في كتابه الصادر من المكتبة الصغيرة في مارس 1977م، لصاحبها عبدالعزيز الرفاعي، يتناول الأديب الراحل عزيز ضياء ،سيرة الكاتب الكبير حمزة شحاتة القمة الأدبية التي أخذت العيون بشموخها، يقول عنه كنت واحداً من الذين رأوها، بل كنت واحداً من الذين جمعهم بها اطار الزمالة، وممن توثّقت بينهم وبينها وشائج الودّ والصداقة والإلفة، الذي رحل في الثاني عشر من ذي الحجة عام 1392 ه . كان لوفاته -يرحمه الله- هزّة سرَت في نفوس الكتّاب والأدباء، إشادة بعبقريته ظهرت في رثائهم له، ومنهم الشاعر أحمد قنديل في قصيدته "حمزة"، والشاعر محمد حسن فقي، والأساتذة محمد عمر توفيق وحسين سرحان وضياء الدين رجب، وكثير هم حتّى الشباب من الذين لم يعرفوه عن قرب سوى في الصور التي نشرت له، ولم يقرأو إلا ما نشر عنه في الشعراء الثلاثة، أو في شعراء الحجاز في العصر الحديث للأستاذعبد السلام الساسي، ويستمر النشر والإشادة حتّى يومنا، ومثال ذلك أطروحة الماجستير للشاعر الدكتورعادل بن خميس الزهراني، والتي صدرت بعنوان عام 2015م عن النادي الأدبي في جدة ،بعنوان: "جدلية الوجود والعدم"، وذلك بعد ما يقرب من خمسين عاماً لوفاة حمزة شحاتة، مقاربة أدبية فلسفية لأعمال حمزة شحاتة. ولقد خاض شاعرنا حمزة شحاتة معركة أدبية تابعها القراء مع الأستاذ الشاعر محمد حسن عواد، وكانت حامية الوطيس حصلت على الإعجاب في أسلوبها الرفيع ،نُشر بعض المعركة الأدبية في "صوت الحجاز" يومها، وكانت لا تقل قصائد المعركة بين الشاعرين فحولة عن نقائض الفرزدق وجرير والأخطل في العصر الأموي. كان الأستاذ الشاعر أحمد قنديل نصيراً لحمزة شحاتة، في الوقت الذي ناصر الأستاذ محمود عارف الشاعر العواد. ونحن الآن في مجال الذكريات البعيدة، نذكر مانشره الأستاذ عبدالسلام الساسي في كتابه "الشعراء الثلاثة" قصيدة بعنوان (ملحمة) للاستاذ حمزة شحاتة يقول فيها:- حدث الليل، قال : وانفرد البحر يواسيه شاطئ مهجور أدبرت عنهما الحياة وأهلوها فذا ضاحل وذا منذور قنعا صاغرين بالواقع البخس ويرضى بعيشه المكثور ومضى الدهر لا يثقل رجلاً تستوي عنده صبا ودبور هازئا بالغرور والضعف والباطل والدهر بالحياة بصير ومن الجميل أن ياتي تعليق ناشر الكتاب وصاحب المكتبة الصغيرة الأستاذ عبدالعزيزالرفاعي في التعريف بالكتاب والكاتب قوله :" هذا الكتاب يمثل قمتين: إحداهما تتحدث عن الأخرى وقد لا أغلو إذا قلت إن الأستاذ عزيز ضياء، يبلغ حقاً الذروة في النثر السائغ السلس القوي الآسر، تماما كما يبلغها حقاً الأستاذ حمزة شحاتة في الشعر المتدفق، حيوية وحركة ونصاعة وعبقرية. إن هذا الكتاب هو محاولة لاكتشاف القمتين معاً.