قبل ثلاثة أعوام ، وبالتحديد مع إنتشار جائحة كورونا، أطلقت هيئة الإذاعة والتلفزيون ، قناة "ذكريات" بغرض الترفيه عن الناس، من خلال إسترجاع البرامج والأعمال الفنية القديمة. كانت مبادرة من قبل هيئة التلفزيون للتخفيف من تبعات فيروس كورونا، والذي ألزم الجميع في منازلهم، بإعادة عرض برامج تلفزيونية وأعمال فنية قديمة،وكان من المفترض عند عودة الحياة الطبيعية ، أن يتم إغلاقها ، كون المادة الإعلامية التي تقدمها القناة إستذكارية وليست للإستمرارية، وهذه نمط إعلامي يُكتفى به في المناسبات، من خلال إعادة شارات البداية ،أوعرض بعض الأعمال الفنية التي سكنت وجدان الجمهور. فليس كل ماكان في الماضي من مواد إعلامية ، يستحق النشر والإعادة، هنالك الكثير من البرامج والأعمال الفنيه ضعيفة جداً، ولم تحقق المأمول منها حتّى في وقت عرضها الأول، والجميع ممّن عاصر ذلك الوقت، يذكر كيف كان الجميع ينتقد الكثير من البرامج والأعمال. لا أعلم في الحقيقة لم هذا الإصرارعلى إستمرار بثّ القناة رغم عدم متابعتها، أم أن الهدف أصبح مجاملة للجيل السابق من الإعلامين ولمؤسسيها ؟ لنكن واقعيين، لايوجد شخص سيتابع بشكل يومي برامج و فوازير أو نشرات أخبار عفى عليها الزمن. إن العامل المشترك في إطلاق مثل هذة القنوات،هو الفشل، فمع مرور الوقت،لايوجد ماتقدمه القناة للمتلقي، بسبب – كما ذكرت في البداية – أن هذا نمط إستذكاري يكون في المناسبات بعرض مقاطع قديمة ، أو بعض من الأعمال المؤثرة في الأعياد أو غيرها من المناسبات. نستطيع أعزائي القائمين على التلفزيون ، أن نقدم إرثنا الإعلامي بشكل أفضل ،لا بمحتوى فيه الصالح والطالح من الأعمال ، وبثّها على مدار 24ساعة. صناعة الإعلام وبالأخص الأعمال التلفزيونية مكلفة مادياً، وتستنزف ميزانية التلفزيون، فيجب الحرص على تقديم كل ماهو مؤثِّر. أتمنى من الأعزاء في هيئة التلفزيون، أن يكون هناك تعاون مشترك مع المشاهدين في تقييم أداء قنوات التلفزيون السعودي ومذيعيه، واختيار المواد الإعلامية وإعادة هيكلة القناة. إن إتاحة الفرصة للمشاهدين في تقّييم، و تقديم وصناعة القرار، سيزيد من أعداد المتابعين، كون مايقدم هو من إختيارهم، وذلك من خلال إستقبال القناة الأفكار والآراء، ويتم بعد ذلك ، عقد ورشة عمل لاختيار أحدث وأنسب البرامج والأعمال، لتحقيق رضا المشاهدين مع الإحتفاظ بهويّة مجتمعنا. وفي ظل زحام وسائل التواصل والمنصّات والمنافسة الصعبة بين القنوات والإعلاميين ، لابدّ من اعتماد مواد وأساليب جاذبة مع طاقم إعلامي مميّز. أتمنى الإهتمام أكثر بجميع ماطرحت من أفكار، مع الأخذ بعين الإعتبار مقترحي الخاص بالمشاركة في صناعة القرار، الأمر الذي سيسهم في نهوض التلفزيون، ويحقق أهدافاً كبيرة بتكاتف المشاهدين والمسؤولين .