شاهدت مقطعاً على قنوات التواصل الإجتماعي ،أعتقد أنه كان يعود لتطبيق "التيك توك"، وهنا أخبركم أنني في الحقيقة لست ممّن أنبهر بهذا التطبيق، ولا حتّى من متابعيه، وقد قمت بتسجيل حساب فيه من باب الفضول ليس أكثر، بعد ما سمعت عنه من المحيطين بي وكيف أنه شغل وقتهم وأدخل عليهم الضحكات ،لما فيه من مقاطع ساخرة بجانب المفيدة، كل ذلك لم يدفعني إلى المتابعة المستمرة له كما أفعل في بعض القنوات الأخرى ،إلا أنني أزوره بين الحين والآخر ، قد تكون زيارتي له مرة في الشهر على الأكثر. عموماً نعود للمقطع الذي كان يجسِّد مشهداً ساخراً للطريقة التي سيقوم بها الإنسان إذا استخدم آلية مغاسل السيارات وطبّقها على نفسه، حيث قام بطل المقطع ، بتجهيز مسار يمر خلاله بنفس البطء الذي تمرّ به السيارة داخل المغسلة، حيث يبدأ بوضع رغوة كثيفة من الصابون على جسده ثم تقوم شرائح مطاطية بالضرب عليه لإخراج تلك الرغوة، يليها رشّ الماء من الأعلى وعلى الجانبين، ثم يمرّ خلال هواء ساخن مندفع من الأعلى والأمام والأسفل بغرض التجفيف، ثم نختم المسار بمنطقة التلميع، ليخرج من المغسلة ،وقد حصل على تنظيف بدرجة إمتياز، ويكمل البطل طريقه بارتداء ملابسه آلياً ويخرج من المنزل. لا أخفيكم ، راقت لي الطريقة جداً ،فهي تختصر الوقت والجهد ، وتعطي نتيجة أكثر دقّة من حيث حصول كامل الجسد على قدر متساوٍ من النظافة، والمقصود بالنظافة هنا ، التي يستطيع جهاز غير عاقل كجهاز الغسيل القضاء عليها، إلا أن حتى مغاسل السيارات لا تستطيع أن تضمن لك خروج جميع العوالق التي تلتصق بالسيارة، خاصة إذا كانت بقايا زيوت أو أطعمة كقطعة علك على سبيل المثال ،ممّا يُلزِم صاحب السيارة ،باللجوء إلى مغاسل أكثر قوة كالتلميع الساطع، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة السيارة إلى حالتها السابقة، حتى لا يضطر المالك إلى تغيير المقاعد وغيرها. إجراء طويل ومكلّف للبعض أحياناً لا نقوم به إلا من العيد للعيد ،فندخل سياراتنا في ما يطلق عليه عند بعض إخواننا بمصطلح (حُمَّاية العيد الكبير)، إستقبالاً للعيد برائحة زكية ومظهر لائق. نحمد الله كثيراً أن لدينا تلميع ساطع داخلي نستخدمه كلما دعت الحاجة، أو كلما أردنا أن نعود إلى ضبط المصنع الذي بدأنا به سيرتنا الأولى، آلا وهي العبادة التطهيرية مثل الصوم والصلاة والدعاء والصدقة وحسن الخلق وإغاثة الملهوف وستر العورات وقضاء الحوائج وإكرام النعم و.. و.. و..، كل تلك هي مغاسل داخلية ، وعلى كل واحد منّا اختيار ما يستطيع إليه سبيلاً، والرابح من بيننا من وُفّق لأكثر من طريقة. أصبحت مهمة الماء فقط هي غسل ما تقبى من سائر الجسد ، وهو على الرغم من أهميته ، إلا أنه لا ينظر إليه من عند الخالق. تخيل!