للزبون.
كان ذلك منذ عشرين سنة أو أقل قليلاً. لكن بسبب الشكوى العالمية في ذلك الحين من انفلونزا الدجاج، رأت الجهات المختصة، منع هذه العمليات منعاً باتاً، وصرنا نشتري الدجاج مبرَّداً، لا حياة فيه، من محلات الدواجن، أو من أي بقالة، وانتهى عهد اختيارك دجاجتك بنفسك.
لقد كنا نقف أمام الأقفاص، وضجة القوقأة تملأ أسماعنا، كلما شعرت هذه الطيور بالخطر الآدمي حولها، ونمدّ أيدينا فنمسك الدجاجة المطلوبة، وهي تحاول الفرار داخل القفص، ثم نسلمها للعامل كي يتولى ذبحها وتنظيفها.
لقد كان انفلونزا الدجاج، جاثماً على المجتمعات في معظم أقطار العالم مدة سنتين أو ثلاث سنوات. وقد مرت بضع عشرة سنة منذ أن تخلصنا من مضاعفاته، لكن بقيت آثار الاحتراز منه إلى يومنا هذا. ولعل من المفيد إعادة النظر في السماح بمحلات بيع الدواجن حية وذبحها أمام أعين الزبائن ليأكلوها شهية طازجة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.