إعلامي ذو طابع خاص، عاصر بدايات التليفزيون السعودي، ساهم في العديد من البرامج التليفزيونية مثل: مسرح المسابقات، مجلة التليفزيون، اخترنا لكم، مشوار الثلاثاء، وغيرها من البرامج التي تُعَدّ علامات بارزة في تاريخ التليفزيون السعودي. إنه الإعلامي حامد الغامدي، الذي فتح قلبه ل"سبق"، وتحدَّث عن ذكرياته في رمضان وتأثره بالمسجد الحرام، مؤكداً ضرورة العودة إلى روح التواصل الاجتماعي الذي فُقِد في عصر التواصل الإلكتروني. وقد اعتبر الغامدي برنامج "سباق المشاهدين"، الذي يقدِّمه على القناة الرياضية، بوابة العبور لقلب المشاهدين، متمنياً عبر "سبق" تقديم برنامج مسابقات تشارك فيه الأُسْرة السعودية. كل هذا وأكثر نتعرف عليه في ثنايا هذا الحوار، فإلى التفاصيل: الدفء العائلي * حدثنا عن طفولتك في رمضان.. مولدي في مدينة الباحة، حيث التقارب والدفء العائلي وبساطة الحياة، واجتماع الأهل في شهر رمضان، وتذوق الطعام من أهالي المنطقة جميعهم؛ فكنت في طفولتي أقوم بإعداد الحلوى وتوزيعها على الأهل والجيران، وهذه من العادات المحببة في شهر رمضان. تجارة المكسرات * فترة الشباب بما تحملها في ذاكرتنا ما ذكرياتك حولها في رمضان؟ في فترة الصبا والشباب كنت أتنقل مع والدي بين الباحة ومكة؛ حيث يعمل والدي في تجارة المكسرات بالقرب من الكعبة المشرفة، وكانت تغمرني مشاعر إيمانية وسط أجواء المسجد الحرام وتوافد المعتمرين في الشهر الفضيل من كل فج عميق، وتهفو نفسي عندما أشاهد مسعى الصفا والمروة يحتضن الآلاف ممن قدموا لأداء العمرة. لا شك أن هذه الفترة أثرت شخصيتي من خلال تواصلي مع جنسيات مختلفة واكتساب مزيد من الثقافات الأخرى. ميدان الأعلام * كيف كانت بدايتك الإعلامية؟ في المرحلة الجامعية بدأت خطواتي الأولى في الإعلام، قَدِمت من مدينة الباحة الصغيرة من حُضْن الأُسْرة ودفء الأهل إلى العاصمة الرياض بمفرداتها المختلفة عن مدينتي، قناعاتي الشخصية ومكتسباتي الفكرية حفزتني للتكيف مع إيقاع المدينة، ومن ثمّ انطلقت في ميدان الإعلام. على مائدة الإفطار * ماذا كان يقدِّم التليفزيون السعودي قديماً في رمضان؟ قبل انتشار الفضائيات اقتصرت برامج التليفزيون على البرامج الدينية مثل على مائدة الإفطار للشيخ على طنطاوي رحمه الله، ومسابقات القرآن الكريم.. ولم تُقدَّم برامج خاصة برمضان، ولم تُعرض برامج أو مسلسلات كوميدية. غُرْبة عن رمضان * هل عايشت رمضان خارج السعودية؟ وكيف كان شعورك؟ أثناء فترة تحضيري للماجستير في أمريكا عايشت رمضان، وبالطبع افتقدتُ دفء العائلة وروح الوطن والمعاني السامية المميزة لهذا الشهر الكريم؛ فلا نسمع صوت الأذان، الذي يُثري الوجدان، ولا وجود لصلاة التراويح التي تُذكِّرنا بنسمات الكعبة المشرفة، وعشتُ غُرْبتَيْن: غُرْبة الوطن وغُرْبة عن رمضان في بلاد أجنبية. وأثناء فترة دراستنا في رمضان احترم أعضاء هيئة التدريس صيامنا، وحرصوا على أن تكون فترة الراحة بين المحاضرات وقت الإفطار، وكنا نُصلِّي الجمعة في فيلا مؤجرة؛ فلم تكن هناك مساجد قريبة من مكان إقامتنا. دوامة العمل * ما الذي افتقدتَهُ في رمضان بعد أن أصبحتَ إعلامياً مشهوراً؟ لا شك أن الشُّهرة تُلقي بظلالها على حياة الإنسان؛ فحينما يدور الإعلامي في دوامة العمل قد يفقد بعض المعاني الجميلة، وهذا ما يحدث في شهر رمضان المبارك؛ حيث يُعرض برنامج سباق المشاهدين، وأقضي كل وقتي في الاستعداد له؛ وبالتالي لا أجد الوقت الكافي للاستمتاع بروحانيات هذا الشهر الفضيل، ولا الوفاء بالواجبات العائلية كما ينبغي. روح التآلف * ما الشخصية التي تُذكِّرك بعبق شهر رمضان؟ وما الذي كنتَ تحرص على مشاهدته؟ الشيخ محمد علي طنطاوي - رحمه الله - وفوازير رمضان للأطفال. * برأيك، هل أثرت وسائل الاتصال الحديثة في روح التآلف بين أفراد المجتمع؟ بالطبع كانت المناسبات الاجتماعية في العقود الماضية أكثر قرباً ودفئاً من خلال زيارات الأقارب والحرص على الواجبات الاجتماعية، بيد أنها في الوقت الحالي أصبحت عبر رسائل الجوال والإيميلات، رسائل باردة تخلو من الدفء ومشاعر الود بين أفراد الأُسْرة. وأنا أدعو من خلال "سبق" أفراد المجتمع لإعادة روح التآلف والزيارات وتجديد المشاعر التي قد نفتقدها أحياناً مع إيقاع الحياة اللاهث. صلة الرحم * ما العادات التي ما زلتَ تحرص عليها في رمضان وأورثتَها لأبنائك؟ بفضل الله ربَّيتُ أبنائي على أداء الشعائر الدينية من صلاة التراويح والحرص على صلة الرحم، فضلاً عن الاهتمام بالتكافل الاجتماعي والمساهمة في أعمال الخير. ظاهرة الإسراف * قد تظهر بعض العادات السيئة في هذا الشهر الكريم؛ فتعكِّر صفوه، برأيك ما أهم العادات التي تتمنى أن تختفي في شهر رمضان المبارك؟ إن ظاهرة الإسراف في شراء مستلزمات رمضان غير مرغوبة، خاصة في هذا الشهر الكريم الذي أتمنى أن يحرص فيه المواطنون على توجيه جُلّ اهتمامهم لمساعدة الأُسَر المحتاجة؛ لأننا مجتمع يتميز بروح التعاطف والتراحم بين أفراده. قلب المشاهدين * "سباق المشاهدين" ماذا يمثل بالنسبة للإعلامي حامد الغامدي؟ برنامج سباق المشاهدين مرحلة مهمة في حياتي، وحقَّق نسبة من طموحي الإعلامي، وأنا أعتبره البوابة الرئيسية للعبور إلى قلب المشاهدين والتعامل الإنساني معهم عن قُرْب. مشاركة الأسرة السعودية * يختلف الطموح من مرحلة إلى أخرى، حدثنا عما تطمح إليه حالياً.. أتمنى من كل قلبي تقديم برنامج مسابقات تشارك فيه الأسرة السعودية "الأب، الأم والأبناء". * كلمة أخيرة لقراء "سبق" بمناسبة شهر رمضان المبارك.. أشكر صحيفة "سبق" على اهتمامها ببرنامج سباق المشاهدين؛ فهي – بحق - رائدة في نشر الخبر والأجدر في التفاعل مع القراء، وأدعو قراءها لمتابعة "سباق المشاهدين" على القناة الرياضية.