على خلفية ألعاب الأولمبياد التي تُقام في باريس، والحكايات التي تناقلها العالم أجمع عن لاعبة التايكوندو السعودية "دنيا ابو طالب"، والملاكمة الجزائرية "إيمان خليف"، وما حققتاه ووصلتا إليه، فإني تذكرت سامية عمر الفتاة الصومالية بطلة رواية "رواية لاتقولي إنكِ خائفة " للكاتب الإيطالي جوزيه كاتوتسيلا، والتي كانت تحلم أن تصبح عداءة وبطلة أولمبية، لكنها لم تصل إليه، فقصة سامية، جعل كل من يقرأ الراوية، في حالة من الحزن الشديد، والذي تضاعف بالنسبة لي خصيصًا، حين بحثت عنها في اليوتوب، ولم أتوقف حتى شعرت بجفاف عيني نتيجة البكاء. لكن سامية ليست وحدها، ذُكرت كامرأة حقيقة في رواية، بل هناك العديد منهن، فرواية "مي ليالي إيزيس كوبيا" للكاتب واسيني الأعرج، استحضر قصة الكاتبة والشاعرة مي زيادة، ذكر فيها ما واجهته مي حين استدرجها ابن عمها جوزيف زيادة، مستغلًا الحزن الذي تمر به بعد وفاة والدتها وحبيبها جبران خليل جبران، وأوقع بها واحتجزها في مستشفى الأمراض العقلية بحجة عدم سلامة عقلها، حيث قضت 7 أشهر حتى حصلت بعدها على حريتها. لكن لا مي ولا سامية، اللائي ذُكرن في روايات الشرق، بل أيضًا جاءت رواية "ما لم تروه ريحانة"، للكاتب أدهم العبودي، والتي تحكي قصة "ريحانة جباري" الفتاة الإيرانية، التي قتلت رجلًا استدرجها، وحاول اغتصابها، فقتلته دفاعًا عن شرفها، حيث قضت 7 سنوات في السجون، حتى حكم عليها بالإعدام. من جانب آخر، بُنيت بعض روايات الغرب على قصص نساء حقيقيات، فقد جاءت رواية "فتيات نيويورك المجنونات"، بقلم مايا رودال، والتي تحدث عن قصة للمراسلة "نيللي بلي"، عندما تحدتها صحيفة "نيويورك وورلد" للتخفي كمريضة في مصحَّة للأمراض العقلية للنساء، حينها قبلت نيللي التحدي، وقررت البقاء لمدة عشرة أيام في المستشفى، بعدها أُصيبت بالجنون، بسبب ما واجهته في المصحة. لكن إن كانت الروايات السابقة تصيبك بالحزن والاكتئاب، فإن رواية "ساحرات الليل" لكاتب القصص المصورة جارث إينيس، والتي ذكر في روايته عن طيارات مجهولات تميزن بجراءتهن، عندما سافرن لصالح الاتحاد السوفييتي، وقدن طائرات قديمة، حاولن فيها التفوق على طياري العدو، ضمن مشاهد مؤثرة وجميلة في الرواية، بالاضافة لرواية "الأخت الأم المحاربة" للكاتبة فانيسا رايلي، والتي تستند على قصة الثورة الهايتية، حين حكت عن امرأتين: "ماري كلير بونور" أول إمبراطورة لهايتي، "وغران تويا"، المحاربة التي ساعدت في قياد الجيش الذي حرَّر الشعب الهاييتي من الاستعباد. ورغم الروايات السابقة التي حددت نساء بقصصهن، فإن مجمل الروايات لاتخلو من ذكر الأم، حتى لو على سبيل الذكرى، أو كعبور بين الأسطر، لذلك تجد أن الأدب يرتكز عليهن، كما وأنهن عامود أساسي للرواية، كلّ الأمنيات لدينا وإيمان بالذهبية فهن بطلات رواية أولمبياد 2024.