شكل معرض مِصيّحة المُقام على هامش فعاليّة "فوانيس"، التي يحتضنها مركز المعارض والفعاليات بالغرفة التجارية لمكةالمكرمة في موسمها السابع على التوالي، روحاً من عبق الماضي، وأصالة الأزمنة التليدة، وذلك من خلال تجسيد الرحلة الثقافية في وجدان الزوار والأهالي وعامة رواد الفعاليّة وإثراء تجربتهم، وسط أجواء مليئة بالمتعة والإثارة. وتمثل إقامة معرض مِصيّحة في كونه يعبر عن الرحلة الثقافية لمقتنيات إبل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- خاصة في ظل تسميّة عام 2024 بعام الإبل، حتى أصبحت اليوم أيقونة ورمزاً من رموز التراث والثقافة المستمدة من أمجاد الأصالة، ولتعبر على الصعيد ذاته عن تاريخٍ عريقٍ ومجدٍ خالدٍ، خصوصاً في ما يكتنزه عالم الإبل من مكانة في نفوس المجتمع السعودي، لكونه أحد أهم القوى الناعمة في الموروث والتراث الثقافي والتاريخي. وحضيت الفعاليّة بإقبال واسع من الحاضرين، للتعريف بطرق العرض المستوحاة من الإبل، بكونها موروثاً يجسد الهوية والأصالة السعودية، وبقيمة الثقافة الحضارية للإبل، وذلك من خلال علاقتها الراسخة بالإنسان في الجزيرة العربية عبر امتداد التاريخ، فيما تضمن تمازج الفنون التشكيلية والشعرية، إلى جانب الأزياء والمجوهرات، ليشكل في ذلك معرضاً فنياً فريداً من نوعه، حيث شكلت الأزياء السعودية التراثية للمعرض، إلهام الزائرين بتعدد ألوانها وتميز نقوشها، بالإضافة لتصاميمها المتعددة، لما للموروث من مكانة وحظوة ثقافية منذ القدم.