تخريج (334) خريجًا من الضباط الجامعيين    300 حديقة تستقبل المتنزهين في مكة    المملكة تفتح آفاقاً تنموية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي    800 مليار ريال قيمة سوق الدين في المملكة    مقترح أميركي لوقف النار في غزة    عبدالعزيز بن سعود يعقد مباحثات رسمية مع وزير الداخلية المصري    "أمانة الشرقية" توقع اتفاقية تعاون مع هيئة المسرح والفنون الأدائية    وزير الثقافة يزور مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ويطلع على أبرز مشاريعه    مشروع "نسك عناية".. مبادرة نوعية لوزارة الحج    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على بعض مناطق المملكة    وصول وزيري خارجية الكويت والبحرين إلى الرياض    الكوليرا تضاعف أعداد القتلى بالسودان    تركي آل الشيخ يدشن الموقع الإلكتروني لجائزة القلم الذهبي    خطة لتدريب وتطوير الكادر الصحفي والإعلامي الخليجي    تعليم الطائف يحتفي باليوم العالمي لمحو الأمية بالعديد من الأنشطة والفعاليات    "سعود بن مشعل" يعلن بدء "التخطيط الزمني لأعمال حج 1446ه    محافظ عنيزة يدشن جائزة تمكين    الاتحاد يتابع الحالة الطبية لعوار بعد الاصابة مع منتخب الجزائر    الأمير سعود بن نهار يتسلَّم شعلة دورة الألعاب السعودية 2024    الاخضر يكثف تحضيراته قبل مواجهة الصين    الانتهاء من تطوير طريق القنفذة - سبت الجارة    أمير حائل ونائبه يعزيان أسرة العبيكة    %47 ارتفاعا بعدد القضايا العمالية المنجزة    منح تجمع نجران الصحي اعتماداً برامجياً جديداً للبورد السعودي    الأمير سعود بن نهار يتوّج الملاّك الفائزين بالكؤوس ال 4    انتخاب الرئيس الجزائري لولاية جديدة    «حرس الحدود» بجازان يحبط تهريب 165 كيلوغراما من القات    وزير الخارجية يستقبل المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة    شروط جديدة تعترض صفقة غزة    أمانة جدة تحبط توزيع 290 كيلوغراماً من السمك الفاسد في نطاق العزيزية    نبيلة أبو الجدايل بعد جائزتي كان وفينيسيا: سنسعى لإنتاج أفلام منافسة من وحي مجتمعنا    رضا المستفيدين بالشرقية يناقش دراسة مأسسة اعماله    «المنظمة العالمية للأرصاد»: تلوث الهواء يهدد حياة 4.5 مليون شخص سنويّاً    "الجوازات" تصدر 23871 قراراً إدارياً بحق مخالفين لأنظمة الإقامة    انخفاض معدل الحضور الذهني من 3 دقائق إلى 40 ثانية بسبب الرقمنة    قطاع ومستشفى تنومة يُنظّم فعالية التوعية بشرب الماء    «هيئة الإحصاء»: نمو الأنشطة غير النفطية في السعودية بمعدل 4.9%    اعتماد مدينة سلطان الإنسانية مركزاً لتدريب زمالة تأهيل الجهاز العصبي    د. البطاطي يكشف ل" الرياض": تشير الدراسات إلى أن هناك 29 حالة سكتة دماغية لكل 100,000 نسمة سنويًا في المملكة    وزارة الثقافة تُكرّم الفائزين بالجوائز الثقافية الوطنية غدا الاثنين    بمشاركة 118 لاعباً و 116 لاعبة .. اختتام المرحلة ال15 من برنامج اكتشاف المواهب    منتخبنا والخلل الفني والإداري    رابطة العالم الإسلامي ومكافحة الطائفية    منازل جاهزة للمبتعثين عند عودتهم !    «العالم الإسلامي»: نُدين قصف إسرائيل لحي الزيتون    «فنتك 24».. السعودية مركز رئيسي للتقنية المالية !    5 فوائد مذهلة لتوت العليق    الحوار    اليابان تتخلص من 10 آلاف نمس    سلامة بحرية    وفاة الأمير عبدالله بن تركي بن عبدالعزيز بن عبدالله بن تركي آل سعود    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف ثلاث مستعمرات تكاثر لنسور "غريفون الأوراسية"    توفير الطعام للأطفال وحده لا يكفي..استشاري: الأهم تناول الطعام بمكوناته الصحية    الشؤون الإسلامية في جازان تطلق مبادرة تطوعية للعناية بكتاب الله في المساجد والجوامع ابتداء من محافظة الداير    الشؤون الإسلامية في جازان تقيم جولة دعوية في محافظة ضمد    الرياض: 900 مخالفة في مشاريع البنية التحتية    السعودية تستضيف المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد الدولي لصون الطبيعة لدول غرب آسيا    ولي العهد يؤدي صلاة الميت على الأميرة لطيفة بنت عبدالعزيز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالوهاب المسيري.. 15
نشر في البلاد يوم 31 - 07 - 2024

وقفت أكثر من خمس ساعات في طابور طويل من الطلاب من جميع الكليات في جامعة الملك سعود في فترة الحذف والإضافة في الأسبوع الأول من بداية العام الدراسي ، محاولاً إضافة مقرر تذوّق القصة القصيرة ، أو كما هو اسمه في اللغة الإنجليزية Appreciating Fiction والذي كان يدرّسه الفيلسوف العربي الكبير عبدالوهاب المسيري.
