أكد وزير تكنولوجيا المعلومات الهندي آشويني فايشناو أن بلاده ستبدأ في إنشاء مجمع صناعة رقائق إلكترونية بقيمة 2.75 مليار دولار أمريكي مع مرافق اختبارات في ولاية غوجرات الهندية في الشهر المقبل، عبر شركة مايكرون، حيث تخطط الهند لبدء انتاج أول رقائق الكترونية الدقيقة والمصنعة محلياً بحلول عام 2024م بحسب تقرير نشرته صحيفة فايننشيل تايمز مؤخراً. كما اشار التقرير تم نشره في وقت سابق من شهر يونيو، إلى أن شركة مايكرون العملاقة ومقرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية تخطط لإنشاء منشأة تجميع واختبار رقائق الكترونية في ولاية غوجرات الهندية من خلال استثمار بقيمة 825 مليون دولار حيث سيمكن خلال مرافق التجميع والتصنيع الإختباري لكل من منتجات DRAM و MAM من اجل تلبية الطلب كل من الأسواق المحلية والدولية . ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من منشأة تجميع واختبار الرقائق في التشغيل بحلول نهاية عام 2024م بينما من المرجح أن تبدأ المرحلة الثانية من المشروع بحلول نهاية العقد وبمجرد تشغيل المرافق، من المتوقع أن يوفر مصنع مايكرون المقترح حوالي 5000 وظيفة مباشرة وعدد 15000 وظيفة لشرائح المجتمع. كما تؤكد التطورات الأخيرة التي حققتها حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأنها تقوم بتأسيس الهند كأكبر مركز لصناعة الشرائح الإلكترونية على مستوى العالم وعلى ضوء ذلك ، أعلنت الحكومة عن برنامج " Semicon India " ضمن برنامج India Semicondutor (ISM) في ديسمبر 2021م من اجل تطوير نظام شرائح الإلكترونيات وعرض النظام البيئي للتصنيع في الهند حيث يبلغ إجمالي التخصيص المالي للبرنامج 76000 كرور روبية ( 1 كرور = 10 ملايين) . يذكر أنه تم تعديل المخطط لاحقاً في سبتمبر 2022م، مع الأخذ في الاعتبار ملاحظات الصناعة لتعزيز قدرتها التنافسية ثم بعد ذلك، تم اعادة اطلاق البرنامج بعد التعديل باسم "برنامج Semicon India " . وفي هذا السياق، قال فايشناو اثناء حديثه مع الصحيفة أن برنامج " ISM " التابعة للحكومة تقوم بعمل مكثف لدعم الشركاء في سلسلة التوريد الأخرى بما في ذلك موردي المواد الكيمائية والغازات ومعدات التصنيع جنباً إلى جنب مع الشركات المهتمة بإنشاء مصانع تصنيع رقائق السيليكون . وأضاف " أن هذا هو الأسرع بالنسبة لأي دولة لإنشاء صناعة جديدة في هذا المجال " وقد تسبب الإرتفاع الكبير في الطلب على الأجهزة الإلكترونية الناجم عن جائحة كورونا حول العالم خاصة الشرائح الإلكترونية ومثل قطاع التكنولوجيا، ظل قطاع الشرائح الإلكترونية في معظمه محمياً من التأثير السلبي للجائحة غير أن الطلب الضخم على الشرائح الدقيقة ( microchips ) اعاق سلسلة التوريد العالمية التي لم تتعاف بعد مما اثر بدوره على صناعات أخرى بما في ذلك قطاع السيارات" على حد قوله . فلا شك أن النزاع التجاري المستمر بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الأخرى حول العالم لم يعفل شيئاً سوى زيادة المتاعب الموجودة في سلسلة التوريد الحالية في حين يأتي العداء التجاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين بمثابة أخبار سارة للهند لتخطيطها إنشاء مصنع الشرائح الإلكترونية في البلاد من خلال التعاون المحتمل مع الشركات العملاقة في الصناعة مثل مايكرون حيث يمكن خلال ذلك أن تستفيد الهند من أزمة الرقائق الإلكترونية الحالية على مستوى العالم حتى تهدف انشاء أكبر قاعدة للشرائح الإلكترونية في العالم داخل البلاد. ومن جهة ثانية ، اعطى مجلس الوزراء الهندي الضوء الأخضر لمقترح إنشاء منشأة شركة مايكرون وفقاً لبرنامج " مخطط التعديل والإختبار ووضع العلامات والتعئبة والتغليف يسمى بالإختصار (ATMP ) حيث أن شركة مايكرون تستحق الحصول على 50% من إجمالي تكلفة المشروع من الحكومة في حين تمنح حكومة ولاية غوجرات الهندية حافزاً لشركة تصنيع الرقائق الإلكترونية في حالة يتم انشاء مرفق التجميع والإختبار في داخل البلاد. علماً أن الهند تعمل عل تعزيز قدراتها في إنتاج الهواتف الذكية والبطاريات والمركبات الكهربائية والإلكترونيات الأخرى من المتوقع أن المشروع الخاص لشركة مايكرون في ولاية غوجرات سيشهد القفزة المطلوبة لتعزيز قدراتها في صناعة التكنولوجيا والتي شهدت نمواً بطيئاً بالمقارنة مع الإقتصادات الأخرى التي تعتمد على الصادرات.