طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المدمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتأمين وصول الاحتياجات الأساسية الإنسانية للفلسطينيين. ودعت في بيان لها أمس (الأحد)، إلى وقف التداعيات المتسارعة لهذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، وإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية التي تجحف بقضايا الحل النهائي التفاوضية، مؤكدة أن الشعب ضحية لاستمرار الاحتلال، وازدواجية المعايير الدولية، وللفشل الدولي بتحقيق السلام وتطبيق مبدأ حل الدولتين، مجددة إدانتها للعدوان المدمر على أهالي قطاع غزة، الذي شمل جميع مناحي الحياة بالقصف والتدمير، والقتل والتهجير، وتدمير البنى التحتية والمؤسساتية على اختلاف أنواعها، وفي مقدمتها المستشفيات. وأكدت أن هذا العدوان أدخل الفلسطينيين في قطاع غزة في كارثة إنسانية حقيقية غير مسبوقة طالت الحد الأدنى من مقومات الحياة الإنسانية، عبر فرض طوق عسكري خانق عليها، وتقطيع أوصالها وتكثيف الحواجز العسكرية والإغلاقات سواء بالبوابات الحديدية أو السواتر الترابية أو المكعبات الإسمنتية، بما يكرس نظام الفصل العنصري (الأبرتهايد)، وشلّ حركة المواطنين العزّل بأوامر عسكرية بوقف حياتهم بالكامل وتجميدها، مشيرة إلى الدعم الذي تقدمه سلطات الاحتلال للمستعمرين لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم والعربدات الاستفزازية على الفلسطينيين، بما يؤدي إلى حرمانهم من التنقل بين المدن والمحافظات لقضاء أبسط احتياجاتهم الإنسانية. من جهتها، أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة الأوامر الإسرائيلية المتكررة بإخلاء 22 مستشفى يعالج أكثر من 2000 مريض شمال غزة ، مبينة أن الإجلاء الإجباري للمرضى والعاملين في المجال الصحي سيفاقم الكارثة الصحية والإنسانية الراهنة. وأوضحت المنظمة الأممية في بيان صحفي، أن حياة ذوي الحالات الحرجة والمرضى الضعفاء على المحك، مشيرة إلى الموجودين في وحدات العناية المركزة أو المعتمدين على أجهزة دعم الحياة والمحتاجين لغسيل الكلى وحديثي الولادة في الحضانات، والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل، وغيرهم ممن سيعانون من تدهور وضعهم الصحي، أو سيلقون مصرعهم إذا أجبروا على التحرك وقُطعت عنها الرعاية الطبية المنقذة للحياة أثناء إجلائهم. وقالت منظمة الصحة العالمية: إن إجبار أكثر من 2000 مريض على الانتقال إلى جنوبغزة، حيث تعمل المنشآت الصحية بأقصى طاقتها الاستيعابية ولا تستطيع استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد المرضى، داعية قوات الاحتلال إلى العدول فورا عن أوامر إخلاء المستشفيات في شمال غزة، وإلى حماية المنشآت الصحية والعاملين في المجال الطبي والمرضى والمدنيين. وذكرت أن طائرة تحمل إمدادات صحية هبطت في مطار العريش في مصر قادمة من مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، ليتم توصيلها الى غزة عبر معبر رفح بمجرد انشاء ممر انساني لايصال المساعدات، محذرة من أن أي تأخير في بقاء هذه الامدادات على الجانب المصري من الحدود، يؤدي إلى موت مزيد من الفتيات والفتيان والنساء والرجال، وخاصة الاكثر تعرضا للمخاطر والأشد تأثرا بها أو الأشخاص ذوي الإعاقة، بينما توجد الإمدادات التي يمكن أن تنقذهم على بُعد أقل من 20 كيلومترًا. وضمت منظمة الصحة العالمية صوتها إلى الأصوات الداعية إلى فتح ممر إنساني على الفور عبر معبر رفح للوصول إلى غزة من أجل تسليم الإمدادات المنقذة للحياة إلى المرافق الصحية بشكل آمن ومستمر، ولتوريد الوقود والمياه والأغذية وغيرها من المواد الضرورية للبقاء على قيد الحياة، وحماية العاملين في الرعاية الصحية والمرضى والمدنيين. إلى ذلك، حذرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) من أن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يواجهون خطر نفاد المياه، بشكل أصبح يهدد حياتهم. وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني : "إن المياه أصبحت مسألة حياة أو موت. من الضروري أن يتم توصيل الوقود إلى غزة لتوفير المياه لمليوني شخص". وأشارت الوكالة الأممية في بيان صحفي إلى عدم السماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة منذ أسبوع. وقالت إن المياه النظيفة تنفد من القطاع بعد توقف عمل محطة المياه وشبكات الماء العامة. ووفق الأونروا، في غضون 12 ساعة الماضية فقط، شُرد مئات آلاف الأشخاص. وتتواصل موجة النزوح مع تحرك الناس إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة. وقد وصل عدد المشردين خلال أسبوع إلى ما يقرب من مليون شخص، داعية سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى حماية جميع المدنيين المحتمين بمنشآتها بأنحاء قطاع غزة، بمن فيهم الموجودون في شمال القطاع ومدينة غزة. وأوضحت الوكالة أنه على الرغم من أمر إجلاء أكثر من مليون شخص من شمال غزة ومدينة غزة إلى جنوب القطاع، فإن الكثيرين لن يتمكنوا من مغادرة المنطقة، لا يوجد أمامهم خيار ويتعين حمايتهم في كل الأوقات، كما ذكرت أن الحروب لها قواعد، وأن المدنيين والمستشفيات والمدارس والعيادات ومنشآت الأممالمتحدة لا يمكن أن تُستهدف، مبينة أن ملاجئها في غزة وشمال القطاع لم تعد آمنة، بما يعد أمرًا غير مسبوق.