كان على الطالب في ذلك الوقت استخدام نموذج للحذف والإضافة يوقّعه الطالب يدوياً من مرشده الأكاديمي، ثم يذهب به إلى دهاقنة الحاسب الآلي في صالة القبول والتسجيل لإتمام عملية التعديل على الجدول الدراسي للطالب الذي لم يتمكّن من الحصول على مقاعد في المقررات والشعب التي اختارها أول الأمر لأسباب تتعلّق بامتلائها بالطلاب أو لأي أسباب أكاديمية أخرى.
كان هؤلاء الموظفون البيروقراطيون خلف شاشات الكومبيوتر العملاقة ،يمتلكون سلطات كبيرة ومطلقة في إضافة المقررات وحذفها كما يشاؤون. لم أصدّق أنني كنت أقف أمام أحدهم لأخاطبه عبر نافذة زجاجية بضرورة إضافة هذا المقرر عند الدكتور عبدالوهاب. رفض الموظف إضافة المقرر بحجة أن شعبة الدكتور المسيري ممتلئة، بل إن هناك أسماء تمت إضافتها فوق الحد المتاح ولا سبيل إلى إضافة هذا المقرر، لكنه قال لي أن هناك شعبة أخرى متاحة ولا يوجد بها إلا ثمانية طلاب فقط ويمكن إضافة هذا المقرر. كنت أعرف أن هناك شعبتين لهذا المقرر إحداهما عند الدكتور المسيري والأخرى عند أستاذ أمريكي اشتهر بلقب رامبو بسبب اتباعه لأسلوب دموي في التقويم إلى درجة أن ثلاثة أرباع الطلاب الذين يدرسون عنده لا يتمكنون من النجاح في أي مقرر يقوم بتدريسه.
لم أنجح في إقناع الموظف المتمترس خلف شاشة الكومبييوتر والذي لم يرفع نظره ليلقي نظرة على محدّثه وقبلت على مضض إضافة المقرر عند رامبو. كنت أتابع بحسرة كبيرة تلك القصص التي يرويها الطلاب الذين يدرسون عند المسيري عندما نلتقي في كافتيريا الكلية بعد كل محاضرة عن الأسلوب المختلف الذي كان يطبّقه المسيري معهم. وقد خصّصنا أحد المقالات السابقة حول التقويم يمكن الرجوع إليه من هذه السلسلة.
كنت قد درست عند المسيري في مقررات أخرى وأعرف سرّ هذا الإقبال الكبير على محاضراته، وأعرف أن التقويم كان أحد أسباب هذا الإقبال، لكن كانت هناك أسباباً أخرى جذبت الطلاب نحوه ، لعل أهمها الشفافية العالية في مناقشة الأفكار والقضايا، إذ يمكن القول أن هذا الفيلسوف يتمتع بحرية أكاديمية عالية إلى الدرجة التي يمكن أن يتحدث فيها عن أي شيء تقريباً دون أن يقع في أي مزالق رقابية يجفل منها الأساتذة الآخرون.
جاءت هذه الحرية الأكاديمية التي يتمتع بها المسيري كنتيجة طبيعية لموهبته الفطرية العالية في استخدام ثقافته الواسعة في الثقافتين العربية الإسلامية من جهة، والثقافة الغربية من جهة أخرى، وتقديمها للطلاب بطريقة تتناسب مع سياقاتهم ومشاكلهم.
لعل الوقت يسمح في مقال قادم بإلقاء المزيد من الضوء على الأسباب الأخرى التي جعلت محاضرات المسيري أكثر جاذبية ومتعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.