تستمر قوات الاحتلال في جرائمها البشعة تجاه الفلسطينيين والكوادر الإغاثية، إذ قتلت في عدوانها المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي أكثر من 700 من كوادر المنظمات الصحية والإغاثية المحلية والدولية، بل وتمادت قوات الاحتلال في عدوانها وقتلت ما يقارب من 300 فلسطيني نزحوا إلى مقرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا للاحتماء من القصف الإسرائيلي. ووفقًا لمعطيات الأونروا فإن أكثر من 170 من العاملين لديها قتلتهم طائرات ومدفعية الاحتلال، يضاف إلى ذلك استهداف مقرات الأونروا وإجبارها على إجلاء نصف سكان القطاع من شماله إلى جنوبه، وكان آخر عمليات القتل التي استهدفت المنظمات الدولية، قتل طائرات الاحتلال لسبعة من العاملين في المطبخ المركزي العالمي، أثناء عملهم الإغاثي على شارع الرشيد غرب مدينة غزة، ويحملون جنسيات متعددة. من جانبها قالت وزارة الصحة الفلسطينية : إن نحو 400 من كوادرها من أطباء ومسعفين وممرضين قتلتهم قوات الاحتلال، أثناء محاولتهم انتشال الشهداء والجرحى، أو خلال عملية اقتحام المستشفيات، وكان آخر فصولها مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، والذي قتل فيه الاحتلال العديد من الكوادر الطبية بشكل مباشر، ومن بينهم طبيبة ونجلها الطبيب أثناء عملهم في علاج المرضى والجرحى داخل مستشفى الشفاء. من جانبه وثّق الهلال الأحمر الفلسطيني قتل الاحتلال الإسرائيلي 14 من كوادره من مسعفين وممرضين، في إطار عمليات الاستهداف المستمرة للكوادر الطبية والإغاثية بهدف شل عملها، وقتل الفلسطينيين إما مرضاً أو جوعاً. كما وثّقت الأونروا العديد من حوادث الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال لكل محاولاتها إدخال المساعدات إلى مدينة غزة وشمال القطاع، من خلال إطلاق النار على شاحنات المساعدات، والتحقيق مع السائقين، وتؤكد منظمات حقوقية أن سياسة الاحتلال في استهداف المنظمات الصحية والإغاثية المحلية والدولية، تأتي في إطار تعميق معاناة الفلسطينيين، والتسبب في مزيد من الجوع والعطش والمعاناة للأطفال والنساء والمرضى والجرحى. وتشير معطيات وإحصائيات للمنظمات الحقوقية في غزة، أن الاحتلال تعمد قتل أكثر من 100 فلسطيني من العاملين على تنظيم توزيع المساعدات على الجوعى في مدينة غزة وشمالي القطاع، من خلال قصفهم بشكل مباشر في منطقتي " الدوار الكويتي"، ومفترق النابلسي بمدينة غزة، وقد ارتكب الاحتلال فضائع في تلك المنطقتين من خلال قتله وجرحه لنحو ألفي فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء لسد جوعهم . وأدانت العديد من الدول والمنظمات من بينها فرنسا ومنظمة التعاون الإسلامي، بأشد العبارات، جريمة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، فريقاً من العاملين في منظمات إغاثة دولية في قطاع غزة، عادةً ذلك امتداداً لسلسلة الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. ودعت المنظمة المجتمع الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته تجاه إلزام إسرائيل -القائمة بالاحتلال- باحترام واجباتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، مجددةً دعوتها إلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري وشامل، وحماية المدنيين والأعيان المدنية، بما في ذلك العاملون في مجال الإغاثة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى جميع أنحاء قطاع غزة. من جهتها، دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي, الذي كان يجب أن يحدث قبل شهر دون تأخير. وقالت إن مستشفى الشفاء في غزة لم يعد قادراً على العمل أو تقديم الخدمات الطبية بأي شكل من الأشكال، وذلك بعد الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي على مدى الأسبوعين الماضيين، مشيرةً إلى أن أكثر من 21 مريضاً توفوا خلال فترة الحصار.