تعد صحراء منطقة الحدود الشمالية من أهم المسارات الرئيسة لهجرة الصقور السنوية وتشهد توافداً للصقّارين من مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي خلال فترة الصيد المسموح بها منذ بداية شهر أكتوبر. ومن أشهر صحاري الحدود الشمالية منطقة "الحماد" غرب مدينة عرعر التي تعد خطاً رئيسياً للطيور المهاجرة، ومن أكبر التجمعات للصقارين كما تسجل النسبة العالية في شبك الصقور. وفي أحد المخيمات البرية بالحدود الشمالية ، تجد مجموعة من محبي هذه الهواية المتوارثة جيلاً بعد جيل حيث أوضح عبدالكريم الصقري إن رياضة الصيد بالصقور تعلم الصبر والجلد, مشيراً إلى أن الفترة المسائية تخصص للألعاب الشعبية والدحة والهيجيني والسامري والشعر والألغاز الشعرية. فيما يقول الصقار عبدالسلام العنزي: "إن محبي هذه الهواية يستمتعون بكل تفاصيلها الكثيرة من المتعة والإثارة والرحلات الجماعية والمخيمات البرية, ويقول أحد ملاك مرابط الصقور عوض الشليخي إن أبرز أنواع الصقور الحر والشاهين الوكري. ويُجمع الصقارون على عددٍ من الطرق المناسبة لصيد الصقور منها استخدام " الشبك " بتثبيته على ظهر الحمامة ، و "المخدجة" وهي شبكة لها ذراع طويل وتستخدم في ساعات الليل حيث يساعد الظلام مع تسليط ضوء مركز على أعين الصقر للإمساك به، أما طريقة "النقل" فتتم من خلال تثبيت ريشة أو قطعة لحم في قدم طير الباشك أو العقاب وسط شبكة ومن ثم يطلق للتحليق في أوقات محددة عادة بعد الساعة العاشرة صباحاً، وعند مهاجمة الصقر فإنه يعلق في الشبكة. وتوصف طريقة "المناشبية" بالصعبة وتتطلب خبرة كبيرة في الصيد، وتأتي بعد أن يرفض الصقر الهجوم على طير الحمام، والمريعي، ويقدم خلالها للصقر حمام دون شِباك، وبعد أن يأكلها يتم طرده لمسافات بعيدة حتى يتعب، فيضطر للبحث عن ظلال الأشجار الكبيرة التي نُصب حولها هذه الوسيلة فيقع في المصيدة. من ناحية أخرى تُعد هواية صيد الصقور واحدة من أقدم الهوايات التي عرفها أهالي محافظة طريف وتحظى بمكانة خاصة لديهم وتربّوا على تقديرها وشغف يتناقلونه من جيل لآخر وينقلونه إلى أبنائهم. وتحرص العديد من الأسر في محافظة طريف بمنطقة الحدود الشمالية على زرع شغف صيد الصقور في الأجيال الجديدة بتدريب أبنائها على هذا الموروث الذي ينشط مع بداية موسم الصيد في مطلع أكتوبر من كل عام مما يسهم في تعزيز هذه الهواية عند الكثير من الشباب والأطفال. وأوضح عودة البني الطرفاوي أحد المهتمين بهذا المورث وصيد وشبك الصقور أن هذه الهواية تحظى بإقبال من جميع الفئات العمرية خاصة صغار السن، إذ يقبلون على ممارسة هذه الرياضة لأسباب مختلفة فهي هواية ممتعة، تنتقل من جيل إلى جيل، حيث يصطحب الآباء أبناءهم عند الخروج للصيد والقنص لتدريبهم على طرق صيد الصقر والسيطرة عليه وطرق التعامل معه؛ بهدف تثقيفهم وتعليمهم، أساسيات الصقارة والصيد التي تعد جزءاً أساسياً من تراث الآباء والأجداد لتعلمها والتعود عليها، لتعرفهم بهذا الجانب التراثي الهام من أجل المحافظة عليها.